الخميس - 25 يناير 2024 - الساعة 10:47 م
دفع جنوب اليمن ثمن باهض للإرهاب منذ الإعلان عن تحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990، حيث استمرت عمليات الاغتيالات ضد الكوادر الجنوبية العسكرية والمدنية منذ ذلك التاريخ ولم تتوقف، ومستندة الى فتاوى دينية لمشايخ الاخوان المسلمين في اليمن.
تزايدت هذه العمليات عقب سيطرة الاخوان المسلمين على السلطة في اليمن ابان ما سمي ثورة الشباب، حيث شهدت الفترة من 2011 – 2015 سلسلة من العمليات الإرهابية التي طالت الكوادر الجنوبية في لحج وعدن وحضرموت وشبوة، بالإضافة الى تسليم كبريات المدن الجنوبية للقاعدة لا سيما عاصمة محافظة حضرموت " المكلا" وعاصمة محافظة ابين " زنجبار" .
وفي العام 2015 اجتاحت مليشيا الحوثي المدعومة من #ايران العاصمة الجنوبية عدن والمحافظات المجاورة لها، وتم مواجهتها من قبل المقاومة الجنوبية التي تشكلت للدفاع عن الجنوب من تيارات مختلفة، وعقب تمكنها من تحرير عدن وطرد جماعة الحوثي منها وبدعم من التحالف العربي بقيادة #السعودية ، ظلت عدن مفرغة امنياً كون من كان يديرها امنياً ينتمون للمحافظات الشمالية وجاءوا عقب حرب احتلال الجنوب عام 1994، وجلهم قاتل أبناء المدينة مع الحوثي، لذلك عملت قوات التحالف العربي وتحت اشراف دولة الامارات على تشكيل قوات أمنية وعسكرية في هذه المحافظات لمنع وقوعها في الفراغ الأمني.
تشكلت القوات الجنوبية بشكل نظامي، نهاية 2015 وبدأت هذه القوات وبشكل سريع وعملي حربها ضد التنظيمات الإرهابية التي كانت تنتشر في عدن وتسيطر على عواصم محافظات لحج وابين وحضرموت.
تشكيل هذه القوات وبهذه السرعة والاحترافية ازعج بالدرجة الرئيسية الاخوان المسلمين الذين كانوا يعتبرون المحافظات الجنوبية معقلهم الرئيسي والبديل لا سيما بعد طردهم من صنعاء من قبل الحوثي، لذلك شعروا بالخطر في ظل دعم دولة الامارات للقوات الجنوبية، فشنوا حملات اعلامية ضد قوات الحزام الأمني وقوات النخبة الحضرمية والشبوانية وقوات العمالقة، وبالتزامن شنوا حملة موازية وقوية ضد داعم هذه الاجهزة دولة الامارات العربية المتحدة.
الحملة قادها عناصر الاخوان وشاركت فيها مختلف منصات الاخوان في اليمن وخارجه، ولم تقتصر على ذلك بل سعوا من خلال تواجدهم ضمن شرعية الرئيس السباق هادي الى شيطنة الامارات سياسياً والمطالبة بإخراجها من عدن وحل القوات التي شكلتها.
هدفت هذه الحملات الى شيطنة القوات الجنوبية لانهم يدركون اهمية هذه القوات في مكافحة الارهاب والحد من نفوذ الاخوان في مناطق الجنوب، وأهميتها كرافعة سياسية للقضية الجنوبية، لذلك كثفوا من الحملات الإعلامية التي تشيطن على هذه القوات وداعميها بهدف تفكيكها وإفشالها في المهد.
تزامن مع هذه الحملة الإعلامية والسياسية، عمليات إرهابية طالت كل ما له علاقة بالقوات الجنوبية ودولة الامارات حيث تم في نهاية 2015 استهداف مقر سكن موظفي الهلال الاحمر الاماراتي في البريقا كما تم استهداف مقر تواجد المبعوث الاماراتي والحكومة اليمنية في فندق القصر، وتم اغتيال موظفي الهلال الأحمر الاماراتي هادف الشامسي في شارع التسعين في عملية وثقتها كيمرات المراقبة وشاهدها العالم كله، وتم اغتيال ابن عدن ومحافظها الشهيد جعفر ..
وبداية 2016 مع بداء القوات الجنوبية عملية انتشار واسعة لمحاربة الإرهاب وطرده من عدن ولحج وابين والمكلا وشبوة استمرت العمليات بكل قوة حيث تم استهداف محافظ عدن وقتها عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شلال شايع ومحافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي بعملية انتحارية على خط البريقاء ولم يصب منهم احد بأذى غير اصابة طفيفة لمدير الأمن شلال.
