اخبار وتقارير

الإثنين - 15 مارس 2021 - الساعة 01:39 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - الحديدة

بدأت منذ منتصف عام 2011 م حركة مجتمعية في مدينة الحديدة و امتدت نحو الريف و المديريات التهامية الاخرى تطالب حكومة المركز بتغيير سياسي جذري في التعامل مع جغرافيا تهامة الأرض والإنسان وقد جاءت هذه الحركة شعبية معيشية من أناس لم يحصلوا على الحد الأدنى من التعليم والوظائف الحكومية فضلا عن المناصب الإدارية والسياسية.

وقد التحم بهذه الحركة الشعبية قطاع واسع من المدرسين والمتعلمين والمثقفين والشعراء من أبناء تهامة عموما من الذين لم تتح لهم فرصة للمشاركة في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بطريقة ممنهجة من القوى والأسر الحاكمة في المركز من أصحاب الفكر السياسي المستبد الذين ألفوا فقط أن يحكموا مناطق اليمن ويمتصوا خيرات المناطق المهمشة.

وفي مطلع العام 2012 م كانت الافكار الحراكية والمطلبية قد أخذت تتأطر في شكل فعاليات لخدمة المجتمع التهامي وبدأت المسيرات السلمية تجتاح شوارع المدينة وتقام الأمسيات في حواري وساحات و مبارز المدينة والريف وتشكلت تنسيقيات الأحياء القديمة و التي كانت ترزح تحت التهميش في كل الخدمات الحكومية حيث امتد جبروت النافذين من أصحاب الهضبة إلى مصادر لقمة عيش البسطاء من الصيادين بإدخال شركات الصيد لجرف الثروة السمكية وإهمال المزارع التهامي من كل أنواع الدعم.


وشهدت الحديدة أول مسيرة سلمية للحراك التهامي في المطالبة بوقف منح التراخيص لقوارب الصيد المصرية التي كانت تعمل لحساب نافذين في الدولة وبدل التفهم لأولئك الصيادين المتضررين والمشروعة تم قمع سلميتهم بالرصاص وسقط أول شهيد للحراك التهامي وهو عبد الرحمن هندي مضرجا بدمائة وهو يطالب بحقوق صيادي تهامة.

وتنبه المنخرطون من أبناء تهامة مع الحكومة المركزية فكانت أول مسيرة للحراك أمام مكتب وزارة النفط بالحديدة للمطالبة بتغيير مدير النفط واستبداله بمدير من أبناء الحديدة على الرغم من وعود رئيس وزراء الحكومة المركزية بالتزام الحكومة تعيين مدراء عموم للمحافظة من أبنائها غير أنها نكثت وعودها.

ومع مرور الوقت اتسع نطاق الحراك التهامي وبدأ بعمل تنسيقيات متعددة لربط تكوينات الحراك ببعضها مدينة وريفا و ظلت السلطة المركزية تنظر لذلك الحراك الجماهيري على أنه حركة متمردة على الدولة بسبب السيل الغزير من التقارير المضللة للنظام ما جعله يتعامل مع الحراك بطريقة القمع الأمني بدل التفاهم وإعطاء الناس حقوقهم.

وكان لا بد من ايصال صرخات المضطهدين في السهل التهامي إلى مركز القرار في صنعاء فتم تأسيس مكونات حراكية من أبناء تهامة المقيمين هناك وعقدت عدة فعاليات لإسماع صانعي القرار صوت تهامة المكلومة من خلال عدد من الفعاليات والمعارض والصور الأليمة لحياة الناس في تهامة.

وفي مدينة الحديدة تطورت فعاليات الحراك إلى أمسيات اسبوعية كانت تعقد كل إثنين في ساحة الحراك جوار قلعة الحديدة التاريخية تشمل الخطابة والشعر واستقبال الضيوف الكبار من المتعاطفين مع مظلومية أبناء تهامة.

ومع اجتياح المليشيات الحوثية لمدينة الحديدة في أواخر أكتوبر من العام 2014 م تصدى رجالات الحراك التهامي ومعهم الشرفاء والمخلصون من شباب ومثقفي المحافظة لجبروت المليشيات التي سحقت ساحة الحراك وقمعت الشباب بدل تلبية مطالبهم واستخدمت الرصاص الحي والغازات السامة على مسيرة الأربعاء الأسبوعية ما جعل قيادة الحراك تدرس بدائل لكبح جماح وغطرسة المعتدين الحوثيين وهنا كانت بداية محطة فاصلة في مسار الكفاح الحراكي والتفكير المسلح لردع المعتدين.

وبدأ الحراك التهامي معركة المصير لإقامة كيان تهامي في إطار الجمهورية اليمنية بعدما يأس من النظر إلى قضيته في مؤتمر الحوار الوطني الذي ظل حبرا على ورق وخاصة بعد الإنقلاب الحوثي على مخرجات الحوار الوطني وتحولها من المظلومية إلى ممارسة الحكم القمعي فبدأ اسود تهامة بالكفاح المسلح وذلك باستهداف آليات وأطقم العدو الحوثي بالقنابل وبالرصاص وتشكلت نواة المقاومة التهامية من الذراع العسكري الذي رفض العدوان الحوثي بإمكاناته المحدودة قبل أن يأتي دعم الأشقاء متمثلا في عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
لقد قارع ذراع الحراك المسلح عناصر المليشيات الحوثية بعد انطلاق عاصفة تحرير اليمن من المد الإيراني وكانوا السباقين لتحرير الأرض والإنسان من الجبروت والتسلط المركزي فشكلوا بدعم من التحالف قوة عسكرية ضارية انطلقت لتحرير الأرض من باب المندب مرورا بالهاملي وإسنادا في المخا وتحرير الخوخة و التحيتا والجبلية والجاح، والدريهمي وكيلو 16 وحتى عمق مدينة الحديدة في مدينة الصالح جنبا إلى جنب مع إخوتهم أبطال القوات المشتركة .

وهاهي المقاومة التهامية قد شكلت كل أطرها السياسية والعسكرية وبحاجة لاستكمال البناء الهيكلي والتنظيمي حتى تستطيع أن تقطف ثمار كفاحها السياسي والعسكري بمكانة تضع تهامة في مكانها المحترم على سلم الدولة اليمنية الحديثة وتاخذ تمثيلها السياسي والعسكري والريادي على مستوى اليمن بعيدا عن هيمنة الأخ الكبير الذي يسعى أن يبقى الكيان التهامي صغيرا إلى الأبد .




 # (نقلا عن (تهامة24