اخبار وتقارير

السبت - 19 يوليو 2025 - الساعة 08:59 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعات


بحار فلبيني يكشف تفاصيل "الهجوم الحوثي الأخطر" على الملاحة في البحر الأحمر
في واحدة من أكثر الهجمات جرأة منذ تصاعد التوترات في البحر الأحمر، كشف بحار فلبيني نجا من قصف استهدف سفينة شحن يونانية عن تفاصيل ما وصفه بأنه “أكثر لحظات حياته رعبًا”، بعد أن باغتت قوارب حوثية مسلّحة السفينة التجارية “ماجيك سيز” بصواريخ وطائرات مسيّرة، وسط تصاعد خطير في الهجمات التي تهدد أمن الملاحة الدولية في المنطقة.

وفي شهادة أدلى بها لوكالة فرانس برس، سرد البحار — الذي طلب أن يُنادى بلقبه “كوكوي” — لحظات الذعر التي عاشها مع طاقم السفينة أثناء الهجوم الحوثي العنيف، مؤكدًا أن الطاقم اضطر إلى إخلاء السفينة وقضى ثلاث ساعات في عرض البحر قبل أن يتم إنقاذهم.

قال كوكوي، البالغ من العمر 38 عامًا، إنه كان يستريح في مقصورته عندما دوّى صوت القبطان عبر جهاز الاتصال الداخلي قائلاً: “نحن نتعرض للهجوم”، في وقت بدا فيه أن المنطقة قد شهدت هدوءًا نسبيًا خلال الأشهر السابقة.

وأضاف: “في البداية، ظننت أنها مجرد طرقات داخل السفينة، لكن سرعان ما أدركت أن هناك اشتباكًا مسلحًا… لقد كانت زوارق سريعة تحيط بنا من الجوانب والخلف، وكان قارب أكبر يحمل نحو 15 مهاجمًا يحاولون الصعود إلى السفينة”.

ومع بدء إطلاق النار، تحرك الطاقم — ومعظمهم من الفلبينيين — إلى “محطة التجمع”، وهي نقطة الطوارئ في وسط السفينة. “ساد الذعر، لكن كل منا كان يعرف ما عليه فعله، تصرفنا كما لو كنا على وضع القيادة الآلية”، حسب تعبيره.

بحسب شهادته، استخدمت مليشيا الحوثي خمسة صواريخ باليستية، صواريخ كروز، وثلاث طائرات مسيّرة في الهجوم، ما أدى إلى إصابة مباشرة في هيكل السفينة وتسرب المياه إلى داخلها. “بدأ الفيضان، فقررنا مغادرة السفينة فورًا. نشرنا قارب النجاة، وكنا 22 فردًا على متنه”.

وأوضح كوكوي أن الطاقم بقي ثلاث ساعات عائمًا في البحر الأحمر، قبل أن تنقذهم سفينة حاويات بنمية. “تلك كانت أطول ثلاث ساعات في حياتي… وجوه زوجتي وطفلي كانت تمر أمام عيني… كنت مقتنعًا أنني سأموت”، قال بصوت لا يزال يرتجف وهو يستعيد المشهد.

بعد يوم واحد من تلك الحادثة، استهدفت مليشيا الحوثي سفينة أخرى، “إيترنيتي سي”، وكان طاقمها بمعظمه من الفلبينيين أيضًا. تم إنقاذ عشرة من طاقمها، في حين لا يزال 15 في عداد المفقودين أو القتلى، في ما يُعد أحد أعنف الهجمات البحرية التي تبناها الحوثيون منذ مقتل ثلاثة أشخاص في مارس/آذار الماضي.

وتقول واشنطن إن الحوثيين يحتجزون عددًا من أفراد طاقم “إيترنيتي سي” رهائن، وهو ما أكدته تقارير عن اختطاف ستة بحارة فلبينيين، رغم إعلان المليشيات أنهم “أنقذوا” طاقم السفينة ونقلوهم إلى “مكان آمن”.

“أشعر برعب حقيقي على طاقم إيترنيتي سي”، يقول كوكوي. “نحن كنا محظوظين… أنقذنا جميعًا، لكن ما حدث لا يجب أن يعيشه أي بحّار”.

وختم حديثه بالدعوة إلى وقف استخدام الممرات البحرية المهددة في البحر الأحمر: “أرجو من مالكي السفن التفكير بمسارات بديلة. هذا الجحيم لا يجب أن يتكرر”.