اخبار وتقارير

الثلاثاء - 18 يناير 2022 - الساعة 10:55 ص بتوقيت اليمن ،،،

أبوظبي

أكدت الإمارات الاثنين أنها تحتفظ "بحقها في الرد" بعد هجمات شنها المتمردون الحوثيون على أهداف مدنية العاصمة أبو ظبي بمسيّرات يعتقد أنها إيرانية الصنع.

وقالت وزارة الخارجية في بيان "دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم"، مؤكدة أن "هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب"، فيما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم الاثنين "تندد الولايات المتحدة بشدة بالهجوم الإرهابي في أبوظبي والذي أودى بحياة ثلاثة مدنيين أبرياء. أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم وسوف نعمل مع الإمارات والشركاء الدوليين من أجل محاسبتهم".

وجاءت تصريحات سوليفان بعد أن تبنى الحوثيون الاعتداء وتهديدهم بتنفيذ هجمات أخرى، داعين المدنيين إلى الابتعاد عن "المنشآت الحيوية"، في تصعيد كبير جديد في حرب اليمن التي تدعم فيها الإمارات والسعودية القوات الحكومية في مواجهة المتمردين.

وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية مساء الاثنين أنه بدأ شنّ غارات جوية على صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون بعد الاعتداء الذي استهدف العاصمة الإماراتية.

وتحدث أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في تغريدة على تويتر عن "اعتداء حوثي آثم على بعض المنشآت المدنية في أبوظبي"، معتبرا في الوقت نفسه أن "عبث الميليشيات الإرهابية باستقرار المنطقة أضعف من أن يؤثر في مسيرة الأمن والأمان التي نعيشها".

ونددت الإمارات مساء الاثنين بما وصفته بـ"اعتداء حوثي آثم" على منشآت مدنية في العاصمة بعد مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين في انفجار وقع الاثنين في ثلاثة صهاريج نقل محروقات، فيما عبرت دول عربية وغربية عن تضامنها مع أبوظبي وتنديدها بهجوم إرهابي يستهدف زعزعة استقرار المنطقة وأمنها.

وكانت وكالة أنباء الإمارات (وام) قد أفادت في وقت سابق بمقتل ثلاثة أشخاص جراء حريق وقع صباح الاثنين في منطقة مصفح آيكاد 3 بالقرب من خزانات أدنوك وأسفر عن انفجار ثلاثة صهاريج محروقات.

ونقلت الوكالة عن شرطة أبوظبي قولها، إن الحادث أسفر عن وفاة شخص من الجنسية الباكستانية وشخصين من الجنسية الهندية، إلى جانب إصابة ستة آخرين إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة.

وتشير التحقيقات الأولية إلى رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون طائرات بدون طيار في المنطقتين وقد تكون هي التي تسببت في الانفجار والحريق.

من جانبه قال المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان نقلته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة إنها "ستصدر خلال الساعات القادمة بيانا مهما عن عملية عسكرية نوعية نفذتها في العمق الإماراتي".

ويأتي هذا التطور بعد أسبوعين على استيلاء المتمردين اليمنيين في الثالث من كانون الثاني/يناير على سفينة "روابي" التي ترفع علم الإمارات في جنوب البحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة اليمنية

وكانت الإمارات قد قلصت وجودها العسكري في اليمن إلى حد كبير في 2019 لكن لا يزال نفوذها كبيرا من خلال قوات يمنية دربتها.

وفي الآونة الأخيرة انضمت القوات المؤيدة للتحالف التي تدعمها الإمارات إلى محاربة الحوثيين في محافظتي شبوة ومأرب المنتجتين للطاقة باليمن.

وفي العاشر من كانون الثاني/يناير، أعلنت قوات "ألوية العمالقة" اليمنية استعادة السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط في شمال البلاد من المتمردين.

وقد شن الحوثيون مرارا هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية كما سبق أن هددوا بمهاجمة الإمارات.

والاثنين أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، تدمير 3 طائرات مسيرة استهدفت المنطقة الجنوبية من المملكة العربية السعودية.

وأفاد التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إنه تم "اعتراض وتدمير 3 طائرات مسيرة أطلقت باتجاه المنطقة الجنوبية" مضيفا "نتابع تهديد هجمات عدائية باستخدام طائرات مسيّرة بالأجواء".

وأوضح التحالف "رصدنا ونتابع تصعيدا عدائيا باستخدام طائرات مسيّرة من قبل الحوثيين"، قائلا أن "عددا من المسيّرات المفخخة انطلقت من مطار صنعاء الدولي".

إدانات عربية ودولية

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هجوم الحوثيين على أبوظبي، فيما نددت قطر بشدة بالهجمات.

وقال المتحدث باسم غوتيريش "القانون الإنساني الدولي يحظر الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية"، مضيفا "يدعو الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع أي تصعيد وسط تزايد التوترات في المنطقة".

وتابع "يؤكد غوتيريش أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن ويحث الأطراف على الانخراط بشكل بناء ودون شروط مسبقة مع مبعوثه الخاص هانس جروندبرغ وجهود الوساطة التي يبذلها بهدف دفع العملية السياسية للتوصل إلى تسوية تفاوضية شاملة لإنهاء الصراع في اليمن".