استمرت العمليات في التصاعد ضد القوات الجنوبية بالتزامن مع تصاعد الحرب الاعلامية، فتم استهداف ادارة محافظة لحج في نفس العام بعملية ارهابية كبيرة، كما تم استهدف مقر البحث الجنائي ومقر المجلس الانتقالي ومطبخ الحزام الامني ومعسكر الصولبان ومعسكر راس عباس ومدرسة في السنافر كان يتجمع فيها جنود بهدف التسجيل، اضف الى ذلك استمرار عمليات الاغتيالات التي طالت كواد جنوبية سياسية ودينية وإعلامية، وراح ضحية هذه العمليات المئات من الضباط والجنود والكوادر.
لم تتوقف العمليات حتى اليوم فقد تعرض محافظ عدن حامد احمد لملس لعملية اغتيال نجا منها بأعجوبة قبل عامين، وكذلك تم اغتيال الشهيد البطل جواس بسيارة مفخخة، وتم محالة اغتيال مدير أمن لحج السابق الفقيد صالح السيد أكثر من مرة، إضافة الى عملية اغتيال للشهيد البطل الإعلامي نبيل القعيطي، وموظفي الهلال الأحمر احمد فؤاد ورفيقه، واغتيال الشهيد أبو اليمامة ورفاقه وهو احد ابرز القيادات التي حاربت الإرهاب وطاردته الى اوكاره في الجبال والشعاب التي عجزت دول كبرى ان تصل لها.
البي بي سي منصة داعمة للإرهاب :
استغل الاخوان تواجدهم في دول أوروبية لخدمة اجندتهم في اليمن، ومؤخراً ظهروا على قناة البي بي سي في تقرير يتحدث عن عمليات الاغتيالات في عدن أعدته الإعلامية الحوثية التي تنتمي الى شمال اليمن " نوال المقحفي" واستعانة بعناصر اخوانية ليكونوا ضمن التحقيق وهم براء شبيان بالإضافة الى الحقوقية هدى الصراري، وزعيم تنظيم الاخوان في عدن انصاف مايو، وهدفوا من خلال هذا التحقيق الى تبييض سجل الاخوان والحوثي من العمليات الإرهابية التي ضربت عدن والجنوب طوال السنوات الماضية، بل سعوا الى تحويل الجلاد الى ضحية والضحية الى جلاد وعبر قناة البي بي سي.
السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه على البي بي سي اذا قلنا ان فيها شي من المهنية، كيف مر على معدي التقرير كل الجرائم الإرهابية الوحشية التي ضربت الجنوب، وسلطوا الضوء فقط على ما قالوا انها محاولة اغتيال لزعيم الاخوان في عدن "انصاف مايو" الذي لم يصاب بخدش واحد، وتجاهلوا سيل من الدم الجنوبي كان ضحية التحريض الإعلامي الاخواني الحوثي.
اين مهنية قناة البي بي سي من كل العمليات الارهابية التي شهدتها عدن فقط في عام 2016 واين مهنيتها في الحديث عن عمليات الاغتيالات التي طالت الطيارين وكوادر الجيش والأمن السياسي في الجنوب اثناء حكم الاخوان لعدن بعد ما سمي ثورة الربيع العربي.
واين مهنية هذه القناة في كشف اسباب حرب صيف 1994 بين الشمال والجنوب والتي كان احد أهم اسبابها الاغتيالات التي طالت كوادر الجنوب في صنعاء.
نقول ان بي بي سي سقطت في وحل الاخوان والحوثي وتحولت الى منبر للدفاع عن الإرهاب الإخواني الحوثي، وتحويل الضحية الى جلاد، ومع ذلك لن يضروا الجنوب شي ولن يغيروا من افكار ومفاهيم شعب الجنوب ونظرتهم للإرهاب الحوثي الاخواني كونهم من دفع ويدفع ثمن لهذا الارهاب.
ونقول ان براء شيبان وهدى الصراري والمقحفي مجرد أدوات " رخيصة" يتم استخدامها ووعدها بالجوائز الدولية وان كان ذلك على حساب ضحايا الإرهاب وحتى على حساب دماء أقاربهم، اما المهنية فهي بعيدة كل البعد عنهم ونعرفهم تماماً ونعرف تاريخهم ومن يمولهم .
الجرائم التي ارتكبت في الجنوب لن يكون احد احرص من الجنوبيين على ابرازها وكشفها ومحاكمة المتسببين فيها طال الوقت او قصر وسينال كل من ارتكب جريمة في الجنوب عقابه ..
وفي الأخير لا الجزيرة ولا البي بي سي ولا كل منظومة الاعلام الاخوانية والحوثية ولا الأدوات الرخيصة المتعاونين معهم يستطيعون تحويل الضحية الى جلاد والجلاد الى ضحية، فجرائم الاخوان والحوثي موثقة بالمكان والزمان وبتضحيات كبرى خلدها شعب الجنوب طوال أكثر من ثلاثين عام.
*المقال من صفحة الكاتب في تويتر