صدى الساحل - بقلم ✍️ محمد الحفيظي
*في صمتٍ لا يعرفه إلا العظماء، وبين شتات السنين وزحام التغيرات وقف الشيخ صادق أمين أبو رأس شامخًا لا كرئيس للحزب فحسب كحالة وطنية كعقيدة ثورية تعلّمت كيف تُحوّل مبادئ الرجال إلى واقع يكتب من صنعاء المدينةٍ التي أصبحت تُشبه الطغاة وكهنة الإمامة حيث تتواجد المليشيات الحوثية القبيحة أولئك القرود الذين كانوا سبباً رئيسياً في دمار الوطن ومعاناة الشعب يعبثون بأموال الدولة المسروقة وتُرفع الشعارات الكاذبة على أنقاض الآخرين من أبناء هذا البلد هناك رجل لا يشبههم يدعى صادق أمين أبو رأس.*
*في صنعاء المدنسة برجس أذناب إيران ومليشياتها حيث يصير السكوت عقيدةً والصراخ و الإنتماء لهذه الجماعة الكهنوتية لغةً وكلام السيء دجال مران إنجيلًا وجد تناقضهم الوحيد الذي لا يهتز ولا تزعزعة التهديدات... .*
*لم يكن طويلًا كتمثال ولا صاخبًا كالأبطال المزعومين ولا محاطًا بهالة الجيوش والمعدات الحربية ولا الإعلام والأضواء المصطنعة بل كان رمزاً وطنياً يحمل هم المواطن اليمني البسيط عملاق حزب المؤتمر الشعبي العام كبر داخل هذا الحزب الرائد في ميدان قاسٍ وما نسي الثوابت الوطنية والمبادئ الأساسية التي كانت بالنسبة لثورة السادس والعشرون من سبتمبر يمشي في ممرات ملغمة كمن اعتاد السير بين الأشرار لا يضايق أحد، لا يصرخ لا يتباهى فقط يضع الحفاظ على المؤتمر على عاتقة مسؤولية وطنية فتتحول كل المصاعب والمكائد الحوثية إلى وقاحة وغباء.*
*لم نكن نكرهه أو نحاول ليس لأنه سيء بل لأنه كان جيدًا جدًا في المكان الخطأ نحن الذين نشأنا نُحارب الكهنوت والطواغيت لا لأنهم ينتمون للزيدية بل لأنهم رموز للظلم الإنساني نحن الذين تعلمنا أن مخلفات الإمامة ليست جماعة قابلة للتعايش السلمي بل مشروعًا للغطرسة.*
*نعم أيها الشيخ والرجل الذي يحمل مشروع وطني وجمهوري تعلم بأننا نحن أبناء صنعاء والجمهورية اليمنية بكل شبر من هذه الجغرافيا حتى في بُعدنا عنها نحن عشاق صنعاء الجمال والفن والمتعة لا أولئك المليشيات وعناصرها الإجرامية نعشق السلام والحب والحرية لا المدافع نريد الحياء لا الزيف كيف لنا أن نُحب من انقلب على الشرعية فنحن ماضون حتى يتم إستعادة جمهوريتنا؟*
*لكن العملاق الكبير والمناضل العظيم صادق أمين أبو رأس اخترق كل المشاعر والأحاسيس دون أن يدري. تسلل إلى قلوبنا كما تتسلل نسمة صيفٍ إلى صدرٍ مكتوم لم يكن خصمًا بل كان سؤالاً يوقظ ضميرك: هل يمكن للحقيقة أن تعيش في المكان الخطأ؟*
*هل يمكن للطهر أن يزدهر وسط فاسد؟*
*كلما تكلم، تذكرنا الأحرار الذين كانوا يمتلكون القدرة والشجاعة لمقارعة الكهنوت والطواغيت عبر محطات وعقود هذا الزمن، تذكرنا الزعيم صالح وهو يعتذر لهذا الشعب من خلال تحالفه مع هذه العصابة المجرمة كلما زادت الأوضاع الأمنية والعسكرية وتم تضيق الخناق عليه شعرت أن الجمهورية ما زالت بخير والعاصمة رغم أن كل شيء يقول عكس ذلك.*
