في ليلة عبقة بروح العروبة ومضيئة بوهج المجد فتحت الدوحة ذراعيها لتحتضن افتتاح بطولة كأس العرب في مشهد أبهر العالم ليس فقط بجمال التنظيم وبراعة الأداء بل بما حمله الحدث من رسائل عميقة عن الوحدة والهوية العربية..
كان الافتتاح لوحة فنية ناطقة رسمتها قطر بإتقان حيث امتزج التراث العربي الأصيل بروح الرياضة الحديثة..أصوات الأهازيج القديمة وألوان اللباس التقليدي ورائحة الأرض العربية المتنوعة كلها حضرت في مشهد لا يمكن أن يُنسى من المحيط إلى الخليج .. فقد شعر المشاهد العربي بأن هذا الحدث ليس مجرد انطلاقة لمنافسات كروية بل احتفاء بالجذور والهوية والانتماء..
الهندسة المعمارية للملعب العروض البصرية الموسيقى التراثية وتلك المشاهد التي استحضرت تاريخ العرب ومآثرهم جسّدت أن الرياضة ليست فقط لعبة بل جسر حضاري يوصل الحاضر بالماضي والمستقبل بالحلم..
ولعل أجمل ما في تلك الليلة هو ذلك الإحساس الجمعي الذي سكن القلوب حين بدا الوطن العربي وكأنه أمة واحدة تحت راية واحدة تهتف بلغة واحدة وتصفق لقيم مشتركة على الرغم من تباعد الجغرافيا وتعدد اللهجات..
كأس العرب في قطر لن تكون مجرد بطولة... ستكون قصيدة حب للعروبة ورسالة أمل بأن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا وأننا حين نريد نستطيع أن ندهش العالم وأن نستحضر من الماضي ما يضيء لنا طريق المستقبل..
