كتابات وآراء


الأربعاء - 01 فبراير 2023 - الساعة 03:18 ص

كُتب بواسطة : حسن جرادي - ارشيف الكاتب


لم يعد خافي على أحد تلك الأبوية الحميمية التي تكنها الأمم المتحدة للمليشيا الحوثية الإرهابية، عبر بعثتها الأممية بمحافظة الحديدة، وذلك التواطؤ والتخادم بينهما لقتل أبناء محافظة الحديدة "حاضرة تِهامة اليمن" خاصة، بل واليمن عموما من خلال الدعم والتمويل الأممي لزراعة ألغام الموت للفتك بأكبر عدد من المدنيين الاطفال والنساء ، مقابل ذلك الصمت اللا أخلاقي والذي يمثل ضوء أخضر أممي لمواصلة وتكثيف مليشيا الإجرام الحوثية لجرائمها ضد المواطن اليمني عموما ،والإنسان بمحافظة الحديدة خاصة.

وفي مسرحية هزلية متفق عليها تقوم مليشيا الحوثي الإرهابية ذراع إيران باليمن ، بزراعة آلاف من الألغام المتنوعة والمتفجرات المختلفة للإيحاء بإخضاع محاميتها البعثة الأممية لقيود صارمة .. ولكن وفي فصول هزلية ما تلبث تلك العصابة الحوثية من الوقوف أمام البعثة الأممية ذاتها لتتسول منها الدعم والأموال، وهو في الحقيقة ابتزاز متفق عليه ومصرح به من قبل البعثة الأممية في الحديدة..وما ذلك الابتزاز الحوثي المرحب به من قبل الأمم المتحدة إلا أحد البنود الأساسية الخفية لإتفاقية استكهولم الموقعة أواخر العام 2018م لديمومة تلك المليشيات ولحمايتها من الاندحار ، وذلك بجعل محافظة الحديدة بؤرة كبيرة لالغام الموت وهو ما جعلها في صدارة المحافظات اليمنية الاكثر زراعة بالالغام والاكثر سقوطاً للضحايا كذلك، بسقوط ما يقترب ثلاثة آلاف قتيل ومثلها جريح ومعاق إعاقة دائمة .

امم تذعن لعصابة إرهابية :
إن ما يثير الضحك والسخرية هو التفكر بأن الأمم المتحدة والتي تضم عشرات الدول والأمم ، تعجز ومنذ سبع سنوات على إجبار عصابة مليشاوية إرهابية على احترام حقوق الإنسان والكف عن زراعة الموت بالحديدة وغيرها ، بل والعمل على تسليم خرائط لتفكيك حقول وشبكات الألغام المترامية والتي يومياً تتسبب بازهاق أرواح المدنيين والأطفال والنساء!! وهذا اكبر دليل على أن المليشيا الحوثية هي البعثة الأممية والعكس.

حيث تفيد مصادر أمنية وحقوقية بأن المليشيا الحوثية الأممية، ترفض وبشدة الرضوخ لمطالب نزع الألغام والعبوات والمتفجرات، التي زرعتها بكثافة في مناطق احديدة والتي أصبحت تحت سيطرتها عقب نكبة إعادة التموضع والتي فرضتها الأمم الراعية لتلك المليشيا على القوات المشتركة.

كما أكدت تلك المصادر وهو ما يؤكده الواقع على استخفاف تلك المليشيا الحوثية الإرهابية بالمجتمع الدولي، لترد على دعوات نزع الألغام ، بتكثيف زراعتها على نطاق واسع في الطرقات الفرعية والترابية والمزارع والقرى والاحياء والممتلكات الخدمية العامة مساحات شاسعه وما تشهده مناطق محافظة الحديدة وخاصة لحنوبية منها من سقوط شبه يومي للضحايا بالدريهمي والتحيتا وحيس وبيت الفقيه جراء إنفجار تلك الألغام الحوثية إلا خير دليل على استمرار العصابة الأممية ، عفوا الحوثية في عملية ونهج قتل المدنيين اليمنيين.

