اخبار وتقارير

الجمعة - 22 أغسطس 2025 - الساعة 11:39 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - صدى الساحل - كتب - الاستاذ/ إسماعيل مديبش








في الذكرى العاشرة لمقاومة الزرانيق ضد فلول الإمامة الحوثية، تحية فخر واعتزاز لقبيلة الزرانيق – أبناء الأرض والتاريخ والموقف.

قبل قرنٍ من الزمن، وقفت قبيلة الزرانيق في وجه الإمامة الهادوية، وسجّلت بدمها معارك بطولية خالدة. واليوم، تجدد الموقف ذاته في وجه الامتداد الكهنوتي الجديد ممثّلًا بمليشيات الحوثي، (ذراع ايران في اليمن) ليؤكد أبناء تهامة أن جذوة المقاومة لا تنطفئ وأن صوت الأرض لا يمكن إخضاعه.


المنشأ والنسب

الزرانيق، أو "المعازبة"، من قبائل تهامة اليمنية. يعود نسبهم إلى زرنق بن الوليد من الأزد – من سبأ. تنتشر ديارهم بين شمال وجنوب مدينة بيت الفقيه وتمتد نحو الساحل الغربي حتى مدينة الحديدة.


ملحمة المقاومة ضد الإمامة (1925–1929)

في مارس 1925م، وبعد سقوط الحديدة بيد الإمام يحيى حميد الدين، اندلعت المواجهة مع الزرانيق.
وفي ذو الحجة 1343هـ (يوليو 1925م)، يوم عيد الأضحى، تمكّنوا من إبادة حملة إمامية جلّ جنودها من خولان، مسطرين أول انتصار كبير.


أعقب ذلك معارك متواصلة، أبرزها:

معركة القوقر – 6 مايو 1929م: حيث كبّدوا جيش السيف أحمد مئات القتلى بينهم أمراء بارزون.

تحرير غُليفقة – 22 نوفمبر 1929م: سيطروا على الميناء ليوم واحد قبل عودة الهجوم الإمامي.

وادي الجاح – ديسمبر 1928م: أجبروا الجيش الإمامي على التراجع بعد خسائر فادحة.



الثورة الكبرى (1928)

في منتصف عام 1928م، أعلن الشيخ أحمد فُتيني جُنيد ثورة شاملة، شنّ خلالها الزرانيق هجمات على الثكنات الإمامية وقطعوا طرق الإمداد. امتد نفوذهم من المنصورية إلى زبيد، بدعم خارجي وصل من مملكة الحجاز ونجد عبر ميناء غُليفقة.

لكن في أكتوبر 1929م، وبعد مقاومة عنيفة، سقطت بيت الفقيه بيد الإمامة، لتنتهي الثورة رسميًا، ويبقى إرثها محفورًا في ذاكرة اليمنيين.


إرث المقاومة الممتد

تنوعت تكتيكات الزرانيق بين حرب العصابات، والكمائن الليلية، والمواجهات المباشرة، حتى وصفهم الإمام يحيى بأنهم "يقاتلون مثل الأسود الضواري". لقد شكّل نضالهم الشعبي أحد أبرز عوامل إضعاف الإمامة ومهّد الطريق لثورة سبتمبر 1962م.

واليوم، يعود أبناء الزرانيق ليجددوا مسيرتهم في الساحل الغربي ضد مليشيات الحوثي، مؤكدين أن تهامة بتاريخها وقبائلها ستظل درعًا صلبًا للجمهورية ورايةً خفاقة للحرية والكرامة.