الجمعة - 18 يوليو 2025 - الساعة 12:41 ص بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
كشفت الشحنة الإيرانية التي ضُبطت مؤخراً على يد قوات المقاومة الوطنية، عن تحول لافت في طبيعة ومستوى الدعم العسكري الذي تقدمه طهران لمليشيا الحوثي، وفقاً لما أكده المحلل السياسي عدنان الجبرني، الذي وصف العملية بأنها “الأخطر والأكثر أهمية” منذ اندلاع الحرب.
وفي سلسلة تغريدات نشرها عبر منصة “إكس”، أوضح الجبرني أن الشحنة لم تكن مجرد عملية تهريب تقليدية، بل حملت دلالات واضحة على تصعيد استراتيجي إيراني، تمثل في إدخال منظومات متقدمة، أبرزها صواريخ الدفاع الجوي من طراز “قائم 118″، وهي منظومة أعلنت عنها طهران رسمياً في فبراير الماضي، وتقوم بتهريبها للحوثيين تحت اسم “صقر 4”.
بتقنيات تمويه متقدمة.. كيف حاولت طهران تهريب أكبر شحنة أسلحة إلى الحوثيين؟
وأكد الجبرني أن هذا النوع من الصواريخ يمثل نقلة نوعية في مستوى المواجهة، نظراً لإمكانية إطلاقه من مركبات دفع رباعي معدّلة، ما يمنح الحوثيين مرونة تكتيكية أكبر وقدرة محسّنة على استهداف الطائرات المسيّرة.
وأضاف أن الشحنة ضمت أيضاً معدات متخصصة، من بينها محركات ضغط هواء وأجهزة حفر أنفاق ومعدات لبناء الملاجئ الجبلية، في مؤشر على أن الدعم الإيراني لم يعد يقتصر على التسليح، بل توسّع ليشمل تأسيس بنية تحتية عسكرية تحت الأرض، بأسلوب مشابه لما تنفذه طهران في جبهات إقليمية أخرى.
وأظهرت الصور المرفقة بالشحنة، بحسب الجبرني، أجزاءً من منظومات دفاع جوي حديثة، ما يشير إلى تركيز إيراني واضح على تعزيز القدرات الجوية للحوثيين، رغم محدودية فاعلية هذه المنظومات في حماية العمق الإيراني خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يأتي في إطار استراتيجية إيرانية أوسع تستهدف زعزعة الاستقرار الإقليمي، من خلال توظيف الحوثيين كورقة ضغط في ملفات متعددة. فإلى جانب تأجيج الصراع في اليمن، تسعى طهران إلى التغطية على أزماتها الداخلية وتصاعد وتيرة القمع، فضلاً عن محاولة تحسين موقعها التفاوضي مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد الضربات القاسية التي تلقاها برنامجها النووي مؤخراً.