اخبار وتقارير

الخميس - 09 سبتمبر 2021 - الساعة 05:40 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - خاص







تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي، مقابلة صحفية لعشماوي اليمن الذي ينفذ أحكام الإعدام، وذلك بعد تنفيذه حكم إعدام قتلة الشاب عبدالله الأغبري، مؤخرًا.

المقابلة المتداولة مع طلال الطيبي الملقب بعشماوي اليمن الذي ورث مهنة تنفيذ أحكام الإعدام من والده، نشرت منذ عدة سنوات، إلا أن محتواها فيه تفاصيل مهمة وغريبة لا يعرفها معظم اليمنيين.


وفي المقابلة المقابلة التي تداولها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك رصدها "صدى الساحل "حكي العشماوي / طلال الطيبي، عن حياته وعن حالات الاعدام التي نفذها وكذا التي نفذها والده، وعن سبب اختياره لهذه المهمة، واشياء أخرى هامة ومثيرة وغريبة .

والده صالح مثنى الطيبي أشهر من مارس مهنة العشماوي "تنفيذ أحكام الإعدام".. توفي أواخر عام 2004م ليحل محله نجله الثاني طلال.. بعد أن فشل آخرون من داخل السجن المركزي حاولوا تنفيذ أحكام الإعدام إلا أنهم حسب قول "العشماوي" طلال "لم يحسنوا الذبحة" .

طلال هو الوحيد بين أخوته كان يحرص على مشاهدة والده وهو ينفذ حكم الإعدام.. بل كان يحمل بندقية والده أثناء العودة إلى المنزل مشياً على الأقدام..ولهذا رشحته الأسرة بديلاً عن والده عندما طلبت منهم إدارة السجن المركزي ذلك.

العشماوي طلال لم يتجاوز عمره الثلاثين عاما.. صاحب قلب طيب، إلا أن قلبه لا يلين عندما ينفذ حكم الإعدام.. التقينا.. في ساحة السجن المركزي حاملاً معه بندقيته التي أعدم بها يحيى الرغوة مغتصب وقاتل الطفل حمدي.

• منذ متى بدأت تمارس هذه المهنة "تنفيذ أحكام الإعدام" أو ما يطلق عليها بـ "عشماوي"؟
** منذ ان توفي والدي رحمه الله، والدي كان يمارس هذه المهنة.. توفي أواخر عام 2004م وبعد وفاته أخذت أنا مكانه والى اليوم وأنا أمارس هذه المهنة "عشماوي".

• بالنسبة لوالدك "رحمه الله" هل تعرف منذ متى بدأ يمارس هذه المهنة؟
** من بداية التحاقه بالسلك العسكري.

• عام كم بالضبط؟
** من عهد الحمدي، يعني من مطلع السبعينات على ما اعتقد.

• وهل كنت ترافقه أو تحتك به؟.
** قليل.. وحسب ملاحظاتي أعتقد ان والدي لم يكن يرغب أن أعمل أنا أو أي واحد من اخوتي في هذه المهنة.. لقد حرص على أن نتعلم وان نكمل دراستنا الجامعية، لكن شاءت الأقدار بعد وفاة الوالد أن أحل أنا محله في هذه المهنة.

عشماوي أكاديمي

• هل التحقت بالجامعة؟
** نعم.

• أي تخصص؟
** محاسبة كلية التجارة جامعة صنعاء، تخرجت منها عام 2003م.

• درست محاسبة وما إن توفي والدك حتى تركت كل شيء وأخذت مكانه "عشماوي".. معنى ذلك انه حتى وانت تدرس المحاسبة كان لديك ميول في ممارسة هذه المهنة "عشماوي"؟
** نوعاً ما.. يعني تقدر تقول انه كان لدي هواية - لكن "مش "بشكل كبير- في ممارسة هذه المهنة، لكن الوالد كان معترضاً.

