الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - الساعة 11:10 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
تواصل مليشيا الحوثي فرض تعتيم شديد على مصير القيادي الأمني البارز عبدالكريم الحوثي، رغم مرور أكثر من 117 يوماً على غارة إسرائيلية قيل إنها استهدفت عدداً من قيادات المليشيات في العاصمة المحتلة صنعاء، وسط تضارب في الأنباء حول إصابته أو خروجه من المشهد.
وظهر عبدالكريم الحوثي، عم زعيم المليشيات والمكنّى بأبو محمد، للمرة الأخيرة في اجتماع أمني رفيع بتاريخ 17 أغسطس 2025، أي قبل الغارة الإسرائيلية بنحو 11 يوماً، قبل أن يختفي لاحقاً عن الأنظار.
وتحدثت تسريبات غير مؤكدة عن تعرضه لإصابة خلال الهجوم الذي وقع في 28 من الشهر ذاته واستهدف حكومة الانقلاب ورئيس هيئة الأركان.
ويتصدر عبدالكريم الحوثي هرم وزارة داخلية المليشيات ويُعد المسؤول الأمني الأول، مدعوماً بنائبه عبدالمجيد المرتضى ومدير مكتبه محمد الضحياني، إلى جانب شبكة واسعة من القيادات الأمنية التي تتدخل بالنيابة عنه في الملفات الحساسة.
كما يُنظر إليه باعتباره القائد الفعلي لقوات الأمن المركزي وتشكيلات النجدة والأمن العام وحراسة المنشآت وقوات التدخل السريع ومكافحة الشغب والشرطة السياحية والقضائية والمرورية.
وبعد انقلاب 21 سبتمبر 2014، دفع الحوثيون بعبدالكريم لتولي مناصب عليا، بدءاً برئاسة «ديوان المظالم» ثم المكتب التنفيذي للمجلس السياسي الأعلى، وصولاً إلى تعيينه وزيراً للداخلية أواخر 2018. ومنذ ذلك الحين، عزز نفوذه عبر السيطرة على شركات نفطية وموازنات أمنية، إضافة إلى امتيازات مالية شهرية كبيرة.
و يحظى عبدالكريم الحوثي، وفق مصادر مطلعة، بدعم خبراء إيرانيين وعناصر من حزب الله، ما جعله منافساً مؤثراً داخل العائلة الحوثية. وتمكن خلال سنوات من إقصاء شخصيات أمنية بارزة، وبناء اصطفاف داخلي قوي عبر تعيين مقربين في مواقع مفصلية.
وفي فبراير 2021، حاول زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي تحجيم نفوذ عمه عبر نقله إلى رئاسة مجلس الشورى، غير أن عبدالكريم عاد لاحقاً للواجهة الأمنية بدعم مستشارين إيرانيين. وأشارت مصادر إلى أن تلك المرحلة شهدت توتراً داخل القيادة، وصل إلى مراقبة هواتف المقربين منه خشية اتساع نفوذه.
و شهدت السنوات الأخيرة خلافات محتدمة بين عبدالكريم الحوثي وقيادات حوثية أخرى، كان أبرزها على خلفية تفجير منازل سكنية في رداع عام 2024، ثم صدامات نفوذ مع المشرف العسكري عبد الخالق الحوثي بسبب مخصصات مالية وهيكلة القوات الأمنية. ورداً على محاولات إضعافه، لجأ عبدالكريم إلى استدعاء عناصره من الجبهات ونشر تشكيلاته الأمنية على نطاق واسع داخل صنعاء.
وتشير معلومات إلى أنه يتخذ من مقرات سابقة لسفارات أجنبية في صنعاء مراكز لقيادة الأمن المركزي وسكناً للقيادات ومرافق استخباراتية، ما يعكس حجم النفوذ الذي بناه داخل العاصمة.
ومع استمرار الغموض حول مصيره، يترقب الشارع اليمني ما إذا كان اختفاء عبدالكريم الحوثي يمثل ضربة حقيقية لبنية المليشيات الأمنية، أم مجرد فصل جديد من فصول الصراع الخفي داخل أروقة السلطة الحوثية.