الإثنين - 13 مارس 2023 - الساعة 04:04 م
عن ثقافة الطعام ، أو الطعام كثقافة وقوة ناعمة
كانت زبيد حاضرة اليمن وفيها تأسست أول حاضرة مستقلة عن الخلافة العباسية دولة بني زياد(205) هجرية كان محمد بن زياد واليا في اليمن قبل ان يستقل وينشأدويلة بني زياد ، توالت الدويلات المستقلة تنشأ في زبيد ثم تمتد الى معظم ربوع اليمن فقامت دولة بني نجاح بعد إنقلابهم على مواليهم بني زياد وهكذا توالت نشاة الدويلات في اليمن واحدة تلو الأخرى ، ثم تشكلت دولة / دويلة بني رسول وكانت دولة للثقافة والعلم والفكر والعمران والفن في زبيد وسارت جنوبا فأتخذت حيس مركزا ومنطلقا نحو الجنوب وصولا الى تعز ، وفي تعز أستقرت أفضل دويلة او دولة في العصور الوسطى في اليمن وهي دولة بني رسول او الرسوليين ، هذه الدولة كتبت عنها عشرات الااريح والرسائل العلمية (ماجستير ودكتوراه ) وصدر عن تاريخها كتب كثيرة ، الجامع الكبير بحيس شيده بنو رسول وجل او كل التراث الإسلامي بمحافظة تعز هو بقايا بنو رسول من الأبواب الى الجوامع وأبرزها جامع المظفر ، وبطبيعة الحال حالة الاستقرار الاقتصادي والسياسي تنعكس على حياة الناس ملبسا وسكنا ومطعما ومشربا ، العائدات الاقتصادية الكبيرة تصنع حالة اليسر واليسر يعطي الصحة والغذاء والدواء مكانة ومع استمرار الرخاء والاستقرار يكون البذخ في البناء والكساء والطعام والفنون .
زبيد كواحدة من حواضر العالم الإسلامي وكجغرافيا واقتصاد كونها في حضن الوادي وتتوسط الجبال والبحر وروافد الأودية وابرزها وادي زبيد وهي مصب للسيول والمياه القادمة من المرتفعات والجبال كوصاب وجبل راس وأجزاء من ريمة ، كل تلك العوامل جعلت زبيد تمتلك إمكانيات دولة وكما يقول العلماء عن مدن عالمية ويصفونها بالمدينة / الدولة ونشأ هذا الوصف في اليونان عند الحديث عن إسبرطة وأثينا ، كان لليمن نصيب من تلك المدن / الدول ، فعدن وحضرموت وزبيد من الحواضر التي لها إمكانات الدول بحسب ذلك المفهوم الجيوسياسي (الجغرافيا والسياسة ) ،،
ثراء زبيد الكبير ويسر حال الناس في تلك الحقب ولد قيم غذائية تتناسب مع الثراء والثقافة والمكانة السياسية للدويلات فكانت ثقافة الطعام (طبخا وتنوعا وثراء مائدة ) بارزا وشاخصا للعيان ، ناهيك عن ثراء وهندسة البناء والمعمار ، ذلك الثراء الذي مكن زبيد لتكون من مدن التراث العالمي بحسب قائمة اليونسكو ،، ويتعرف المهتم على ذلك من خلال الدراسات الأنثروبولوجية.
ولعل من أبرز أطعمة زبيد ووجباتها وثراء مطبخها هو (القوزي الزبيدي) ... (لم يجد القوزي الزبيدي خاصة ومطبخ تهامة مايستحق من الدراسات والتوثيق ناهيك عن التجديد والتطوير ) ، ولعله من المفيد الكتابة من مختص في الطبخ وفنون الطعام عن (قوزي زبيد) فهو يفوق بفخامته طباخة وإعدادا المندي والمظبي واللحم البرمة والزربيان العدني ، وزبيد مثل كثير من حواضر اليمن وأريافها تتقن ربات البيوت صناعة بنت الصحن ووجبات أخرى ، لكن قوزي زبيد غالبا مايتم إعداده من طباخين مهرة محترفين وليس من ربات البيوت ،(لم أتقصى مدى إتقان ربات البيوت في إعداد القوزي ولكني لم الحظ ذلك خلال أربعة عقود من حياتي ) .
قوزي زبيد طعام فيه ثقافة وطبقية ويعكس تراتب اقتصادي / إجتماعي فالقوزي الفاخر ليس من وجبات وأطعمة الفقراء ولكنه للأثرياء والميسورين وعلية القوم بسبب تكلفته العالية وطقوسه الخاصة ، مقارنة بدخل غالبية الكادحين في تلك الجغرافيا .
وبلمحة بسيطة قوزي زبيد يعده طباخين مهرة هذا أولا .
ثانيا يتم إنتقاء نوع اللحم بعناية .
ثالثا لكي تنتج وجبة قوزي فاخر زبيدي يلزمك متطلبات كثيرة غالبا ماتكون غالية الثمن وخارج قدرات الكادحين وذوي الدخل المحدود. وأكرر هنا ربما من المفيد الكتابة عن المطبخ اليمني وفنونه يحتاج لمختص للحديث عنه ودارس مهتم لتوثيقه وسيكون نافعا لوتهتم وزارة الثقافة بذلك
فلو إهتمت وزارة الثقافة وقطاعات السياحة بتجديد القوزي فلعلها تتمكن من تسجيله في التراث العالمي في اليونسكو وهذا يسري على الكثير من وجبات اليمن في شرقها وشمالها وجنوبها وغربها ووسطها ، ففي اليمن الكثير مما يمكن تسجيله في قوائم التراث المادي واللامادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة / اليونسكو .
• غدا نحدثكم عن لحوح القبيطة والمحويت الذي طوره مستثمر يمني في دبي .
• حدثتكم سابقا هنا وفي هذه الصفحة عن اللحوح في الشانزليزيه
• الكل يسمع ويعرف وطعم لحوح المحويت ولكن القلة جدا ذاقوا وشاهدوا لحوح القبيطة والاعبوس ،، هل بينها فروق ؟
الأجابة نعم نعم شكلا ومحتوى وطريقة إعداد وتذوق . وليس من طعم ورأى كمن سمع .
اليمن جميلة ولكن .....
يومكم سعيد وللحديث بقية
سأكتب لكن عن الفصعة ، والكدر والكبان وسمك السعبارية المشوية والقطيب/ الريب (الرائب بالفصيح ) .(وجبات إفطار من تهامة ) هذه الوجبات تعكس تراثا ولكنها هي دالة عن الفقر والعوز والحرمان الشديد الذي كان ثم قل قليلا ثم عاد الان بقوة (ولكل شيئ وجهان )
ماذا تعرفون عن العاس (جمعها أعواس كما تنطق عند بعض أهل الحجرية) .
• ماذا تعرفون عن الوزف ؟ هل هو دالة عن الفقر أم انه وجبة شعبية ، الوزف من المشتركات بين اليمن وكثير من دول العالم كالهند وبنجلاديش ودول أخرى .
• أكتبوا عن ثقافة الطعام في اليمن فهي تستحق الإثراء والتسويق والإشهار كثقافة وقوة ناعمة .
صباحكم مسرات وحياة شهية
أحمد علي حسن المعمري ..جامعة الحديدة ، تهامة اليمن .