• لماذا؟
** لأنه كان يشغل هذه المهنة و"مش" معقول ان آتي أنا أو أي واحد من اخوتي ويحل محله وهو لا يزال حياً يرزق وقادراً على العمل.. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية -وكما قلت لك - والدي كان يريد أن نتعلم احسن تعليم.. وألا نركن جميعنا على هذه المهنة.

• فما الذي جعلك تحل محله في هذه المهنة عقب وفاته مباشرة؟
** شاءت الاقدار.

• كيف شاءت؟
** "شوف" والدي توفي بعد تنفيذه حكم الاعدام في حق شخص وكان ذلك في شهر رمضان، نفذ الحكم وهو صائم لأن تنفيذ الحكم تم صباحاً، وبعد الانتهاء من عملية الاعدام توجه إلى البيت وبدأ يشعر بتعب وألم، وفي تمام الساعة الخامسة بعد العصر من نفس ذلك اليوم توفي.

• ما نوع الألم والتعب الذي ألم به؟
** جلطة.

البديل فشل

• توفي والدك "رحمه الله" كيف شاءت الاقدار ان تحل محله في هذه المهنة وانت خريج محاسبة كلية التجارة؟
** لحظة.. الوالد توفي يوم الاربعاء شهر 9/2004م وكان معه تنفيذ حكم اعدام يوم السبت وحينها كنت انا أواصل دراستي في الجامعة وفي نفس الوقت كنت عسكرياً في الجوية خريج المعهد الفني، اتصلوا بنا على اساس ان صالح الطيب "الوالد" معه تنفيذ اعدام يوم السبت يعني معه "زبائن" وتفاجأوا ان صالح الطيب توفي.. وحدثت ضجة.

• لماذا؟
** أصلا لديه زبائن يوم السبت وهو توفي يوم الأربعاء والخميس والجمعة عطلة ولازم بديل والوقت ضيق.
• وطلبوا منكم البديل؟
** هناك ناس من داخل السجن المركزي "تقمروا" وقاموا بتنفيذ حكم الاعدام ولكن محاولاتهم فشلت.

• كيف؟
** يعني كان أداؤهم سيئاً.. ورفضهم ناس كثير.

• المسألة تنفيذ حكم اعدام اطلاق الرصاص في الشخص المحكوم عليه بالاعدام.. ما الذي جعل أداءهم سيئاً؟
** مسائل كثيرة اهمها الخوف.. ينفذ الاعدام وهو مرتبك وخائف، وهذا ينعكس سلباً على طريقة التنفيذ.. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة)..

• بمعنى ان هؤلاء الذين حاولوا ان يحلوا محل والدك لم يكونوا مهيئين نفسياً؟
** صحيح.. وبالتالي تواصلوا معنا، على اساس إذا فيه واحد منا يرغب في هذا العمل وهو مهيأ نفسياً ويحمل بعض صفات الوالد.

رشحتني الأسرة

• وكيف جاء الاختيار عليك.. هل انت اكبر اخوتك؟
** لا.. انا الثاني من بين اخوتي.. لكن تشاورنا فيما بيننا وكنت أنا من وجهة نظر افراد الأسرة الاقرب لهذه المهنة.. وبالفعل تم اختياري.

• ألم يكن لدى جهات الاختصاص ممثلة بادارة السجن المركزي أية شروط غير ان تكون مهيأً نفسياً؟
** أكيد هناك شروط وهي أن يكون "العشماوي" ملتحقاً بالشرطة وأنا حينها عسكري في الجوية "مش" في الشرطة، لكن عندما أتيت إلى هنا إلى السجن المركزي كان معهم تنفيذ حكم الاعدام بحق اربعة اشخاص، قمت أنا بتنفيذ المهمة واتقنت الأداء، وحينها سمعت مدير السجن وهو يقول ما شاء الله صالح الطيب ما يزال حياً.

• طبعا هو يقصد ان أداءك هو نفس أداء والدك؟
** نعم وكان جميعهم (قيادة السجن المركزي) يقولون بعد ان نفذت حكم الاعدام في الاربعة الاشخاص هذا الشبل من ذاك الأسد، وبعد ذلك قاموا هم بعمل الإجراءات القانونية لنقلي من الجوية إلى الداخلية.
2893 أعدمهم والدي

• كم نفذت أو كم اعدمت قبل ان تلتحق بالشرطة؟
** سبعة عشر تنفيذاً، قمت بها وأنا لا أزال في الجوية.

