اخبار وتقارير

السبت - 16 أكتوبر 2021 - الساعة 07:09 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - خاص تقرير

أقدمت الحكومة مؤخرا على اجراءات قالت إن الغرض منها إزالة التشوهات في العملة الوطنية التي كانت سببا لانهيارها مع حزمة الإجراءات الاقتصادية الشطرية المعاكسة التي أقدمت عليها المليشيات الحوثية لأوامر من طهران وخبرائها .

في المقابل فاقمت حكومة معين عبد الملك التشوهات الاقتصادية في تخبطها بشأن الاقتصاد دونما استشارة اي خبراء اقتصاد محليين أو دوليين وكان آخر قرار اقتصادي لها تعويم العملة المحلية لعدم القدرة على التحكم بالسوق النقدية بل وأقدمت على رفع القيمة الجمركية للدولار ماولد رد فعل جنوني بانهيار قيمة الريال أمام العملات الأجنبية ووصل الدولار لحاجز 1300 ريال وارتفاع السلع والخدمات والمشتقات النفطية تبعا لذلك بشكل أضر بالمواطن ما أدى إلى تدهور العملة بنسبة 180% قياسا إلى ما قبل عام 2014 م .

وقال مراقبون أن أزمات اقتصادية وخدمية تتصاعد وتيرتها نتيجة استمرار انهيار العملة، يتزامن ذلك مع تصاعد العجوزات المالية الحكومية والنقص الحاد في النقد الاجنبي بالإضافة لانخفاض الإيرادات خصوصا في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة في شمال اليمن، كـ مدينة مأرب، فضلا عن التذبذب في دفع مرتبات القطاع العام، الأمر الذي أدى إلى زيادة التضخم وساهم في تعليق الخدمات العامة المقدمة للمواطنين بشكل كبير ومنها خدمتي الماء والكهرباء.

وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن في تقرير سابق بعنوان تقييم الأضرار والقدرات: قد توقّع أنّ أكثر من 16 مليون يمني سيواجهون الجوع هذا العام - أي أكثر من نصف السكان - بينما يعاني من الجوع فعلًا ما يقرب من 50 ألف في ظروف تشبه المجاعة.

واضاف التقرير أنّ المجاعة لا ترجع لنقص الغذاء، ولكن لارتفاع تكلفة المنتجات المستوردة الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار السوق، مما يجعل الغذاء المتوفر بالأسواق صعب المنال بالنسبة لليمني العادي.

وشكك خبراء محليون في كفاءة وتخصصية الحكومة الحالية التي لم تنجز للاقتصاد والمعيشة اليومية اي شيء يذكر ما هيج الشارع اليمني ضدها في عدد من المناطق المحررة وأدى إلى مقتل ابرياء بسبب فشل سياسات حكومة الكفاءات التي صنفت بأنها غير كفوءة .

و قال الأستاذ المساعد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن الدكتور سامي محمد قاسم أن أداء الحكومة ضعيف وذلك لعدة أسباب منها؛ الحكومة ليست متخصصة ؛ تفتقر الحكومة لخطة عمل استراتيجية سواء قصيرة أو متوسطة الأجل وذلك لسببين الأول أنّ الحكومة لم تستطع تحديد الموارد وذلك يظهر من خلال عدم إعلان الحكومة موازنتها السنوية.

واصاف أن السبب الثاني، هو ضعف الأداء للمكاتب الحكومية وضعف التحصيل للموارد المالية المركزية أو المحلية بالإضافة لضعف أداء إدارة البنك المركزي وغياب الكفاءات في إدارته وانتشار الفساد المالي والإداري وضعف الأجهزة الرقابية وعدم وجود استراتيجية واضحة للأجور وضوابط تحدد كيفية الصرف.

وقال مختصون إن الحكومات المتعاقبة والرئاسة وقفت موقف المتفرج أو العاجز أمام ما يحصل من انهيار في قيمة العملة والتي وصلت لأدنى مستوى لها على الإطلاق حتى الآن بوصول الدولار الأمريكي إلى أكثر من ألف وثلاثمائة ريال330 ريالا يمنيا للريال.

ولخص الخبراء الاقتصاديون أهم العوامل التي أسهمت في انهيار العملة الوطنية والمتمثلة في تبديد موارد الدولة وعدم توريدها إلى حساباتها المخصصة في البنك المركزي اليمني في عدن، وغياب أي عملية ترشيد للنفقات العامة للدولة مع استمرار دفع جزء كبير من التزامات الحكومة بالعملة الصعبة وعلى رأسها رواتب المسؤولين القاطنين في الخارج.

وأكدوا أن غياب أي إرادة حقيقية لإدارة الملف الاقتصادي بكفاءة بشكل عام والتغاضي عن فشل الممسكين بزمام أمور الاقتصاد حتى الآن، إضافة إلى الصراع المحتدم بين مراكز قوى داخل صف الشرعية على خلفية مصالح ومنافع اقتصادية شخصية أسهم في تدهور قيمة الريال اليمني.
ونوهوا أن الأمر يرجع كذلك إلى غياب أي رقابة من قبل أجهزة ومؤسسات الدولة الرقابية مثل البرلمان وجهاز الرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد، مع استمرار عدم استقرار الحكومة داخل الوطن والإحساس بمشاكل المواطنين.

وانتقدوا بشدة عجز البنك المركزي وافتقاده لأدوات سياسة نقدية تتمتع بالكفاءة والنجاعة للحفاظ قدر الإمكان على قيمة العملة الوطنية.

وأكدوا أنه يمكن للبنك المركزي الحفاظ على قيمة العملة اليمنية وأن يسهم بشكل رئيسي من خلال ربط جميع فروع البنك المركزي بالمركز الرئيسي في عدن، وإلغاء حسابات المؤسسات الحكومية في البنوك التجارية وربطها بحساباتها المخصصة في البنك المركزي .

ويبقى الأمل معقودا على مؤسسة الرئاسة والأشقاء والمجتمع الدولي لانقاذ اليمن من مجاعة تضرب في بطون اطفال اليمن وسط عدم مبالاة من مجموعة لصوص يتحكمون في أقوات الملايين ولا يهتمون لنتائج قراراتهم التي اتخذتها عقولهم المتسخة بعوامل السياسة الفاشلة دونما رادع من ضمير أخلاقي يعيدهم إلى انسانيتهم للاحساس بالفقير عندما يعضه الجوع ويصرخ أطفاله بحرقة وألم من آثار المجاعة والمرض .