صدى الساحل - مأرب - هائل البشري
أقام نادي بيان الأدبي في مأرب حفلًا خطابيًا وفنيًا موسّعًا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تحت شعار «لغتي هويتي»، بمشاركة واسعة من الأكاديميين والأدباء والشعراء والمثقفين، وبحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي.
ويأتي تنظيم هذه الفعالية في إطار الجهود الثقافية الهادفة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية، وإبراز دورها المحوري في تشكيل الهوية الوطنية والثقافية، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها في ظل التحولات المتسارعة في مجالات التعليم والإعلام والتواصل الرقمي.
وفي مستهل الحفل، ألقى رئيس نادي بيان الأدبي ياسر البشري كلمة افتتاحية، أكد فيها أن الاحتفاء باللغة العربية لا ينبغي أن يقتصر على مناسبة رمزية، بل يجب أن يتحول إلى ممارسة يومية في مختلف مناحي الحياة، مشيرًا إلى أن العربية لغة حية قادرة على مواكبة العصر واستيعاب العلوم الحديثة دون أن تفقد أصالتها أو عمقها الحضاري.
وأوضح البشري أن نادي بيان الأدبي يعمل على رعاية الإبداع الأدبي، وتمكين المواهب الشابة، وتنشيط الحركة الثقافية من خلال إقامة الفعاليات والندوات والبرامج النوعية التي تسهم في إعادة الاعتبار للغة العربية، وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي والإعلامي.
وشهدت الفعالية تقديم عدد من الكلمات العلمية والأدبية، حيث تحدث الدكتور يحيى الأحمدي عن العلاقة الوثيقة بين اللغة العربية والهوية، مؤكدًا أن الحفاظ على اللغة يمثل حفاظًا على التاريخ والذاكرة الجماعية للأمة، داعيًا إلى تطوير مناهج تعليم العربية، وتفعيل دور الإعلام في نشرها بأسلوب معاصر وجاذب للأجيال الجديدة.
من جانبه، تناول الدكتور محمد الجحدبي في كلمته جماليات اللغة العربية وثراءها الأسلوبي، مشيرًا إلى قدرتها الفائقة على التعبير الدقيق، وتنوع أساليبها البلاغية، واتساع مفرداتها، وهو ما يجعلها قادرة على مواكبة مختلف مجالات المعرفة، إذا ما أُحسن استخدامها وتقديمها للأجيال.
كما قدّم الشاعر فؤاد متاش ورقة أدبية تناولت تاريخ اللغة العربية وتطورها، واستعرض من خلالها مكانة العربية في الشعر والأدب، قبل أن يختتم مشاركته بإلقاء قصيدة شعرية جسدت الاعتزاز بالعربية، وعكست قدرتها التعبيرية والجمالية، وسط تفاعل لافت من الحضور.
وتخلل الحفل عدد من الفقرات المتنوعة، شملت إلقاءات شعرية، وعروضًا فنية وفلكلورية، ومشاهد مسرحية هادفة، عكست الدور الثقافي والفني للغة العربية، وأسهمت في تقديم الرسالة الثقافية للفعالية بأسلوب إبداعي قريب من الجمهور.
وفي ختام الحفل، أكد المشاركون أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات الثقافية، لما لها من دور في ترسيخ الوعي اللغوي، وتعزيز الانتماء الثقافي، وخلق مساحة تفاعلية تجمع بين الأكاديميين والمبدعين والجمهور، بما يسهم في خدمة اللغة العربية وصونها للأجيال القادمة.