صدى الساحل - خاص/محرم الحاج
توسعت في الآونة الأخيرة دائرة بيع الأدوية في البقالات ومحلات المواد الإغاثية بشكل ملفت، وتتضمن تلك الأدوية، أقراص المضادات الحيوية و البرستامول (المسكنات) وحبوب المعدة كالزنتاك واللوماك وفوار المسالك البولية والسلبادين، وبعض المراهم الخاصة بالإصابات الرياضية كالأورام وغيرها، وتسبب تردد الإقبال عليها بشكل عشوائي، بإصابة كثير من المواطنين بالعديد من المضاعفات ."حسب قول الاطباء".
يتم شراء الأدوية بالجملة من تجار الأدوية، وآخرون يشترون من الباعة المتجولين خصوصاً صنف نيوفيناك، وسولبافين، وفيتامين C وديكلوفين، و البرستامول البندول وغيرها من المهدئات بما فيها أصناف صدر تعميم بعدم بيعها وتناولها؛ نتيجة ارتفاع نسبة الكافيين فيها، لكنها تختفي من الصيدليات وتظهر في البقالات.
( ع.ص ،ٱ) ،صاحب بقالة يقوم بشراء الأدوية بما فيها المنشطات الجنسية من الباعة المتجولين وأحياناً من شارع الأدوية بالأجينات في مدينة تعز، لغرض توفير متطلبات الزبائن نتيجة الإقبال الكبير على شرائها خصوصاً في موسم الأمطار وانتشار الحميات في المدينة. .
ويقول صاحب بقالة آخر في منطقة صينة أنه يبيع الأدوية المهدئة بكل أنواعها وحبوب المعدة والفوار الخاص بالمعدة والأمعاء والمسالك البولية وقال إنه يحصل على تلك الأدوية من خلال باعة متجولين يحملون اكيسآ على ظهورهم يقومون ببيع الأدوية للبقالات.
أما محمد وهو عامل في البقالة ذاتها يفضل عدم بيع الأدوية في البقالة ولم يبدأ في بيعها كما قال إلا عندما كثر الطلب عليها من قبل أهل الحي مما دفع صاحب المحل لشراء الأدوية من الباعة المتجولين وبيعها في المحل...
واضاف : حاولت أكثر من مرة منعه من ذلك ولكنه رفض بحجة أننا في حالة لم نوفر كل ما يحتاجه المواطن سنخسر زبائننا.
المواطنة ام ليان تقول: كان والدها المرحوم حسن ، المصاب بالضغط والقلب يعاني من خمول شبه دائم، أوصاه أحد أصقائه أنه في إحدى بقالات حواري صينة تباع حبوب تبعد كل الخمول و تعيد نشاطه. تناول الحاج حسن، صباح اليوم الثاني، من تلك الحبوب لم يتم التعرف عليها، لكنه فارق الحياة بعد ساعة من شربها.
أم معتز هي الأخرى أعطت طفلها الذي لم يتجاوز العامين فوار سولبافين لثلاثة أيام متتالية اشترته من إحدى البقالات القريبة من منزلها لغرض تخفيف حرارته المرتفعة نتيجة الالتهابات، لكنه أصيب بالإغماء باشرت إسعافه إلى غرفة العناية المركزة بالمستشفى السويدي للأمومة والطفولة، لكن بعد فوات الأوان، قال لها الأطباء إن المهدئات أماتت أجزاء كبيرة من خلايا الدماغ وفارق الحياة بعد أيام قليلة.
الطفلة تيماء (7 أعوام) قبل شهرين تناولت المهدئات و الخلطات الطبية من ديكلوفين وسلبادين وفيتامين سي، لغرض تخفيف أعراض الزكام، لكنها كانت بمثابة السموم لا الدواء زارت الطبيب بعد ذلك في أحد مستشفيات المدينة لتتفاجأ أن هناك ضمورا جزئيا في الدماغ بسبب تلك الأدوية العشوائية
يقول أحد الصيادلة " طلب عدم ذكر اسمه " إن البقالات تقوم بصرف الأدوية بما فيها خلطات الزكام المكونة من ديكلوفين وسلبادين وفيتامين سي، كل ذلك يلحق أضراراً كبيرة خصوصاً إذا كان المريض يعاني من حمى الضنك وتلك الأدوية تساعد على هبوط الصفائح الدموية وقد تؤدي إلى الإغماء والوفاة.
ويضيف: إن بقالات تقوم بتخزين الأدوية بشكل عشوائي، كما تتدخل بصرف أدوية حتى للأطفالوكبار السن بما في ذلك المنشطات الجنسية المختلفة.
ويرى. صيدلي أخر عبد الفتاح "أن ما يقوم به أصحاب البقالات أمر عشوائي قد يؤدي إلى إصابة بعض المرضى بمضاعفات وهذا غير مقبول " حد وصفه "
أما الصيدلي ضياء فقد أكد على ضرورة معاقبة من يقومون بمثل هذه الأعمال الخطرة وحذر المواطنين من شراء الأدوية من أصحاب البقالات وذلك لكونهم لا يفقهون شيئاٍ في الطب
وقال: إن المشكلة هو بيع صاحب البقالة الدواء دون أن يعلم الجرعة المناسبة بحسب العمر أو إذا ما كان الدواء مضرآ كأن يكون المريض مصابآ بالمعدة أو السكر أو للمرأة الحامل والطفل وغيرها من الأضرار الصحية التي قد تؤدي للخطر في حالة البيع العشوائي.
و تعجب الدكتور فؤاد طبيب عام عند معرفته أن البقالات تبيع الكثير من أنواع الأدوية وقال: هذه جريمة كبرى فأنا دائماٍ أعترض على من يقوم ببيع وصرف الأدوية من الصيادلة غير المؤهلين كالعاملين بالخبرة داخل بعض الصيدليات وحاملي شهادة الدبلوم فكيف سيكون الحال بصاحب بقالة يتحول إلى طبيب يصرف الدواء بدون أدنى خبرة .
واضاف الدكتور فؤاد " ما يخيف هنا هو بيع المسكنات كا (البروفينيد ) للأشخاص الذين يعانون من قرحة في المعدة أو في الأثني عشر مما قد يسبب مضاعفات وهذا ما يحصل بالفعل لبعض المرضى بقرحة المعدة الذين تم إسعافهم إلى قسم الطوارئ أثناء عملي هناك...
وتابع حديثه بالقول : ليس هذا فقط فالمهدئات الفوارة تحتوي على مادة ( كوودايين ) وهذه المادة تؤدي إلى إدمان من يداوم على شربها بدون وصفة طبية وأثناء بيعها بعشوائية كما أنها تضر بالأم الحامل وتؤدي إلى مشاكل في قلب الطفل وعلى الحركات النفسية للأم.
وأشار الدكتور فؤاد إلى أن هناك أمراض قد تشتبه على الأطباء أنفسهم كالمغص الكلوي أو المعوي ويفهمها البعض أنها أملاح ويذهب لشراء فوار المسالك البولية من البقالة أو من صاحب الصيدلية بدون دراية منهم وهكذا يكون الضرر الصحي محققاٍ عندما يصرف الدواء شخص لا يعرف التشخيص..
وعن الفساد الطبي وظاهرة انتشار الأدوية المهربة والمزورة والمخاطر التي تسببها سنقوم بمشيئة الله تعالي بفتح هذا الملف ونشر تفاصيل مهمة حول هذا الوضع في سياق تحقيقاتها الصحفية القادمة.
" والله غالب علي أمره "