جرائم وانتهاكات

الجمعة - 07 نوفمبر 2025 - الساعة 09:03 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - الحديدة

يعيش سكان محافظة الحديدة أوضاعاً معيشية خانقة جعلتهم عالقين بين سندان التحشيد الحوثي ومطرقة انقطاع المرتبات، في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تمارسها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والتي تستخدم مختلف الوسائل لفرض حضورها الدعائي وسط تدهور الأوضاع المعيشية وانعدام مصادر الدخل.

وتؤكد مصادر محلية أن المليشيا تواصل إجبار موظفي القطاع العام، وفي مقدمتهم المعلمون والعاملون في المؤسسات التعليمية، على المشاركة في فعاليات ومسيرات دعائية تُنظمها الجماعة بشكل دوري، في وقتٍ لم يتسلم فيه معظمهم رواتبهم منذ أشهر طويلة، ما فاقم معاناتهم ومعاناة أسرهم.

وأضافت المصادر أن سلطات الحوثي أقدمت مؤخراً على فصل نحو ألف معلم بحجة الفائض الوظيفي، في خطوة وُصفت بأنها “عقابية”، خصوصاً تجاه من يرفضون الانصياع للتوجيهات السياسية أو المشاركة في الفعاليات التي تُسخر لخدمة أجندة الجماعة الدعائية.

وقال أحد المعلمين – فضل عدم ذكر اسمه – إنهم يعيشون حالة من “الابتزاز المعيشي”، مضيفاً: “يطلبون منا الخروج في المسيرات والتصوير أمام الكاميرات بينما لا نجد ما نسد به رمق أطفالنا، نطالب برواتبنا قبل كل شيء”. وأشار إلى أن كثيراً من زملائه يشاركون تحت ضغط التهديد الإداري وخوفاً من فقدان وظائفهم.

ويرى مراقبون أن التحشيد القسري الذي تمارسه المليشيا لا يعكس قناعة شعبية، بل محاولة لتجميل الواقع أمام الإعلام الخارجي، مؤكدين أن ما يجري هو “توظيف لمعاناة الناس في خدمة مشروع سياسي ضيق” يقوم على الإكراه والتضليل.

وتشهد مدارس الحديدة تراجعاً كبيراً في مستوى الأداء التعليمي بسبب نقص الكوادر وتدهور الخدمات، فيما تعاني الإدارات التعليمية من شلل شبه تام، وسط غياب أي حلول حقيقية لمعالجة الأزمة الاقتصادية أو تحسين أوضاع المعلمين.

ودعا نشطاء وحقوقيون إلى صرف المرتبات بشكل عاجل ووقف سياسات الضغط والتحشيد الإجباري، مؤكدين أن استمرار هذه الممارسات يهدد بتفكك النسيج الاجتماعي في المحافظة ويزيد من حدة الفقر والاحتقان الشعبي.

ويحذر خبراء اجتماعيون من أن تجاهل معاناة الموظفين والمعلمين سيقود إلى أزمة إنسانية أعمق، مشددين على أن “الاستقرار لا يتحقق بالشعارات والصور الدعائية، بل بضمان حياة كريمة للناس وصون حقوقهم الأساسية”، فيما يظل سكان الحديدة اليوم بين سندان التحشيد الحوثي ومطرقة قطع المرتبات.