كتابات وآراء


الخميس - 21 أغسطس 2025 - الساعة 01:12 ص

كُتب بواسطة : حمزة الجبيحي - ارشيف الكاتب


يمر اليمن بظروف اقتصادية صعبة منذ سنوات، تسببت في تراجع قيمة الريال اليمني وارتفاع الأسعار وضعف الثقة بالقطاع المصرفي.. ومع ذلك برزت في الفترة الأخيرة قرارات مهمة اتخذها رجل الاقتصاد المخضرم الأستاذ أحمد المعبقي محافظ البنك المركزي اليمني والتي أعادت الأمل بإمكانية استعادة الاستقرار المالي ولو تدريجياً طالما استمرت الاجراءات على نفس الوتيرة.
ـ من أبرز الخطوات التي اتخذها المعبقي هي ضبط سوق الصرافة من خلال تشديد الرقابة على شركات ومنشآت الصرافة، فقد تم إلغاء تراخيص عدد من الشركات المخالفة ومنع المضاربة بالعملة بشكل عشوائي.. هذه الإجراءات ساعدت بشكل واضح على تراجع المضاربات غير القانونية وانعكست على سعر الريال الذي تحسن في بعض الفترات بنسبة وصلت إلى 40–50% مقارنة بفترات سابقة.
ـ كذلك أصدر المعبقي قرارات جريئة بنقل مؤسسات مالية مهمة مثل مؤسسة ضمان الودائع إلى العاصمة المؤقتة عدن، فهذا القرار يعزز وجود مؤسسات الدولة في المناطق المحررة ويساعد على بناء بيئة مصرفية أكثر أمانًا وشفافية وشدد على ضرورة أن تنقل البنوك التجارية مراكزها الرئيسية إلى عدن مؤكدًا أن هذه خطوة سيادية تهدف لحماية النظام المالي وليس لها أي أهداف سياسية.
ـ في الوقت الذي حاولت فيه جماعة الحوثي إصدار عملة جديدة في صنعاء، كان موقف البنك المركزي برئاسة المعبقي حازمًا في مواجهة العبث بالعملة.. حيث وصفها بـ "العملة المزيفة" محذرًا من التعامل بها.. هذا الموقف حمى المواطنين من مخاطر مالية كبيرة وأكد أن البنك المركزي هو الجهة الوحيدة المخولة بإصدار العملة الوطنية.

لم تقتصر جهود المعبقي على الداخل، بل حرص على فتح قنوات تواصل جلبت تعاون دولي ودعم خارجي مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والسفارة الأمريكية وغيرها من المؤسسات الدولية.. هذه اللقاءات أسهمت في تعزيز الثقة بالبنك المركزي وفتحت المجال للحصول على دعم فني ومالي يساعد اليمن على مواجهة أزماته.
ـ ان هذه الاجراءات لاشك بان لها انعكاسات إيجابية وملموسة.. فبرغم التحديات الكبيرة، فإن القرارات الأخيرة أسهمت في تقليل المضاربة بالعملة وتعزيز استقرار سعر الريال وحماية مدخرات المواطنين اضافة الى تحسين صورة اليمن لدى المؤسسات الدولية.
ـ قد لا تكون القرارات وحدها كافية لإنهاء الأزمة الاقتصادية المعقدة لكنها بلا شك خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.. فالإجراءات التي اتخذها محافظ البنك المركزي الأستاذ المعبقي تعطي بارقة أمل لليمنيين بأن الاستقرار المالي ممكن إذا استمرت الجهود وتكاملت مع إصلاحات حكومية واقتصادية أوسع.