• ومنذ ذلك الحين 2004م إلى يومنا هذا 7 يوليو 2009م كم عملية اعدام نفذتها؟
** أكثر من مائة رجل.

• وكم من النساء؟
** امرأة واحدة.

• كم عدد الذين أعدمهم والدك أو بالاصح نفذ فيهم حكم الاعدام؟
** 2879 رجلاً.. و 14 امرأة.

• هل هناك امور غريبة واجهتك أو لاحظتها اثناء عملك؟
** ابرز الغرائب ان تحصل على شخص قلبه في الجهة اليمنى.

• وهل حصلت معك؟
** نعم .. حالة واحدة.

• كيف تعرف انت ان هذا الشخص قلبه في الجهة اليمنى؟
** أصلاً أنا وأي "عشماوي" لازم ينشل على القلب .. والقلب هو في الجهة اليسرى، لكن هذا الشخص الذي أنا على يقين ان قلبه موجود في الجهة اليسرى نشلت على قلبه وأطلقت عليه الرصاص لكنني وجدت قلبه لا يزال شغالاً مع ان قلب الإنسان ضعيف.. طلقه واحدة تنهيه.

• على هذا الأساس تولد لديك احساس بان قلب هذا الشخص موجود في الجهة اليمنى.. هل اخبرت قيادة السجن والطبيب.. هل تم اخضاع الجثة للفحص والتشريح؟
** لا .. ولكن استطيع ان أؤكد عقب التنفيذ إذا كان القلب غير موجود في الجهة اليسرى.

• هل صادف والدك رحمه الله مثل هذه الحالات.. هل اخبرك خصوصاً وانه استمر في هذه المهنة عقوداً؟
** نعم.

• كم حالة؟
** تقريباً اربع حالات.. ومن النادر ان تصادفك مثل هذه الحالات لأنها حالات استثنائية.. حتى الطب اقر احتمال وجود شخص قلبه في الجهة اليسرى، من بين عشرة آلاف شخص يأتي شخص واحد.

أعدم واؤرشف

• ما هي الاجراءات التي تتخذها قبل تنفيذ الحكم؟
** أولا لازم اطلع على الحكم كاملاً.. أطلع على البيانات كاملة، واعتقد انك قد لاحظت هذا الشيء بنفسك، الآن ونحن نستعد لتنفيذ الاعدام في حق مغتصب الطفل.. أنا اقرأ قضية الشخص وأطلع على جميع بياناته، حتى لو سألوني عن هذا الشخص بعد كم سنة هو في ذاكرتي بكامل بياناته.

• هل تكتفي بذاكرتك أم أنك تدون البيانات كتابة وتحتفظ بها؟
** أؤرشف كل شيء حتى على مستوى التوقيعات والوصية.

• هل بامكانك أن ترفض تنفيذ اعدام شخص ما وتطلب آخر يقوم بمهمتك؟
** لا.. الأمور ليست بهذه الشكليات.. ولماذا ارفض أصلاً طالما وانا انفذ حكم أقرته النيابة.. ولو افترضنا مثلا ان الوقت لم يسعفك لقراءة الحكم انت لا شك سوف تسمعه في الميدان، لأنه قبل الاعدام لازم يُتلى الحكم على المحكوم عليه، أنه صدر كذا وكذا وبمذكرة من فخامة الرئيس...الخ.

• لنفترض ان لديك شكاً في عدالة هذا الحكم وان الشخص المحكوم عليه بريء؟
** هذه الامور لا تؤثر علي لأنني فقط انفذ حكماً قضائياً.

عملي فريضة

• لنفترض انك لاحظت ما لم يلاحظه القاضي.. لاحظت مثلا من خلال حديثك مع الشهود أو ما إلى ذلك...؟
** "مقاطعاً" ممكن في هذه الناحية.. ممكن تؤثر علي، ولكن من ناحية اننا اتوجه إلى أولياء الدم وأصر وألح على أن يتم العفو.

