الخميس - 07 أغسطس 2025 - الساعة 12:04 ص بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - تعز
في واقعة صادمة كشفت هشاشة السوق المصرفية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، اختفى مالك محل صرافة شهير في منطقة السويداء بمديرية ماوية شرقي محافظة تعز، بعد أن استولى على ودائع مالية تجاوزت 70 مليون ريال سعودي من مواطنين ومغتربين وتجار محليين.
الصراف الذي يدير ما يُعرف بـ"مؤسسة أبو العز للصرافة والتحويلات"، أغلق أبواب محله بشكل مفاجئ صباح الأربعاء، دون سابق إنذار أو توضيح، مما أثار حالة واسعة من الذعر والغضب بين الأهالي، خصوصًا بعد التأكد من أن الأموال المودعة لا يشملها أي تأمين أو غطاء قانوني رسمي.
ونقل الصحفي سامي نعمان، أحد أبناء المنطقة، أن العشرات من المتضررين احتشدوا أمام المحل المغلق منذ ساعات الصباح، بحثًا عن أي بارقة أمل، في ظل تجاهل تام من قبل الجهات الأمنية والسلطات المحلية الخاضعة للحوثيين.
وأضاف نعمان أن من بين الضحايا أحد التجار الذي أودع ما يقارب 720 ألف ريال سعودي لدى الصراف، مرجحًا أن الأخير فرّ إلى جهة مجهولة، في سيناريو يعيد إلى الواجهة أزمة السوق السوداء والفوضى التي تضرب القطاع المالي اليمني في العمق.
وبحسب مصادر محلية، لم يكتف الصراف بإغلاق محل السويداء، بل أغلق كذلك فرعيه في سوق الشرمان ومفرق ماوية، وهما مركزان حيويان في حركة التحويلات اليومية المرتبطة بسوق القات، ما يعزز فرضية "الهروب المخطط له مسبقًا".
وحذر خبراء اقتصاديون من استفحال ظاهرة البنوك الوهمية، إذ تتحول محلات الصرافة إلى كيانات مالية غير مرخصة تستقبل الودائع وتشغلها دون رقابة، في ظل غياب دور البنك المركزي، خاصة في مناطق سيطرة الحوثي.
وأشار الصحفي سامي نعمان إلى أن تراخي السلطات وصمت البنك المركزي في صنعاء إزاء فوضى السوق السوداء، سمح لمثل هذه الكوارث بالحدوث، لافتًا إلى أن السيولة النقدية للمواطنين، وحتى لمؤسسات حكومية، باتت تُدار خارج إطار البنوك الرسمية.
وتسلط هذه الحادثة الضوء على خطورة التعامل مع مؤسسات مالية غير خاضعة للرقابة، وعلى الحاجة الملحة لاستعادة الثقة بالقطاع المصرفي الرسمي، الذي يلتزم بمعايير رأس المال والتأمين والشفافية، ومكافحة غسل الأموال.