معدات لنزع الحياة بالالغام :
الحقيقة مع كل دعم وتمويل تشترطه مليشيا الحوثي الإرهابية على الامم المتحدة تحت مسمى نزع الألغام ، ما هي في الحقيقة غير اشتراطات لنزع اكبر عدد من الأرواح اليمنية بزراعة الألغام وبتمويل من منظمات تابعة للأمم المتحدة المتشدقة بحقوق الإنسان والسلام العالمي ..
وما تلك الشروط الجديدة التي تقدمت بها مليشيا الحوثي الإرهابية إلى الأمم المتحدة ، ةبحجة عدم وجود خرائط لشبكات حقول الغامها، لتشارك فرقها الهندسية في نزع الألغام التي زرعتها هي فمن يزرع الموت محال يبذر الحياه، وما ادعاء مليشيا الحوثي الإرهابية بعدم وجود خرائط لتلك الالغام ما هو إلا تسويق لايهام المجتمع الدولي بأن القوات المشتركة هي من زرعت تلك الألغام ، ومع الأسف فإن الأمم المتحدة تتماهى مع تلك الادعاءات الحوثية ، رغم أن القوات المشتركة لم تصل يوما إلى تلك المناطق الملغومة.

ومن الشروط التي تقدمت بها مليشيا الحوثي الإرهابية بأن تتولى الأمم المتحدة تمويل فرقها الهندسية بأجهزة ومعدات متطورة للكشف عن الألغام ، بالإضافة وفي متاجرة واضحة إلى دفع الأمم المتحدة مبلغ مالي مقابل كل لغم تنتزعه فرقها الهندسية ويتضاغ التمويل المادي وفق كمية الإنجاز .. كذلك تأمين بمبلغ مالي على حياة أفراد فرقها الهندسية في حال تعرضوا للقتل أو الإصابة مهما كانت .

كما أشارت مصادر إلى أنه من ضمن تلك الاشتراطات الخوثية بأن يتم عمل فرقها الهندسية في نزع الألغام بعد توفير الأمم المتحدة كافة المتطلبات والتوقيع على اتفاقية بين الطرفين على مراحل مختلفة تشمل كل مرحلة مساحة جغرافية محددة.

ونجزم بأن الأمم المتحدة وبكل وقاحة ستؤكد للعالم أجمع بأنها تتبنى وترعى تلك المليشيا الحوثية وذلك بتجديد دعمها وتمويلها بحجة ترغيب تلك المليشيا على القبول بجهود السلام

ووفق العين الإخبارية ..وفي عملية ابتزاز متفق عليها فإن القيادي في جماعة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعو علي الموشكي طالب الأمم المتحدة بتوفير أجهزة نزع الألغام، لحماية المدنيين من مخاطر تلك الألغام.. حيث جاء ذلك الأحد الماضي ، خلال لقاء فريق المليشيا الحوثية برئاسة الموشكي مع رئيس وأعضاء بعثة الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق الحديدة " اونمها"

كما اقر القيادي الحوثي الموشكي معترفاً بأن مليشياته الإرهابية هي من تقوم "بزرع الألغام في كل الأحياء الجنوبية لمحافظة الحديدة حيث قال:"نكرر أن معظم الأحياء الجنوبية لمدينة الحديدة مناطق ملوثة بالألغام".

كما قال الموشكي مخاطباً البعثة الأممية وفي ابتزاز حوثي واضح وعلني "إذا كان لديكم رغبة حقيقية لوقف نزيف دم الأبرياء قوموا من جانبكم بتوفير الأجهزة الخاصة بكشف ونزع الألغام"

وفي موافقة ضمنية على الابتزاز الحوثي قال رئيس البعثة الأممية بالحديدة الجنرال مايكل بيري:" إن البعثة تعكف على صياغة مذكرة بمثابة خطة لتسهيل العمل على إزالة الألغام."

وبهذا يستمر تخادم العصابة الحوثية والبعثة الأممية لقتل الحياة في محافظة الحديدة اليمنية.