• وهل مارست ذلك عملياً.. هل حاولت ان تصلح في أية قضية؟
** نعم.. وفي كثير من القضايا، وسأظل أحاول ما عدا في القضايا التي أجد ان هذا الشخص واجب قتله.. وان المراجعة عليه تعتبر حراماً.

• وهل هناك قضية سعيت فيها وحدث عفو من قبل أولياء الدم؟
** نعم في إحدى القضايا كان الحكم بالاعدام على اثنين.. وعندما كنا في الميدان مستعدين لتنفيذ الحكم تم العفو عن واحد منهم.

• متى أو عام كم؟
** عام 2005م.

• عقب أو بعد ان تنفذ الاعدام ألا تشعر بشيء من الغثيان أو القلق أو شيء من هذا القبيل؟
** أبدا.. بالعكس عقب كل عملية أحس، والحمد لله، وكأني أؤدي فرضاً واحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى واسأله عز وجل ان يكتب الاخلاص.

• صحيح أنك تقوم بتنفيذ حكم شرعي.. لكن هذه نفس تزهق على يديك وهذا لا شك أمر صعب نفسياً، وإذا كان هناك من يتأثر من مجرد مشاهدة الحدث فكيف بمن ينفذه.. بمن يقتل شخصاً؟
** أنا لا ارى أنني قتلت، هذا أولا.. ثانيا المسألة تحتاج إلى قلب قوي لدى من يمارس هذه المهنة "تنفيذ أحكام الاعدام" ولا يكفي ان يكون لديك قلب قوي فقط.. لا بد ان يكون لديك إيمان قوي وان تكون على قناعة تامة بأن ما قمت بعمله هو تنفيذ للشريعة، وأنك طالب الأجر به من الله سبحانه.

أترك قلبي خارج السجن

• اتفق معك ان "عشماوي" لا بد ان يكون صاحب قلب قوي لا يخاف ولا يتأثر بالعواطف.. ولأنك "عشماوي" فلا بد ان لديك هذا القلب.. هل أنت بذات القلب في تعاملك مع الناس خارج عملك؟

** الأمور ليست بهذه الفكرة التي تفكر بها أنت الآن.. على سبيل المثال الطبيب، الجراح يشطط ويقطع الحالة التي بين يديه إلى أوصال، وهو عندما يقوم بذلك لا شك انه صاحب قلب، لكن هل معنى ذلك أنه دموي وعنيف خارج عمله.. أو في تعامله مع الناس.. طبعاً لا، بل قد تجده ألين قلباً من غيره.

• ماذا عن تعاملك مع الناس خارج السجن؟
** أنا لا استطيع ان أحكي عن نفسي "مادح نفسه كذاب".

• لازم تحكي.. ما من أحد إلا ويعرف حقيقة تعامله مع الناس؟
** الحمد لله أنا أحاول ان اكون بعيداً عن مهنتي في كل شيء.

• لكن الناس ينظرون إلى "العشماوي" على انه إنسان بلا قلب.. فهل قلبك الرحيم يحضر بعيداً عن مهنتك؟
** الحمد لله.. الحمد لله.. لكن في حدود المتعارف عليه.

• كيف.. وضح هذه النقطة؟
** يعني هناك فرق بين الرحمة والذل، أنا اتعامل مع الناس.. مع الآخر أيا كان بقلب رحيم وليس بقلب "العشماوي" لكن مع الاحتفاظ بالكرامة، وأحب أن أوضح لك نقطة مهمة عندما أذهب عند ناس خارج حارتنا في أية مناسبة أو بدون مناسبة احرص دائما ألا يعرف أحد أنني "عشماوي".

• لماذا؟
** "يضحك" لأن مهنتي هي في السجن المركزي "مش" في الشارع.. أنا في خارج السجن واحد من افراد الشرطة.

