اخبار وتقارير

الأحد - 14 ديسمبر 2025 - الساعة 01:13 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - عيبان الهاملي

وجّه أسير حرب سابق رسالة إنسانية مؤثرة إلى الوفد المفاوض، استعاد فيها ذاكرة السجون وما اختزنته من ترقّبٍ وأملٍ وقلق، حين كان الأسرى يتابعون الأخبار عبر شاشةٍ واحدة، هي نافذتهم الوحيدة على العالم، ينتظرون كلمةً تُقرب الفرج وتمنح للفرح معنىً حقيقيًا.

ونقل صاحب الرسالة لحظاتٍ كانت القلوب فيها تخفق على وقع خبرٍ محتمل، والعيون تفيض رجاءً بأن يُكتب الخلاص لمئاتٍ ضاقت بهم الزنازين، وتعلّقت مصائرهم بما تسطره الأقلام وتقرره المواقف. لحظاتٌ اختلطت فيها أنينُ مريضٍ حُرم الدواء، ووجعُ أبٍ فقد أبناءه، وشوقُ زوجٍ لزوجته، وحرقةُ شابٍ افتقد والديه، وثباتُ أحرارٍ طال صبرهم ولم تنكسر إرادتهم.

وأكد الأسير السابق أن أمنية الحرية كانت – ولا تزال – أعظم ما حملته قلوب الأسرى خلال سنوات العتمة، أمنية الخروج من ضيق السجون إلى فسحة الحياة بين الأهل والأحبة، داعيًا الوفد المفاوض إلى تحمّل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية بعيدًا عن أي نزعاتٍ حزبية أو طائفية أو مناطقية، والتعامل مع ملف الأسرى والمعتقلين بإنسانية كاملة.

وشدّد على أن التفاوض لا يدور حول أرقامٍ أو بنودٍ سياسية، بل حول كرامة بشر، وحياة أسر، ومستقبل أبناء، فيما يعيش المفاوضون بين أسرهم، بينما يقبع الأسرى معزولين عن أبسط حقوقهم لسنواتٍ طويلة. وذكّر بأن الزمن داخل السجن مختلف، فاليوم يطول كعام، والساعة تثقل كالشهر، ما يستوجب الصبر والعدل والرحمة، لا القسوة ولا الإهمال.

وحذّر من تحويل الإنسانية إلى أداة كسبٍ أو ابتزاز، أو اتخاذ ملف الأسرى طريقًا لأهدافٍ أخرى يدفع ثمنها من أنهكتهم القيود والآلام. وأشار إلى أن كثيرين فقدوا حياتهم خلف القضبان، وأن أسرًا رحلت وهي تنتظر عودة أحبّتها، مؤكدًا أن هذا الملف أمانةٌ ثقيلة ومسؤولية أمام الله والتاريخ.

ختامًا
دعا الأسير السابق كل الأحرار في مختلف ربوع الوطن، والوسطاء من الأشقاء، والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، إلى وقفةٍ صادقة ومسؤولة مع ملف الأسرى والمعتقلين، وتسخير كل الصلاحيات والإمكانات ووسائل الضغط الممكنة لتحييده كملفٍ إنساني بحت، والعمل الجاد لإنجاح جولات التفاوض حتى ينال جميع الأسرى والمعتقلين حريتهم ويعودوا إلى بيوتهم.

وأكد أن ملف الأسرى والمعتقلين قضية إنسانية وأخلاقية بامتياز، لا تحتمل المساومة، وتتطلب تعاملاً إنسانيًا كاملًا من الجميع.