صدى الساحل - كتب / الصحفي عبده مخاوي
كل مرة يظهر الحوثي ليعلن أنهم “يصنعون” الصواريخ والطائرات المسيّرة، أتخيل المشهد كالتالي: مجموعة من المقاتلين في كهف مظلم، يجلسون حول “مفتاح إنجليزي”، وزوج من الأسلاك، وبجانبهم لافتة كتب عليها: “الهيئة الحوثية للصناعات العسكرية – قسم إعادة التسمية”.
الحقيقة أن الحوثي لا يصنع شيئًا.. سوى الأكاذيب. فآخر شحنة ضبطتها المقاومة الوطنية، وزنها 750 طنًا – كانت مليئة بصواريخ “صنع في إيران”، لكن الحوثي يضع عليها ملصقًا محليًا، ربما بنفس طريقة “إعادة التعبئة” التي نعرفها في أسواق العسل المغشوش.
هل سمعتم عن صاروخ “باب المندب 2″؟ الحوثي يقول إنه إنجاز يمني، لكننا اكتشفنا أن اسمه الأصلي هو “غدير الإيراني”، بينما صاروخ “برق 2” ليس سوى “طائر 3” من طهران… يعني لو كانت هناك جائزة نوبل في “فن تغيير الأسماء”، لكان الحوثي حصل عليها عن جدارة.
يا جماعة، أي تصنيع محلي تتحدثون عنه؟ إذا كان الحوثي يستورد حتى الحبر الذي يكتب به شعاراته، كيف تريدونه أن يصنع صواريخ بعيدة المدى تُسقط طائرات أمريكية؟
الحوثيون يروّجون وكأن لديهم معامل متطورة في صعدة، ربما بجانب حظائر الأغنام، فيها مهندسون يطورون الطائرات المسيّرة وهم يشربون الشاي العدني. لو صدقنا هذه الكذبة، فعلينا أيضًا أن نصدق أن الحوثي سيطلق قريبًا قمرًا صناعيًا اسمه “قمر بدر الدين للاتصالات الفضائية”، وسيبيع اشتراكات الإنترنت الفضائي بالزوامل.
المؤلم أن هذه الأكاذيب لا تنطلي على أحد. الجميع يعلم أن الحوثي مجرد فرع تابع لمصنع الحرس الثوري الإيراني. الفرق أن إيران تصنع، والحوثي يضع توقيعه بالخط الكوفي ويخرج علينا ليقول: “صُنع محليًا… بنكهة يمنية.”
على الحوثي أن يعترف الآن بصدق: “نحن نصنّع.. لكن نصنّع الأكاذيب فقط. أما الصواريخ، فنسأل طهران أن ترسلها لنا مُجمّعة، مع كتالوج تعليمات مكتوب بالفارسية”.