تهامس الناس يزعجني
• هناك اسباب أخرى تجعلك تحرص على اخفاء مهنتك؟
** يا أخي هناك ناس، كما قلت أنت ينظرون لـ "العشماوي" نظرة غريبة.. فاذا ما عرفوا ان مهنتي "عشماوي" اجدهم يتهامسون فيما بينهم وأحس بذلك.

• مهنتك هذه "عشماوي" ألم تسبب لك إزعاجاً على الأقل في الحي الذي تسكن فيه.. هل مهنتك هذه وضعت بينك وبين الناس حاجزاً؟
** ليس في الحي الذي اسكنه لأنهم يعرفون طباعي وأخلاقي لكن الازعاج- كما قلت لك- عندما اذهب عند ناس لا يعرفونني، وعندما يعرفون أن مهنتي "عشماوي" يتهامسون فيما بينهم واعرف ذلك من خلال حركاتهم الغريبة ولا شك ان ذلك يسبب لي إزعاجاً.

• هل تعرضت لأي أذى من قبل أية أسرة نفذت انت حكم الاعدام في أحد افرادها؟
** لا.. لكن الحذر ولا الشجاعة.

شارب والدي

• كان والدك يمتاز دائما بحمل "القناصة" وبشاربه الكثيف، ولعل هذا ما جعله معروفاً بين الناس حيث بمجرد النظر إليه تعرف انه "عشماوي" ولكنني لا ارى أي اهتمام منك بالشارب "الشنب"؟
** الوالد رحمه الله له خصوصياته.. كان له شارب كثيف لكن بالنسبة للقناصة الوالد لم يكن يحمل قناصة.. والشارب الكثيف للوالد لا شك انه اكسبه هيبة، وفي نفس الوقت اكسبه شيئاً من الطرافة، فالوالد خارج عمله كان رحمه الله شخصاً فكاهياً مرحاً ولا تمل من الحديث معه، كان قلبه "منيدر" تسيل النكات من فمه.. صحيح انه بمجرد ان تراه تخاف منه ولكن بمجرد ان تتحدث معه تعرف حقيقته وقد لا تمل من الحديث معه.

• والدك كما قلت اعدم 2879 رجلاً و 14 امرأة.. هل كنت تحرص على الحضور معه وقت التنفيذ؟
** التنفيذات التي كانت تتم خارج السجن المركزي معظمها حضرتها.. وكنت انا الوحيد من اخوتي الذي احمل بندقيته عندما يعود إلى المنزل بعد التنفيذ.. كانوا في السابق ينفذون الإعدام في مركز البحوث أو في ظهر حمير وهي مناطق قريبة من منزلنا، وإذا لم احضر مع الوالد التنفيذ كنت القاه إلى الطريق.

• كيف تعرف ان الوالد سوف يمر من هذا الطريق التي سلكتها؟
** الوالد بعد تنفيذه الاعدام كان يعود إلى المنزل مشياً.

• لماذا؟
** لأن المنزل قريب.

• هل هذه البندقية هي نفسها التي كان ينفذ بها الوالد؟.
** نعم.. هي نفسها "يضحك" هذه البندقية قدي والفة على الدم.. والرصاصة منها لا تخرج إلا على "لحم"..
المرأة التي أعدمتها أذهلتني

• اعدمت الكثير من الرجال وامرأة واحدة.. كيف كان شعورك عند اعدامك المرأة؟
** هذه المرأة غير كل الناس، لقد حضرت أنا مع والدي حالة اعدام نساء وجميعهن كن يصرخن ويولولن وما إلى ذلك، وكنت اتوقع ان تصرخ هذه المرأة وتولول مثلهن بل وكنت اتوقع صعوبة.. صعب جدا ان تمدها للتنفيذ، لقد كان الوالد يواجه صعوبة عند اعدامه امرأة وكان يدخل معهن في مهاترات.. لكن المرأة التي نفذت فيها حكم الاعدام هي غير كل النساء.. هذه المرأة من خلال ملاحظاتي ذكورية جداً.. بل هي اعظم من الرجال طرحتها للاعدام بسهولة ولم تمانع ولم تطلق حتى صرخة واحدة.

