وقال “قبل الحرب كان عدد النساء اللواتي يشتغلن في صناعة البخور قليلا ومحدودا، أما اليوم فقد ازداد العدد بشكل كبير وأحيانا تستقبل محلاتنا في اليوم الواحد 200 امرأة ممن يأتين لشراء مواد ومستلزمات صناعة البخور".
وتابع “أغلب زبائني من النساء يشترينه ليس للاستخدام الشخصي وإنما لكي يفتحن لهن مشروعا يساعدهن لكسب الرزق بعد أن تردت الأوضاع الاقتصادية في البلاد، فمنهن من تساعد زوجها على تحمل تكاليف الحياة ومنهن من تعيل عائلتها".
وبالنسبة إلى العديد من النساء في بلد محافظ مثل اليمن، فإن إدارة الأعمال التجارية من المنزل هي الأفضل لأنها لا تتطلب منهن الالتزام بالذهاب إلى مكان العمل.
وقالت ذكرى القدسي وهي صانعة بخور إن دخولها إلى عالم إعداد البخور يعود لاهتمام المجتمع اليمني بهذه المادة العطرية وكثرة الإقبال على شرائها في المناسبات، بل إنها دائمة الاستخدام في العديد من المنازل بشكل يومي لأنها تبعث في النفس الارتياح والسكينة وهي تعرف كيفية صناعة عدة أنواع من البخور تناسب مختلف فئات الزبائن.
وأضافت "لاحظت أن في صناعة البخور فائدة اقتصادية فنصحت كثيرات من أقاربي وجيراني بهذه المهنة ليتمكنّ من رفع دخلهن الضعيف جدا، خاصة وأنه لا يكلف المرأة عناء الخروج للشارع إلا لشراء المواد الأولية أو لتوصيل البضاعة إلى من يوزعها من التجار أو النساء اللاتي يشتغلن في ترويج البخور والعطر بين المنازل".
وتشير الدراسات التاريخية إلى أن اليمن كان إمبراطورية البخور في العالم، فقد كان ميناء المخا مركزا تجاريّا مهمّا لتصدير البخور اليمني إلى مختلف ممالك وإمبراطوريات أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وإلى جانب تعطير وتطييب النساء والمنازل والحفلات والأعراس، يستخدم اليمنيون البخور في مناسبات عديدة أخرى منها تطييب الأطفال حديثي الولادة ومراسم العزاء وحلقات الذكر. وتختلف نوعية البخور المستخدم بحسب طبيعة المناسبة، سواء كانت ولادة أو زواجا أو عزاء.