اخبار وتقارير

الأحد - 26 سبتمبر 2021 - الساعة 08:20 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - تقرير - خاص


شكلت مدينة الحديدة أحد رؤوس مثلث حاد الزوايا تربط أضلاعه بين ثلاث مدن هي الحديدة - صنعاء -تعز وهذا القطاع من البلاد هو المجال الحيوي المتوكلي لعرش الإمامة ذات التوجه السلالي العنصري في اختراع كذبة البطون السلالية الحاكمة التي لم تمر على ذوي المعرفة والعقول الراجحة والنفوس الأبية .
وكانت شخصيات النظام الحاكم لا تغادر هذه المدن الثلاث فعلى سبيل المثال كان في أيام السفاح يحيى حميد الدين في صنعاء يعين قائد جيشه عبدالله الوزير حاكما عسكريا لتهامة ونجله احمد ولي العهد قلما يغادر لواء تعز .
في عام 1948 م
وقال باحثون ومؤرخون لتلك الفترة المظلمة التي جثمت على اليمن ثم عادت مرة أخرى لعوامل موضوعية ونزعات ذاتية أنانية قد قوبلت باستياء جماهيري واسع وعمل ثوري منظم من نخب المجتمع اليمني من سياسيين ومثقفين وعلماء كانت معظم تحركاتهم لا تغادر هذا المثلث الاجتماعي .
واضاف الباحثون أن حالة الرفض لحكم السلالة حتى من أبناء السلالة الأصل ظهر واضحا وشاهدا على تلك الفترة من تاريخ اليمن المعاصر فانجبت مدينة تعز ثوارا كما انجبت العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر و ممن انجبتهم الحديدة صالح محمد فتوح والذي ولد في مدينة الحديدة في سنة /1928م، وكان والده من أسرة شهيرة من بيت الفقيه عرفت بالثراء والعلم والإدارة و قد انسحب من مدينته بيت الفقيه عقب العدوان الامامي على مناطق تهامة وتصدي المقاومة التهامية، للجخافل الغازية واستقر بالحديدة .
وأشار الباحثون إلى أن الثائر الفتوح ممن نال العلم وتدرج في وظائف متعددة أخرها مراقب جمرك، درس صالح في المدرسة السيفية، وواصل دراسته العلمية لدى علماء الحديدة ومنهم خطيب جامع إسحاق الفقيه أحمد محمد مكرم في علوم اللغة العربية وأراد الوالد لولده المعرفة الحقة والتعليم الجيد فأرسل ولده كما أرسلت بعض العائلات من تهامة أولادها إلى عدن للدراسة في المدارس الحديثة فالتقى هناك بمجموعة من الأدباء والشعراء ومنهم أستاذه وصديقه لطفي جعفر أمان ومحمد عبده غانم ومحمد سعيد جراده .وغيرهم من الأدباء والمثقفين في عدن .
وأكد الباحثون أن المناضل عاد إلى تهامة، وأفتتح محلاً تجارياً بسوق الحديدة – وأراد أن يبتعد عن الأدب والأدباء إلا أن متجره سرعان ما تحول إلى ملتقى أدبياً ومنتدى لكل الأدباء بل وأصدر مجلة أدبية خطية أسبوعية سماها " منبر الأدباء" وعند حدوث حركة 1948م ظل يساعد المعتقلين مع صديقه الصيقل ويجمع المساعدات و يرسل بمساعداته للاخرار .
من ثوار تهامة في 26 سبتمبر
من جهتهم تتبع المؤرخون لمناضلي تهامة شخصيات شاركت بفاعلية في أحداث ثورة سبتمبر المجيدة في عام 1962 رغم أن الموثقين الرسميين لتلك الفترة قد اغفلوا غالبية من شاركوا في الثورة من أبناء تهامة وتجاهلوا دورهم الفاعل في أحداثها.
ونقل الباحثون أن من بين الثوار في الحديدة الثائر أبكر يوسف بيرو وهو من مواليد الحديدة بحارة الهنود المولود سنة / 1920م، الذي درس في مدرسة داخل السور، ثم انتقل إلى المدرسة السيفية، حيث تأثر بالأستاذ نشأت الجيلاني ومحمد الخلوصي وصغير سليمان حكمي وأحمد لقمان وأحمد الكتري، وتوظف في ميناء الحديدة وتولى رئاسة العمال والطبقات الكادحة وطالب بحقوق هؤلاء الكادحين واصطدم مع السلطات الإمامية، وتعززت قناعته بالظلم الفادح الذي حاق من السلطات الإمامية بارض تهامة،
وأكد الباحثون أن الثائر بيرو اغترب طالبا للعمل في السعودية ثم اشتغل بعدد من الأعمال التجارية، وجمع ثروة، عاد بها إلى وطنه تهامة، ودعا إلى الأفكار الثورية، وفر إلى عدن، وهناك أرتبط بأبناء تهامة وحركة المعارضة اليمنية وعلى رأسها الإتحاد اليمني، وسعى لتشكيل الإتحاد التهامي والرابطة التهامية وغيرها من الكيانات التي أوجدها للمطالبة بحقوق تهامة،.
واضاف الباحثون انه أصبح أحد أبرز أعضاء الإتحاد اليمني فرع عدن، ثم سافر للقاهرة ولكن السلطات المصرية ألقت القبض عليه وطرد بتحريض من الاتحاد اليمني فرع القاهرة، فعاد لعدن ومكث بها واشتهر بكتاباته عن معاناة تهامة ومطالبة الإمام أحمد بتحسين أوضاع التهاميين وتهامة،و جرى اعتقاله مرات عديدة في سجون السلطات الإمامية باليمن وتهامة،
واردفوا أن الثائر استمر على أفكاره الثورية حتى بعد الثورة وفي أوائل عام 1970م، أختطف ولا يعرف مصيره حتى الآن و، ترك مجموعة مقالات كلها عن تهامة والمطالبة بحقوقها وسبل تطويرها، و ذلك لميوله في المطالبة بما أسماه الحكم الذاتي الذي كان ومازال مرفوضا من أي سلطة جاءت إلى حكم البلاد .
يذكر أن مدينة الحديدة كانت محطة لاستقبال الدعم الأخوي المصري مما زاد في الزخم الثوري ضد نظام الإمامة السلالي وتقاطر الثوار والمتطوعون للانخراط في مهاجمة معاقل الإمامة وتم دحرها وإزالتها من على صدور اليمنيين وخاصة في تهامة التي سطرت اروع الملاحم والنضالات التي لاقت الممرات والاهمال في اسفار التاريخ السياسي اليمني لكن الفرصة قد جاءت من أجل انصافهم في المقاومة الجديدة التي أفشلت مع رفاق السلاح أبشع تجربة طائفية سلالية نقلت إلى اليمن .