• ما هي قضيتها؟
** قتلت زوجها وكل النساء اللواتي نفذ فيهن والدي حكم الاعدام قتلن ازواجهن.

• كم تتقاضى على العملية الواحدة؟
** هذه لا تقاس بالفلوس.. لأنها مسألة أجر وأجرة إذا فيه أخذنا وإذا ما فيش ما بش.

• في حالة أخذت ممن؟
** من أولياء الدم.

إلى هنا وتوجهنا أنا والعشماوي لتنفيذ حكم الإعدام في حق يحيى الرغوة قاتل ومغتصب الطفل وسنكمل الحوار بعد التنفيذ.

• "نعاود الحوار"..
اسمح لي الآن لم يمض على تنفيذك حكم الاعدام في حق قاتل ومغتصب الطفل سوى 10 دقائق ما هو شعورك ؟
** كيف تشوفني أنت.

• شيء من الارباك واضح على تقاسيم وجهك؟
** انت المرتبك أنت "قالها ضاحكا ثم عاد ليتحدث عن شعوره بعد تنفيذ الحكم" اسأل الله الأجر وشعوري هو شعور أي شخص خارج من أداء فرض.. خارج من المسجد بعد أدائه الصلاة.. ولا شك ان المؤمن عندما ينتهي من أداء فريضة يشعر بالراحة، فما بالك بقضية مثل هذه تمس مجتمعاً بأكمله.

• هل أنت مخير ان تغطي وجهك بقناع وقت التنفيذ حتى لا يتعرف عليك أحد ولا أحد يعرف من هو الشخص الذي نفذ الاعدام؟
** نعم.. المسألة ترجع إلى قناعتي لا أحد يفرض عليَّ ان اعمل لثاماً أم لا.

• ألم تفكر في أن تعمل لثاماً؟
** أبداً.. ابداً.

• وماذا عن والدك ألم يكن يعمل لثاماً؟
** أبداً.. وأنا الآن اتيمن بالوالد رحمه الله بل كان والدي بشاربه مميزاً ويعرفه الناس جميعاً.
أغرب وصية

• فهمت منك انك تؤرشف الحالات التي اعدمتها.. لماذا؟
** أؤرشف كل شيء، اسم الشخص وجميع بياناته.

• لماذا؟
** أوثق هذه الأمور لنفسي حتى ان بعض أولياء الدم يأتون إلى عندي يأخذوا الوصية.

• وما علاقتك أنت بالوصية؟
** لأنه يكتب في محضر تنفيذ الحكم وصيته.. وأي محضر تنفيذ من النيابة ضروري استلم منه نسخة.

• بشكل عام ما هي طبيعة الوصايا التي اطلعت عليها؟
** ديون.. ما هو له وما هو عليه.. معاشاته وما إلى ذلك.

• ما هي اغرب وصية لفتت انتباهك؟
** واحد أوصى لعياله ان يأخذوا بحقه.. ان يثأروا له.

• وهل تضمن محضر التنفيذ هذا الشيء؟
** لا.. لكن هي وصية شفهية، ولم نبلغ أولاده بهذه الوصية لانها قد تثير فتنة وتدخل أولاده في مشاكل هم في غنى عنها.

• بالنسبة لقاتل ومغتصب الطفل ما هي وصيته؟
** لديه وصية مكتوبة في محضر التنفيذ وحقيقة لا اتذكرها جيدا، لكن لديه وصية شفهية قالها لي أنا شخصياً.

• ما هي ؟
** اطلبوا لي العفو من أولياء الدم بعد موتي.. قلت له: أولياء الدم بمجرد تنفيذ الحكم ينتهي حقهم.. لكن اطلب العفو من المجنى عليه يوم القيامة.

• متى قال لك بهذه الوصية؟
** انا جلست معه دقيقتين قبل خروجنا من السجن للتنفيذ.

• ولا بد وان تنفرد بكل شخص قبل تنفيذ الحكم؟
** حسب الوضع.