وعبرت نائبة رئيس مجلس الأمن الدولي السفيرة النرويجية ترين هيميرباك الاثنين، عن "القلق العميق" بشأن الهجوم على مطار أبوظبي الدولي.

وقالت السفير النرويجية التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري "نحن قلقون للغاية بشأن هذا الهجوم ونتابع الموقف عن كثب".

وتابعت في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك "في الواقع لا توجد لدينا معلومات كاملة عن الهجوم ولا توجد أي طلبات رسمية بعقد جلسة رسمية"، مضيفة "هناك حاجة إلى إحراز تقدم في العملية السياسية لاسيما مع الأوضاع الإنسانية المتردية في هذا البلد".

وأكدت السعودية اليوم الاثنين أن ميليشيا الحوثي تقف خلف الهجوم الإرهابي على مطار أبوظبي، معربة في بيان صادر عن وزارة خارجيتها عن "إدانتها بأشد وأقسى العبارات، للهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار أبوظبي الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ونتج عنه عدد من الوفيات والمصابين"، مؤكدة "وقوف المملكة التام مع دولة الإمارات الشقيقة ضد كل ما يهدد أمنها واستقرارها".

 كما أوضح البيان أن هذا العمل الإرهابي يعيد التأكيد على خطورة هذه جماعة الحوثي الإرهابية وتهديدها للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وشددت الرياض على أنها مستمرة في التصدي لكافة المحاولات والممارسات الإرهابية لمليشيا الحوثي من خلال قيادتها لقوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن.

واعتبرت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية بتويتر أن "استهداف المنشآت المدنية والمرافق الحيوية عملا إرهابيا ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية".

وجددت موقف قطر الثابت من رفض العنف والأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية، معبرة عن تمنياتها لدولة الإمارات حكومة وشعبا بالأمان والاستقرار.

ووصفت خارجية البحرين في بيان الاستهداف بأنه "اعتداء إرهابي جبان وسافر على سيادة الإمارات"، مؤكدة تأييدها إلى "كافة الإجراءات التي ستتخذها الإمارات للتصدي لهذه الأعمال التخريبية".

وأكدت سلطنة عمان في بيان صادر عن الخارجية تضامنها مع الإمارات و"تأييدها في ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها"، معبرة عن "استنكارها وإدانتها للهجوم".

وأدان المغرب بشدة الهجوم الإرهابي الذي نفذته ميليشيا الحوثي على مناطق ومنشآت مدنية في العاصمة الإماراتية.

وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن "المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا تدين، بشدة الهجوم الآثم الذي شنته جماعة الحوثيين على المنشآت المدنية في الإمارات وتعبر عن استنكارها البالغ لاستهداف مدنيين وتضامنها المطلق مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في الدفاع عن سلامة أراضيها وأمن مواطنيها".

ونددت الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والبرلمان العربي كذلك بالاعتداء بوصفه هجوما إرهابيا يستهدف زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.

وأدانت الخارجية اليمنية في بيان "تصعيدا غير مسبوق واعتداءات إرهابية ممنهجة"، مؤكدة أن "ذلك يدل على تخبط المليشيات الحوثية المدعومة من إيران وإحباطها بعد هزائمها في جبهات القتال بمأرب وشبوة".

وأعربت مصر من جهتها عن تضامنها حكومة وشعبا مع الإمارات، حيث أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد على متابعة ما نُقل عن ميليشيا الحوثي غير الشرعية بشأن تنفيذ عملية نوعية في العمق الإماراتي، مؤكدا على إدانة القاهرة لأي عمل إرهابي تقترفه ميليشيا الحوثي لاستهداف أمن واستقرار وسلامة دولة الإمارات ومواطنيها ودعمها لكل ما تتخذه الدولة من إجراءات للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها.

وأدان رئيس الحكومة اللبناني الأسبق سعد الحريري في بيان اليوم الاثنين استهداف الحوثيين لدولة الإمارات "بمسيّرات إيرانية"، داعيا لوقفة عربية تحمي الخليج  وتوقف التمدد الإيراني.

وقال الحريري بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي "عندما تتمادى الميليشيات الحوثية في اعتداءاتها لتستهدف الإمارات العربية المتحدة، فهذا يؤكد أن أوامر العمليات في العدوان يتخطى تلك الميليشيات وقياداتها المحلية وأن مصدر الفتنة والفوضى والتخريب هو دولة تضمر الشر للبلدان العربية وشعوبها".

وأضاف "إنها مسيّرات إيرانية بامتياز استهدفت العاصمة الإماراتية ونفذت عدوانا مكشوفا على المجال الأمني العربي وعلى النجاح العربي في مختلف أوجه التقدم والانفتاح والحداثة".

واختتم بالقول "دولة فاشلة تريد دول المنطقة على صورتها فتلجأ لأدوات تخريب محلية لضرب المجتمعات العربية وإثارة الفتن بين أبنائها".

كما أدانت الجزائر الهجمات التي استهدفت اليوم الاثنين منطقة مصفح و مطار أبوظبي الدولي، معربة في بيان صادر عن وزارة خارجيتها عن خالص التعازي لعائلات الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.