الخميس - 06 نوفمبر 2025 - الساعة 12:24 ص بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
كشفت مصادر محلية عن تنفيذ مليشيا الحوثي، خلال الأيام الأخيرة، حملة تجنيد واسعة في مناطق عدة من محافظة صنعاء، مستغلة احتفالاتها بما تسميه “أسبوع الشهيد” و”يوم الشهيد” في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، كغطاء لتحريك عملية استقطاب جديدة للمقاتلين.
وذكرت المصادر لـ�الشرق الأوسط� أن قيادات ميدانية حوثية عقدت سلسلة لقاءات مع شيوخ وزعماء قبائل في مديريات جحانة، وهمدان، ومناخة، وصعفان، وبني مطر، وبلاد الروس، وسنحان، وبني حشيش، وغيرها من مناطق الأطراف المحيطة بالعاصمة، وألزمتهم بتجنيد دفعات جديدة من المقاتلين، بتوجيهات مباشرة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وأضافت أن مشرفين ميدانيين تابعين للجماعة قاموا خلال اليومين الماضيين بجولات ميدانية إلى القرى المستهدفة، ترافقهم عربات عسكرية ومسلحون، للضغط على شيوخ القبائل من أجل تسليم قوائم بأسماء الشباب، تمهيداً لإلحاقهم بما تسميه “دورات ثقافية وعسكرية” قبل إرسالهم إلى الجبهات.
وبحسب المصادر، خصصت الميليشيا جزءاً من المبالغ المقررة لفعاليات “أسبوع الشهيد” كمكافآت مالية لمشرفيها وشيوخ القبائل المتعاونين معها، في مسعى لإنجاح عملية التجنيد. كما لجأت إلى وسائل ضغط متعددة ضد الرافضين، شملت حرمانهم من امتيازات ومساعدات، واعتقال بعضهم أو احتجاز أقاربهم للضغط عليهم.
وأوضحت المصادر أن هذه التحركات دفعت عدداً من الأسر في مديريات بني مطر وصعفان وبلاد الروس وهمدان إلى تهريب أبنائها نحو مناطق أكثر أمناً، خوفاً من إجبارهم على القتال. وقال أحد شيوخ القبائل، فضّل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، إن الجماعة تُرغم العائلات على تسليم أبنائها، ومن يرفض تُوجَّه إليه تهم العمالة والخيانة، مشيراً إلى أن بعض الأسر سلّمت أبناءها خوفاً من العقاب.
وأكد الشيخ ذاته أن عشرات الشبان الذين جرى تجنيدهم خلال الأشهر الماضية لم يعودوا إلى قراهم، بعد إرسالهم إلى جبهات مأرب وتعز والضالع والساحل الغربي، حيث لا يزال مصير الكثير منهم مجهولاً.
وكان عبد الملك الحوثي قد ألقى خطاباً في مناسبة “يوم الشهيد” دعا فيه أنصاره إلى مواصلة التعبئة في أوساط القبائل والاستعداد لما وصفها بـ”المعارك القادمة”، متحدثاً عن “واجب الوفاء للشهداء” واستمرار الجهوزية القتالية.
من جانبهم، عبّر سكان في ريف صنعاء عن قلقهم من عودة الجماعة مجدداً إلى قراهم لفرض التجنيد القسري، مؤكدين أنهم يخشون على أبنائهم من المصير المجهول في جبهات القتال.
وقال محمد، وهو من أبناء مديرية سنحان، إن مندوبين حوثيين جابوا خلال الأيام الماضية قرى في مناطق وادي جبيب والفروات وعناقة وقاح الحباب، وعقدوا لقاءات مع الأهالي لحثهم على تقديم قوائم بأسماء الشباب، غير أن هذه الدعوات قوبلت برفض واسع.
وحذّرت مصادر محلية من مغبة رضوخ الأسر لهذه المطالب، مؤكدة أن الجماعة تستغل الفقر والحاجة لإغراء الشباب أو إجبارهم على الانخراط في صفوفها، ما يعرضهم لغسل الأدمغة وتحويلهم إلى وقود لمعاركها.
وتؤكد تقارير حقوقية محلية ودولية تسجيل مئات حالات التجنيد القسري، من بينهم أطفال دون الرابعة عشرة، محذّرة من اتساع الظاهرة في ظل الانهيار المعيشي والاقتصادي وغياب فرص التعليم والعمل.
ويرى مراقبون أن استمرار الميليشيا في تجنيد الأطفال واستغلال أوضاع الفقر يعمّق معاناة المجتمعات الريفية، ويخلق جيلاً جديداً من المقاتلين الذين فقدوا التعليم والأمان، فيما تتضاءل فرص السلام يوماً بعد آخر.