كتابات وآراء


الإثنين - 06 مايو 2019 - الساعة 10:47 م

كُتب بواسطة : نبيل الصوفي - ارشيف الكاتب


في قرى لم يصل مجرد اسمها في أذن أي مسؤول في دولة هادي، تجد الهلال الأحمر الإماراتي.

في جبهات هرب منها هادي أولاً وثانياً وثالثاً، يقف السلاح الإماراتي بيد المقاتل اليمني..

بالمال الإماراتي، يتجهز المقاتل اليمني الشارد من دولة الحوثي التي سلمها له هادي، بالسلاح والمأوى والسيارة والمدرعة والصاروخ.. والأهم من كل ذلك يجد بحواره مقاتلاً يتعامل معه كأنه شقيقه الأصغر.. لا يسمح له بالفساد ولا بالعبث ولا يدعي السيطرة عليه، فإن أصر اليمني على طريقة عمله تركه، المهم ابعد عني وبينك وبين اليمنيين أهلك وإخوانك “سدو”.

رأيت وايتات الماء داخل جبال بني يوسف في الحجرية.. ضمن مشروع سقيا للهلال الأحمر، ومن يعرف بني يوسف سيدرك المعنى، آلاف من الناس محشورون في زقاق جبلي، لا تدري لماذا لا يغادرونه لأرض غيره.. وهم واحدة من قلاع الإخوان المسلمين الذين لا تمر فرصة لهم إلا غذو الروح العدوانية ضد الإمارات.. ومع ذلك الصراع السياسي شيء، وخدمة الناس شيء آخر.. لم يوقف الهلال مده تعز القديمة بالدواء والغذاء حتى الآن، حتى الساعه.

آلاف المنظمات التي تهاجم التحالف عموماً والإمارات خصوصاً، تستلم المال من أي منظمة أمريكية أو بريطانية أو أممية وهي تراه إنجازاً عالمياً.. طيب هذا المال أيضاً جاء من التحالف ومن الإمارات، ولكن عبر العيون الزرقاء، لأنها أقدر على إقناعكم أيها العرب والمسلمين بالتباهي أنكم نشطاء، ولو كان لوليسجار عربياً لكان تلقى العار لكنه “غربي”، لم يتحدث عن جنسيته أحد..

تضيئ الإمارات قرى تهامة بالطاقة وبالمحطة.. وتبني المرافق.. وتوزع الطعام والدواء..

وترى آلاف السيارات الجديدة تجوب الطرقات.. وعشرات الآلاف من المنازل تبنى.. والمحلات تفتح، والأسواق تتحدث.. والأموال تتدفق، ضمن دورة ميدانية على الأرض يستفيد منها اليمن واليمنيون..

بالتأكيد، هناك من يتضرر من أي تحولات جديدة.. وحقه أن يسعى للحصول على حاجته، ولكننا في ظرف بلا دولة، كيف تريدون من دولة تتولاكم كأنكم تريدونها تدفع لكم “بدل سيادة”؟

هي نفسها تحاول البقاء بعيداً.. وتحاول أن تنفخ الروح في شرعية من رماد، ويأتي الوزير فيريد التصرف كأنه لا يزال قبل 2014.. في مصروف مثلما أشتي فأنتم أشقاؤنا، مافيش، فأنتم إذاً خرجتم عن الدور المرسوم وقدكم احتلال.. زيدوا الصرفة.

فرق كبير بين دعم لأجل قضية، وبين ارتزاق يحول الدعم كأنه حق مفصول عن الهدف..

فحتى من قيادات التحرير الميدانية، التي كل ما بيدها ومعها هو من الإمارات، لكنها في العمل تسترخي أمام قيم الفساد المحلية، معتقدة أنه ما دامت شريكة قتال فإذاً من حقها تعبث بهذه الأرض أو تلك وتتحول محاربة لأبناء المنطقة المحررة بالفساد نفسه التي اشتكت هي منه من قبل..

