شئون دولية

الثلاثاء - 03 أغسطس 2021 - الساعة 06:18 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات

لوحت إسرائيل اليوم الثلاثاء بخيارات مفتوحة للردّ على استهداف ناقلة نفط مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي مؤخرا في بحر عمان، في أحدث تهديد يأتي على وقع توقعات بتصاعد حرب السفن بين طهران وتل أبيب مع تنصيب الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية الإسلامية.

وشكل فوز رئيسي في حدّ ذاته برئاسة إيران انعطافة نحو المزيد من الانغلاق والتشدد مع تعديل المحافظين بوصلة السياسة الخارجية أكثر إلى الصدام مع الخصوم الإقليميين والدوليين وإن وعد الرئيس الجديد بانفتاح يبدو دعاية للاستهلاك الإعلامي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن إسرائيل قادرة على التحرك بمفردها ضد إيران وذلك بعدما توقع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "ردا جماعيا" على هجوم استهدف ناقلة تشغلها إسرائيل في الأسبوع الماضي قبالة ساحل سلطنة عُمان.

وقال بينيت خلال جولة على الحدود الشمالية لإسرائيل "نعمل على حشد العالم، لكن في الوقت نفسه نعرف كيف نتحرك بمفردنا".

واتهمت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا إيران بالمسؤولية عن الحادث وهو ما تنفيه طهران.

وانضم الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الدول المنددة بالهجوم الذي يأتي في ظروف استثنائية بالنسبة لكل من طهران وتل أبيب ولدول المنطقة التي تكابد لتهدئة التوترات على ضوء الوضع الوبائي الناجم عن تفشي سلالات جديدة لفيروس كورونا.

وأدان التكتل الأوروبي والناتو الثلاثاء الهجوم الدامي على ناقلة نفط في بحر عمان، فيما دعت بروكسل إلى "تفادي أي تحرك قد يضر بالسلام والاستقرار في المنطقة".

وقالت نبيلة مصرالي المتحدثة باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "ندين هذا الهجوم. نأخذ في الاعتبار تقييمات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل وندعو إلى تجنب أي عمل يضر بالسلام والاستقرار في المنطقة".

ووعدت واشنطن الاثنين "برد جماعي" مع حلفائها ضد إيران المتهمة بالتخطيط للهجوم على الناقلة التي استُهدفت بطائرات مسيرة محملة بمتفجرات، بحسب أميركا التي لها سفن في المنطقة.

وشددت على أنه "يجب توضيح ملابسات هذا الهجوم"، معتبرة أن "هذا العمل مخالف لحرية الملاحة وغير مقبول".

وندد حلف شمال الأطلسي "بشدة" بالهجوم، حيث قال متحدث باسمه إن "حرية الملاحة أمر حيوي لجميع حلفاء الأطلسي ويجب الحفاظ عليها وفقا للقانون الدولي"، مضيفا أن "الحلفاء ما زالوا قلقين بشأن أفعال إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة ويدعون طهران إلى احترام التزاماتها الدولية".

وتسبب الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط 'أم/تي ميرسر ستريت' المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر بمقتل موظف بريطاني في شركة امبري للأمن وآخر روماني من أفراد الطاقم، بحسب شركة زودياك ماريتايم المشغّلة للسفينة.

ونفت طهران أيّ صلة لها بالهجوم، بينما حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان الاثنين من أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتردد في الدفاع عن أمنها ومصالحها القومية".

ومن المستبعد أن تتحول حرب التهديدات بين طهران وتل أبيب إلى مغامرة عسكرية، لكن بعض التقديرات تشير إلى أن ما سمته وسائل إعلام إسرائيلية وغربية بـ"حرب السفن" قد تتصاعد في قادم الأيام.

وتحاول إيران أن تظهر من حين إلى آخر قدرتها على إلحاق الأذى بحلفاء الولايات المتحدة وأن لديها القدرة على الضرب في أي مكان.

وشكل الهجوم على الناقلة الإسرائيلية بروفة استعراضية وإن لم تتبن إيران رسميا العملية.

وليس بحر عمان ومضيق هرمز الساحة الوحيدة التي تتحرك فيها طهران موجهة رسائل في كل الاتجاهات، فقد أشعلت الساحة العراقية مرارا من خلال تحريك ميليشياته هناك والتي شنت منذ بداية العام أكثر من 50 هجوما على القوات والمصالح الأميركية.

وفي سوريا تهيمن ميليشيات الحرس الثوري على جزء مهم من المشهد، بينما تحاول إيران تعزيز نفوذها للبقاء على مسافة اقرب من إسرائيل التي قامت بدورها بقصف أهداف إيرانية أو لحليفها حزب اللبناني في الساحة السورية وفي أكثر من مناسبة.