الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - الساعة 05:57 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعة خاصة
علق الصحفي البارز نبيل الصوفي على الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع لمليشيات الحوثي، معتبراً أنها لم تكن ضمن سياق الحرب اليمنية الوطنية، بل جاءت في إطار مصالح استراتيجية تخص الولايات المتحدة وحدها، مؤكداً في الوقت نفسه أن الجمهورية لا تُبنى بالبندقية وحدها، بل بالتنمية والعودة إلى الأرض.
وقال الصوفي، في منشور على صفحته بموقع "فيس بوك" رصدته صحيفة صدى الساحل: ضربات اليهودي ترامب لم تكن حربنا. قالتها قيادتنا من لحظتها الأولى، وحتى دولتا التحالف العربي قالتا ذات المنطق: الحرب لصالح اليمنيين هي جبهات تُنسَّق على الأرض، أما الضربات الجوية فهي تؤذي الحوثي لكنها لا تفيد اليمنيين. المعركة اليمنية ليست تحديًا أمنيًا بل تحديًا حربيًا اجتماعيًا سياسيًا.
وأوضح أن تلك الضربات حققت للولايات المتحدة أهدافًا تتجاوز الميدان اليمني، إذ أدرك الحوثي من خلالها هشاشة موقفه أمام حرب تقنية استهدفت مراكز حساسة ومخازن ظن أنها آمنة. وأضاف: ولأن طهران أدركت الخطر والفرصة، كلَّفت مسقط بإبلاغ الأمريكيين أن خامنئي قرر إيقاف حربه باسم الحوثي.
وتابع الصوفي: ترامب أعلن وقف الضربات حتى قبل أن يستوعب الحوثي قرار قيادته في طهران. وفي كلمته المتلفزة، قال عبدالملك الحوثي إن خامنئي اتصل به حاسمًا، فالأمور خطيرة، والعالم كله مجمع على ترك أمريكا تفعل ما تشاء طيلة عهد ترامب، دون حتى إدانة.
وأشار إلى أن الداخل اليمني لم يتفاعل مع الضربات كما اعتاد الحوثي، قائلاً: "حتى حاضنته لم تكترث. أنصاره قبل خصومه قالوا له: إلى أين أنت ذاهب؟ سدّ أنت وأمريكا. لقد خسر الجولة.
وأضاف: ترامب كسب الجولة التي لم ينسّق من أجلها مع الشرعية إطلاقًا، وأوقف العمليات، لكنه أبقى على تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، لأن عينه كانت على الصين، فيما اعتبر الحوثي مجرد تحدٍ أمني أقل من القاعدة.
وأكد الصوفي أن مزاج المجتمع الدولي لم يتغير بعد توقف الضربات، ولا تزال النقاشات الحربية مستمرة، حتى داخل واشنطن. وبالنسبة لليمنيين، فإن قائد المقاومة الوطنية رسم طريقًا ضمن الجهود الوطنية العامة لمواجهة الحوثي، مفاده أن المعركة اليمنية طويلة ومعقدة، لكنها مكتوبة على جبين الجمهورية، ومن كُتبت عليه خطى مشاها.
وشدد على أن الجمهورية لا تُبنى فقط بالبندقية، بل بالعودة إلى الأرض، والعمل الوطني، وتفعيل الخدمات. وقال: لا يصح أن نبقى مجرد معسكر معزول عن مصالح محيطه الوطني. الجمهورية يجب أن تظل حيّة في الطريق الذي يوصل الخلق، وفي المدرسة التي تحمي المستقبل من أن تخطفه البندقية إلى الأبد.
وفي إشارة إلى مسار معركة التنمية، أضاف الصوفي: احتفال في عدن، وجامعة في المكلا، ومشروع تنموي جديد في تعز، هو رسالة لعمران وحجة بأن الجمهورية هي المستقبل، والحوثي مجرد سرطان يأكل كبد الوقت. الجمهورية حرب وسلم، وكلا الكلمتين لا يجب أن تمحو الأخرى.
وتابع بالقول: لن ينتصر مقاتل فيما مرجعيته السياسية والإعلامية إما مطحونة في الداخل بلا مصالح، أو موزعة في الشتات تعيش همّ مجاراة المعيشة بمستوى الدول التي يقيمون فيها.
كما شدد على ضرورة الاستمرار في البناء والتشبث بالأرض رغم كل الظروف، مؤكداً: نحن ننتظر ظروف المعركة الحربية، وسنُسفلت الطريق حتى لا تختفي الجمهورية من يوميات الناس، وتصبح مجرد شأن خاص بالرصاص.
وختم نبيل الصوفي منشوره بالقول إن الحوثي باع بلادنا، وهي بلاده أيضًا، لسوق التلاعبات الدولية، وسيجد نفسه في لحظة ما عاجزًا حتى عن هذه العمالة للخارج. هي لعبة كبار يا غبي مرّان.
وأكد أن التمسك الوطني الشامل والالتزام هو السبيل الوحيد للنجاة، مختتماً منشوره بعبارة "
حتى تلك اللحظة، التماسك الوطني شمول والتزام".. "أسعد الله صباحكم".