كتابات وآراء


السبت - 19 يوليو 2025 - الساعة 06:07 ص

كُتب بواسطة : د. إسماعيل عبدالحافظ - ارشيف الكاتب



كانت عملية القبض على الشيخ الخولاني محمد الزايدي، الموالي للحوثيين بمنفذ صرفيت بمحافظة المهرة، في الثامن من الشهر الجاري، بمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير (الحوثيين)،
الذين ظلوا هم المستفيدين من تهريب الأسلحة عبر ساحل المهرة المحاذي للخط الحدودي الصحراوي الطويل بين بلادنا وسلطنة عمان، والمتصل عبر مجاهل صحراء الربع الخالي في شمال المهرة وحضرموت إلى قلب محافظة الجوف التي تبعد عن العاصمة صنعاء بضعة كيلو مترات.

ما بعد الزايدي

فعملية القبض على الزايدي وإن كانت الصدفة هي الحاكمة ولم تكن نتاج عمل امني منظم ومعتمد، إلا أنها أفضت إلى نتائج بالغة الأهمية، تتجاوز ما تم العثور عليه من معلومات واجهزة كانت بحوزته، كما صرح عسكريون في حينه لوسائل الإعلام، لتصل إلى فرض موضوع مجاهل هذا الطريق المعتمد لتهريب الأسلحة طوال العشر سنوات ماضية، فسارعت السلطات الأمنية والعسكرية العليا إلى تغطية الفراغات والاختلالات الأمنية في محور المهرة، من خلال تكثيف انشطة خفر السواحل ونشر عدد من الألوية العسكرية في شمال وشرق حضرموت، والتي كان لها أثرها المباشر والسريع على عمليات تهريب الأسلحة من السلطنة إلى صنعاء.

أسرع النتائج

لم يمض الاسبوع الأول من إحكام قوات الجيش على مجاهل الطريق عبر ساحل وصحراء المهرة إلا وقد أثمرت على الأرض، في ضبط قوات خفر السواحل التابع للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي لمحافظة تعز سفينة تحمل (750)طناً 'من الذخائر والعتاد تضم مئات الصواريخ المتطورة المضادة للسفن وطائرات ورؤوساً حربية وأجهزة بحث، بالإضافة إلى مئات المحركات لطائرات مسيرة، ومعدات دفاع جوي، وأنظمة رادار ومعدات اتصالات".
وتعتبر هذه السفينة واحدة من السفن التي صارت مجبرة على عدم الرسو على ساحل المهرة، فاتجهت نحو باب المندب وهناك لقيت مصيرها الآخير، وستلاقي غيرها نفس المصير.

وماذا بعد؟

لا يمكن للحوثيين الرضوخ والاستسلام للواقع الأمني الجديد في محافظة المهرة، ولذلك سيبحثون عن ثغرات جديدة وبديلة، لأنهم اصبحوا أمام خيار تحقيق البقاء بقوة التهريب او الموت ضعفًا في حالة انقطاعه.
وإذا كانت السلطات العسكرية والأمنية العليا قد وضعت يدها على الداء وحققت نتائج فورية على الأرض، فهي مطالبة بمزيد من السيطرة الأمنية وتكثيفها عبر الخطوات التالية:
1- الاستمرار بدعم انتشار الجيش وتغطية كافة الثغرات على الشريط الحدودي مع سلطنة عمان، وفي مجاهل طرق التهريب على امتداد ساحل المهرة وصحرائها وصولًا إلى اقصى شمال حضرموت.
2- اغلاق منفذ صرفيت بصورة نهائية، باعتباره منفذًا معتمدًا لتهريب الاسلحة من أراضي السلطنة إلى الحوثيين، بالنظر إلى عدد المضبوطات المسجلة فيه طيلة السنوات الماضية.
3- تكثيف نشاط خفر السواحل من المهرة حتى الخوخة ومختلف الجُزر.

الانتصار

على الحكومة أن تعي جيدًا، بأن الحال صار لصالحها، فمنذ القبض على الزايدي انكشفت امامها أهم العوامل الجوهرية المؤدية إلى اضعاف الحوثيين وكسر شوكتهم، وانها في تكريس ثقلها بانتزاع رضاعة التهريب من أفواههم، ستكون قد وصلت إلى تحقيق الشطر الأكبر من معركة الانتصار.
وأنها ستحقق النصر الكامل في حالة اصدار قرارات بنكية سيادية، تعيد الاعتبار للعملة الوطنية وضبط تداولها، وحينها لن تكون بحاجة إلى اطلاق رصاصة واحدة، وستكون العاقبة للفاعلين بإرادة وطنية ومن أجل كل اليمنيين.

#عابر_كلام

#ملحوظه:المقال منقول من صفحة الكاتب بالفيس بوك