*أن الشيخ صادق أمين أبو رأس يدرك تماماً أن انتفاضة الثاني من ديسمبر لم تكن تلك الإنتفاضة تُمثل المؤتمر الشعبي العام نفسه بل كانت تمثل الحُلم النقي في عاصمة ملوّثٍة بالإرهاب والكهنة والشعارات الممتلئة بالموت والخراب انتفاضة الثاني من ديسمبر كانت تمثلنا هتفت قلوب أبناء اليمن بأكمله معاكم كلنا فداء المؤتمر كما لو أنهم شعبنا وبكينا حينما سمعنا خبر استشهاد الزعيم صالح كما لو أن المجد خُطف من بين أيدينا كنا نُريد عاصمة بدون مليشيات أو إرهاب في هذه المدينة وفي ذلك الوقت يشهد الله أننا نحب هذا الرجل العظيم لأنه يستحق لا لأنه شخصية مؤتمرية بل لأنه يعيش وسط الثعابين والكلاب الضالة وما زال يمتلك رؤية واضحة وطريقةٍ و كاريزما متشبعة بفكرة الجمهورية النظيفه أن انتفاضة الثاني من ديسمبر وتلك الليالي لم تكونا مجرد خيبة مواقف وبيع وشراء مبادئ وقيم بقدر ما هيا انهيارًا كبيراً بحق أصالة وعراقة اليمن وتاريخه وعدالة العالم من قبل مشائخ القبائل وخصوصاً قبائل طوق صنعاء وهذا الأمر الذي لا يمكن أن يكون للشيخ صادق أمين أبو رأس له صلة بتلك الأحداث وأنا أجزم على ما أقول فهو رجل وفي وطني من الأوفياء للزعيم صالح وحزب المؤتمر واليمن بأكمله.*
*أعوام كثيرة يقضيها الرجل الجمهوري العظيم وسط هذه المليشيات لكنه لم يُشبههم يومًا لم يكن من قبائل الطوق ولا من فرقة الضرب واللطم والهتافات في الميادين والشوارع التي تستعرض في احتفالات الجماعة لأجل الحفاظ على نفسه ومكانته ومنصبه لم يحتقر المقاومة والشرعية وحزبه وكل من كان ينتمي لهذا الحزب الوطني لم يصرّح بتعالٍ، لم ينظر إلى المؤتمرين في صف الشرعية كمنافسين بل كزملاء في حب المؤتمر واليمن وهذه وحدها تكفي لتغفر له.*
*اليوم يتعرض هذا الرجل العملاق لجميع انواع الاستفزازات من قبل عناصر ومشرفين واعضاء هذه العصابة المجرمة حيث تحاول كسره وفرض السيطرة على حزبه وقراراته لكنهم لم يتمكنوا منه يوماً لأنه واحد من عظماء هذا الوطن وهنا كان هذا سببًا أن نُطيل النظر نحوه، رغم الألم الرجل الذي جعل الخصومة قابلة للتحمل.*
*يصارع الكهنوت من خلال مواقفه الوطنية والقومية والإنسانية العظيمة ما كنا ننتظره في ثانيه ودقيقة لا لنكرهه بل لنراقب كيف يمكن للكرامة أن تكون خفيفة وسط هذا الثقل يذهب من يذهب وينطوي تحت راية هذه الجماعة لكنه تبقى لأبناء هذا الوطن والجمهورية هذا القيل اليماني والتبع الحميري العظيم فكل لحظاته عاشها في ظل وجود هذه العصابة ومع ذلك فإن وجوده كان يشبه الهمس للجميع لازالت ثورة سبتمبر وانتفاضة الثاني من ديسمبر والجمهورية اليمنية بخير ونحن لازلنا على قيد الحياة والوفاء والاخلاص لحزب المؤتمر الشعبي والقيادات المؤتمرية في الداخل والخارج تلك الكلمات التي لا تجرح الخصم بل تبتسم له أهدافه النضالية النبيلة التي سجلها التاريخ بأدب كل شيء فيه كان وفاء واخلاص دون استعراض ودون تصنع احترامًا لا يُشترى.*
*كم هي قاسية الأيام حين تجعل منك شخصًا يتواجد داخل مكانًا أكثر وقاحة وعنصرية لا يوجد فيه نقاءً قاسية لأنها لا تُمهلنا لا تعطينا فرصة المواجهة كما نحب فقط تضع الأرواح العظمية فجأة في مواقف صعبة وتترك فراغاً لا يُملأ تعيش الشعور بالذل غدًا لن نرى هناك صادق أخر يرفع صوته ضد هذه الجماعة والوقوف في خط واحد مع كل الأحزاب رغم العداوة والاختلافات السياسية غدًا ستبدو العاصمة صنعاء أكثر قبحا وأقل دفئًا وأكثر ضجيجًا، لكن أقل حرية وعدالة وأكثر سواداً وظلام.*