الجمعة - 25 أبريل 2025 - الساعة 09:54 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
تصاعدت موجة الرفض الشعبي في محافظة الحديدة غرب اليمن تجاه المعسكرات الصيفية التي تنظمها ميليشيا الحوثي الإرهابية، وسط اتهامات متزايدة للمليشيات باستغلال ظروف السكان المعيشية لإقناعهم بإلحاق أطفالهم بهذه المعسكرات التي تُستخدم كأداة لتجنيدهم فكرياً وعسكرياً.
ورغم انطلاق هذه المعسكرات في الخامس من أبريل الجاري، كشفت مصادر محلية أن المشاركة فيها جاءت محدودة بشكل كبير، خلافاً لما كانت تخطط له المليشيات من استقطاب أكثر من 40 ألف طالب وطالبة في نحو 900 مركز ومدرسة.
وذكرت مصادر تربوية في الحديدة، نقلًا عن قيادي حوثي، قوله أن معظم الأنشطة الصيفية الحوثية تركز هذا العام على تلقين الأطفال مفاهيم تدور حول “المسيرة الحوثية” وأهمية الدفاع عنها بكل الوسائل، بما في ذلك المال والدم، في إطار تعبئة طائفية ومذهبية تهدف إلى خلق جيل موالٍ للمليشيات.
وقال مواطنون من سكان الحديدة لـ”الشرق الأوسط” إنهم لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من الخسائر بعد فقدان أبنائهم الذين تم استدراجهم سابقاً إلى تلك المعسكرات، قبل أن يُزج بهم في جبهات القتال ويُقتل بعضهم أو يُصاب.
خيري، أحد أولياء الأمور القاطنين في حي السور، روى للصحيفة قصة فقدان ابنه سليمان (18 عاماً)، موضحاً أن أحد المشرفين الحوثيين، وهو من محافظة عمران، استدرج ابنه إلى معسكر صيفي مغلق في الحي نفسه، حيث خضع لتعبئة طائفية مكثفة قبل أن يُرسل إلى الجبهة ويعود جثة هامدة.
وقال: “أدعو جميع الآباء في مناطق سيطرة المليشيات إلى حماية أبنائهم من هذه المعسكرات التي تحوّل الأطفال إلى أدوات قتل وغسل أدمغتهم بشعارات طائفية لا تمت للسلام بصلة”.
وفي الوقت الذي يتراجع فيه الإقبال الشعبي على هذه المعسكرات، تواصل ميليشيا الحوثي، بحسب مصادر حقوقية، استخدام أدواتها في المجالس المحلية والسلطات التنفيذية الخاضعة لها لفرض المعسكرات بالقوة، عبر تهديد الأهالي بحرمانهم من المساعدات الإنسانية والخدمات الضرورية، مستغلة بذلك تفاقم الأوضاع الاقتصادية.
من جانبها، اعتبرت الحكومة الشرعية في محافظة الحديدة، في بيان رسمي صادر عن مكتب الإعلام بالمحافظة أن ما يجري في هذه المراكز “جريمة تربوية وأخلاقية”، موضحة أن المليشيات الحوثية تبث فيها أفكاراً متطرفة تعزز من ثقافة العنف وتزرع الكراهية في أذهان النشء.
وأشار البيان إلى أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل.
وأضاف البيان أن ميليشيا الحوثي تُنظم هذه المعسكرات تحت شعارات مثل “علم وجهاد”، وتستخدمها كغطاء لتجنيد الأطفال فكرياً تمهيداً لإرسالهم إلى ميادين القتال.
ودعا البيان الجهات الحقوقية المحلية والدولية إلى تحمّل مسؤولياتها، ورصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في هذه المعسكرات، والتحرك العاجل لحمايتهم من مشاريع الاستغلال الطائفي والتجنيد القسري “تحت غطاء ديني زائف”.
وسط هذا الرفض المتصاعد، يبدو أن المجتمع في الحديدة بات أكثر وعياً بمخاطر هذه البرامج الحوثية التي تحاول اختطاف الطفولة وتشكيلها على صورة مشروع المليشيات المتطرف، الأمر الذي يعقّد جهود الحوثيين في مواصلة تجنيد جيل جديد لخدمة أجنداتهم القتالية.