كتابات وآراء


الجمعة - 12 أكتوبر 2018 - الساعة 04:12 م

كُتب بواسطة : وضحه مرشد - ارشيف الكاتب



أكتوبر ... تداعى الناس في صنعاء لثورة الجياع ، وفي السادس منه خرجت مجموعة شباب وفتيات بلا أي دوافع سياسية، سبقها حملة تهديد ووعيد وقذف وسب من قبل قيادات حوثية لمن يفكر بالتظاهر ، وفي نفس اليوم تحولت صنعاء لمعسكر حربي، فتم إخراج الجنود للشوارع ومليشيات بزي مدني، وكتيبة نساء تدعى"الزينبيات" ، لقمع أي تظاهر سلمي في شوارع صنعاء، تم بعدها اختطاف 38 شاب و 18 شابة صباحا من داخل حرم جامعة صنعاء بتهمة "نية التظاهر" ،كما تم اختطاف اخرين من شارع جمال عصرا بتهمة الهتاف"بالروح بالدم نفديك يا يمن "، تعرض جميعهم للصعق الكهربائي والضرب باعقاب البنادق والإهانة وقذف الأعراض ، وتم إخراج الفتيات من الحجز بعد تفتيش هواتفهن ، وأخذ تعهدات خطية بعدم التظاهر مجددا ، بعد أن تم كيل التهم لهن بالعمالة والارتزاق واتباع جهات أجنبية، أما الشباب فلايزال حتى اللحظة مصير 38 شابا مجهولا، دون معرفة حتى أسماء المختطفين.
السيناريو الذي أتبعه الحوثيون ليس بمستغرب في الحقيقة ، فهذا ماتفعله المليشيات ببساطة، التظاهر السلمي يكون في عهد الدول ، لا في زمن مليشيا انقلابية، لكن ماحدث يدل على شيئين برأيي الشخصي أولهما إلى أي مدى صارت هذه الجماعة الإرهابية تدرك قرب زوالها، وماهذه الهستيريا بالقمع العنيف جدا إلا نزع الاحتضار، والشيء الآخر أن صنعاء بدأت تنفض عنها غبار الخوف وتنتفض، وأن جرس الإنذار بدأ يدق بقرب شنق آخر حوثي بامعاء آخر جائع .
يتباهى الحوثيون بانتصار قمعهم وتخويفهم للناس، ولايرون أبعاد الصورة كاملة، ثورة الجياع انتصرت حين عرت اخر ثوب رث تدارون به سوأتكم فظهرت عورتكم للجميع، انتصرت بأن تكون شرارة لنار ستلتهمكم، وفيضان سيجرفكم إلى مزابل التاريخ حيث تنتمون.
أما المراهنة على تدخل الأمم المتحدة واطراف دولية لحمايتكم فهو رهان خاسر ، حين يصطف شعب كامل لاقتلاعكم كنبتة خبيثة وفيروس معد وضار، حين يثور كل الشعب، سيرضخ المجتمع الدولي للأمر الواقع، لكنكم لا تفقهون.
أما الدرس المستفاد من إنتفاضة 6 أكتوبر، أن زمن التظاهر السلمي ولى، وأن على صنعاء البدأ بالعمل والمقاومة السرية المسلحة بخلايا متفرقة تعمل كلا منها بعيدا عن الأخرى، هذا السبيل الوحيد للتعامل مع مليشيا سلالية عقائدية تظن اليمن ملكيتها الخاصة وورثها الديني والأسري ، وهكذا بدأت كل حركات وثورات التحرر في العالم.
المجد لليمن أرضا وإنسانا.