كلنا كيمنيين، كل واحد منا يريد يأخذ أهل قريته معه، كان من سنحان وإلا من يافع.. كان من ردفان وإلا كان من صبر..

وكل يمني عينه على فوارق العطاء، لأن المجتمع أصلاً يحمله فوق طاقته بمجرد أن يصبح مسؤولاً..

ولكن كل هذه مشكلات يمنية، لم تأت بها الإمارات..
ولا تستطيع هي أن تفعل لها شيئاً..

يمكننا أن نطالب الإمارات بالكثير والأكثر، ونقول هنا خطأ، وهذا نقص.. وهذا اختلال.. ولكن بعد أن نقدم نحن ما يخصنا، ما يتوجي علينا.. مسؤولونا موزعون في فنادق الفخامة، يعيشون بمال التحالف وبما تركهم ينهبونه من مال الناس والشعب والدولة، ثم يتشرطون..

من أين تأتي هذه الوقاحة؟
هذه بلادكم وأرضكم، لم تأت لها الإمارات إلا بعد أن فشلنا كلنا في التساكن والمعيشة والتشارك.. ولو لم تأت لما بقي طريق يمني ينعم به اليمنيون.
قد جربنا نحن الحديث عن عظمة الحوثي وأنه قائد المعركة الوطنية، وبدا أحقر من الحقارة نفسها..

وجرب كل طرف منا، طريقاً ولم يجد اليمنيون ميداناً يفرض عليهم في حدود النقاش والتعاون والعمل وفق المتاح لاستعادة أرضهم وسلطتهم إلا حيث كان للإمارات وجود..

بكل قصورها وأخطائها، هذي الدولة الصغيرة استعاضت بالفاعلية والصبر والإقدام فأثمر وجود شبابها على قلتهم الكثير والكثير..

طبائع المجتمعات تختلف.. ولو أتيت بالحضرمي في حاشد، ما قدر حد منهم يتفاهم مع الآخر..

وهذا مقتضى الآية {قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.. كل منكم له خصائصه النفسية والاجتماعية..
وإرثنا الذي يقول الثوار إنهم ثاروا عليه، هو ركام من فساد القيم العملية، إرث يتيح الفساد والمحسوبية.. إرث اجتماعي إمامي جمهورية قبيح، وأغلبنا حين يكون ضد الإمارات فهو فقط ضد تقاليد العمل التي تلتزم بها، أما لو صرفت علينا وتركتنا على هوانا فسيعبدونها عبادة.. كما يعبد بعضنا الأشقاء في السعودية الذين يدفعون الملايين للكبار ولا يصل للمواطن اليمني منها ولا حتى الفتات..

يحبونها لأنها تصرف ولا تطالبهم بأي التزام.. هذا إذا لم يكن بعض قياداتها تفضل عدم العمل بالمرة أصلاً، ضمن إرث دولة الخطابة والاستغلال الديني.. نصر الله عليها محمد بن سلمان ووفقه.

لكننا في معركة مصيرية.. آخر محاولات التماسك أو الانهيار..
وما لم نكبر على قدر المعركة سننتهي جميعا بما فيها عبدالملك هذا الملعون القابع في الكهف يهذرف بكلمات لا قيمة لها لو لم يكن بيده المال العالم لدولة صنعاء.. لاعتبروه الناس “دوشانا” يهرج في عرس.

اضافة:
منذ دخل أول جندي في جيش الإمارات المعركة مع إخوانه اليمنيين، في مواجهة وسخ السنين الذي كاد يكتم على نفس البلاد، لم يحقق الحوثي ولا انتصاراً واحداً.

‏المسألة ليست مالاً، بل طريقة عمل، قيم عمل.

‏احترموا هذه القيم، والتزموا بها تنتصروا أياً ما تكونون.
‏صححوا قيمكم.. تنتصروا.