الخميس - 15 مايو 2025 - الساعة 11:42 ص
في سماء الرياض المزينة بأعلام الدول الصديقة، وعلى أرضها التي شهدت خطوات قادة عظام، سطرت المملكة العربية السعودية فصلاً جديداً في تاريخ العلاقات الدولية والاقتصادية، تزامنت زيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض وانعقاد قمة خليجية أمريكية استثنائية، لتتحول العاصمة السعودية إلى منصة عالمية تشهد على ميلاد تحالفات اقتصادية واستراتيجية ترسم ملامح المستقبل.
الصورة التي تتصدر المشهد، والتي يطل منها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بنظرة واثقة وطموحة، ليست مجرد لقطة عابرة، بل هي أيقونة تعكس قوة العزم والإرادة نحو بناء شراكات راسخة، الإعلان عن تجاوز حجم الاستثمارات المشتركة بين المملكة والولايات المتحدة حاجز الـ 300 مليار دولار، يمثل قفزة نوعية في مسيرة التعاون الاقتصادي بين البلدين، هذا الرقم الضخم ليس مجرد إحصائية، بل هو تجسيد حي لثقة متبادلة ورؤية مشتركة نحو تحقيق الازدهار والنمو المستدام.
في خضم هذه الأجواء التاريخية، لم تغب عن الأذهان التحديات الإقليمية والدولية، القمة الخليجية الأمريكية شكلت فرصة سانحة لتوحيد الرؤى وتنسيق الجهود لمواجهة هذه التحديات، وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، التأكيد على العمل المشترك لتعزيز السلام والازدهار يبعث برسالة قوية مفادها أن التعاون والتكامل هما السبيل الأمثل نحو بناء مستقبل أكثر أماناً ورخاءً.
إن "رؤية 2030" الطموحة للمملكة، والتي تهدف إلى تحقيق تحول اقتصادي واجتماعي شامل، كانت حاضرة بقوة في نقاشات القمة، الربط بين هذه الرؤية والفرص الاستثمارية الهائلة التي تتيحها للشركات الأمريكية والعالمية، يفتح آفاقاً واسعة للتعاون في قطاعات متنوعة، من التكنولوجيا المتقدمة إلى الطاقة المتجددة والسياحة المستدامة.
الرياض اليوم ليست مجرد عاصمة تستضيف قمة، بل هي مركز إشعاع اقتصادي ودبلوماسي يشهد على ولادة شراكات استراتيجية قادرة على تحقيق نقلة نوعية في العلاقات الدولية، هذه اللحظات التاريخية، التي وثقتها عدسات الكاميرات وسجلتها أقلام الصحفيين، ستبقى شاهداً حياً على عزم القادة على بناء مستقبل مشرق ومزدهر لشعوبهم وللعالم أجمع، إنها قصة تحالفات تتجاوز حدود الجغرافيا والتاريخ، لتؤسس لمستقبل قوامه الثقة والتعاون المشترك.