صدى الساحل - مأرب - أحمد حوذان
كان يوماً ما في الجبهات، يتقدم الصفوف مقارعاً مليشيا الحوثي الإرهابية بعزيمة لا تلين. وفي لحظة بطولة خالدة، قدم أجزاء من جسده ثمناً للحرية والكرامة، لتُبتر قدماه، لكن عزيمته لم تُبتر. لم تثنه الإعاقة عن مواصلة طريقه، بل ظل قوياً وإرادته لا تُقهر.
واليوم، يكمل هذا البطل مسيرته، ليثبت أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في العقل والإرادة. إنه الباحث الجريح محمد راجح جعدان، الذي وقف شامخاً في قاعة المناقشة بجامعة إقليم سبأ، ليحصد ثمار جهده العلمي في رحلة ملحمية تجمع بين التضحية والنبوغ.
حصل الباحث الجريح محمد جعدان على درجة الماجستير بامتياز في تخصص الرياضيات من كلية التربية والعلوم بجامعة إقليم سبأ، عن رسالته العلمية التي حملت عنوان "خاصية شبه الانفتاح في الفضاءات الطوبولوجية المثالية". كان المشهد مهيباً، حيث امتلأت قاعة المناقشة بالعديد من الشخصيات الرسمية والعسكرية والاجتماعية والباحثين، ليشهدوا إنجاز بطل لم يخذل وطنه يوماً.
تكونت لجنة المناقشة والحكم من نخبة من الأكاديميين المرموقين، وهم:
أ.د. يحيى قايد حسن البريهي - أستاذ الرياضيات بجامعة إقليم سبأ، رئيساً ومشرفاً علمياً. أ.م.د. صادق علي سعد الصلوي - أستاذ مساعد بجامعة إقليم سبأ، مناقشاً داخلياً. د. بسام عبدالقادر علي الحمزة - أستاذ مساعد بجامعة المهرة، مناقشاً خارجياً.
أشادت اللجنة بالجهود العلمية التي بذلها الباحث "جعدان" في إنجاز رسالته البحثية بعزيمة عالية رغم إعاقته، ونوهت بأهميتها في مجال الدراسات الرياضية بشكل عام، وقررت منحه درجة الماجستير بامتياز.
حضر جلسة المناقشة عدد من القادة والشخصيات البارزة، وفي مقدمتهم عضو مجلس النواب منصور الحنق، ونائبا رئيس جامعة إقليم سبأ حسين الموساي وعلي الرمال، إلى جانب عدد من أعضاء الهيئة التدريسية وزملاء الباحث.
وقد أشاد الحضور بعزيمة الباحث الجريح محمد جعدان، مؤكدين أن إنجازه العلمي يمثل صورة مشرقة من صور صمود الجرحى وإصرارهم على مواصلة الكفاح والبناء العلمي والمعرفي، رغم ما تعرضوا له من إصابات جسيمة في معركة الدفاع عن الوطن. هكذا يكتب الأبطال قصصهم، لا بالدماء وحدها، بل بالعلم والإصرار، ليثبتوا أن التضحية لا تقتصر على ساحات القتال، بل تمتد لتضيء دروب المعرفة والأمل.