اخبار وتقارير

الأحد - 13 يوليو 2025 - الساعة 03:54 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل



في زيارتنا لمديرية المخا، ولقائنا بالقائد الإداري الشيخ سلطان عبد الله محمود، لمسنا واقعًا مختلفًا ومشرقًا يكشف أن الدولة ليست وهمًا أو حلمًا بعيدًا، بل حقيقة ممكنة حين تتوفر النية الصادقة والإرادة القوية.

ما وجدناه لم يكن مجرد تحسينات شكلية أو ترقيعات تجميلية، بل نهضة شاملة تتحدث بلغة الأرقام، والمشاريع، والمنجزات الواقعية:

شبكات طرق حضرية مزدوجة، مزوّدة بالتشجير، والجسور، والعلامات التنظيمية الحديثة.

محطات طاقة شمسية عملاقة تمدّ مناطق شاسعة باحتياجاتها من الكهرباء النظيفة.

مناطق سكنية حديثة وتخطيط عمراني مدروس، يراعي الإنسان والمكان.

خدمات صحية وتعليمية ومجتمعية تُقدَّم بكفاءة وبأقل التكاليف.

أمن واستقرار إداري، ومؤسسات تعمل بانضباط واحترام للمواطن والدوام الرسمي.

هذه ليست إنجازات عابرة، بل نتائج قيادة حكيمة تستند إلى الكفاءة لا الولاء، وإلى العمل لا الكلام. قيادة ترى أن الإدارة مسؤولية لا امتياز.

لم تعد المخا مجرد مدينة ساحلية، بل أصبحت تمثل وجه تعز الحقيقي، ووجه اليمن الحضاري: هوية ثقافية، وخدمات متكاملة، وبيئة آمنة، ونموذج إداري ناجح.

وفي المقابل، تعاني مدينة تعز بكل أسف من واقعٍ مؤلم: انهيار الخدمات، تفشٍ للفساد، غياب للأمن، فوضى إدارية، مكاتب مغلقة، وشعارات جوفاء بلا مضمون. لقد غدت مثالًا على فشل الدولة في زمن الفوضى.

قال الله تعالى:

> "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
والمخا اليوم تمكث، وتبني، وتثبت أن ما ينفع الناس لا يحتاج للضجيج.

إن ما يُنجز في هذه المدينة يعبّر عن وفاء لدماء الشهداء، وآمال الجرحى، الذين حلموا بدولة تُنصف تضحياتهم… وها هي تُبنى هنا، لا في الخطابات، بل على أرض الواقع.

⚖️ هنا الدولة… هنا الوطن… وهنا قائدٌ يكتب اسمه في ذاكرة الأوفياء

ما شهدناه في مدينة المخا لا يمكن وصفه بأنه مجرد تحسينات مؤقتة؛ بل هو تحوّل تنموي استراتيجي عميق نابع من رؤية إدارية حديثة وواعية، تعتمد على استيعاب الكفاءات لا على المظاهر الشكلية.

المخا اليوم ليست مجرد مدينة ساحلية، بل تجسيد حيّ لاسم تعز الحضاري، بما تحمله من إرث ثقافي، وتقدّم تعليمي، وتنظيم خدمي، واستقرار أمني، وتكافل اجتماعي. إنها المدينة التي تنطق بلسان حالها:

> "هنا الدولة… هنا الإنسان… هنا اليمن الممكن."

🤝 قيادة وطنية وشراكة عربية واعية

هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا وجود قيادة وطنية حكيمة وصادقة، ممثلة في العميد طارق محمد عبد الله صالح، قائد المقاومة الوطنية، الذي ترجم مفاهيم المسؤولية إلى واقع عملي، وقدم نموذجًا قياديا وإداريًا يحتذى به في ظرف استثنائي.

وباسم كل يمني غيور، نرفع خالص الشكر والتقدير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وشعبًا، وعلى وجه الخصوص إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي تجلت أياديه البيضاء في دعم البنية التحتية وتأهيل القطاعات الحيوية في المخا، في إطار تعاونٍ أخوي ونهجٍ استراتيجي متقدم.

إن هذا التلاحم العملي بين القيادة الوطنية والدعم الإماراتي الصادق يعكس عمق الشراكة والتكامل العربي، ويؤكد أن الرؤية الخليجية-اليمنية الواعية قادرة على إعادة بناء الإنسان والأرض وتحقيق الأمن والتنمية المستدامة.

📢 دعوة لتكرار التجربة

من موقعنا الأكاديمي والاجتماعي،والانساني والوطني. نثمّن عاليًا هذا النموذج الأخوي الفعّال، وندعو إلى تعميمه في باقي المناطق اليمنية لبناء يمن جديد، على أسس راسخة من التعاون العربي، والتكامل الإقليمي، بعيدًا عن الفوضى والارتجال.

فالمخا ليست فقط إنجازًا محليًا، بل رسالة سياسية وإنسانية عميقة تقول:

> "الدولة اليمنية ليست مستحيلة… بل ممكنة حين تتوحد الإرادات وتخلص النوايا."

اخيرأ
💬 كلمة وفاء

كل التحية والتقدير نرفعها إلى الشيخ سلطان عبد الله محمود، مدير مديرية المخا، الرجل الذي يحمل المؤهلات والخبرات والضمير الوطني، والذي لم يتحدث كثيرًا، بل ترك للإنجاز أن يتحدث عنه.

لقد أثبتم أن النجاح لا يحتاج إلى موكب، بل إلى عقل وضمير… وأن الأصل لا يُقاس بالأسماء، بل بما يُقدَّم للناس، وبما يُصنع للوطن من حاضرٍ يليق بتضحيات الماضي وآمال المستقبل.

---
📅 التاريخ: 12 يوليو 2025
✍️ إعداد وتقديم:
الباحث الاجتماعي والأكاديمي.
الدكتور عبد الإله يحيى عبد الملك السبئي