صدى الساحل - كتب / عدنان حجر
شيئ محزن ومؤلم أن يتعرض طفل وطفلة في مديرية التواهي في العاصمة عدن لعضات حيوان برتبة ودرجة حمار غير ناطق وادعوا لهما بالشفاء العاجل والتام .ولأن من عضهم غير ناطق وغير عاقل وان كان قد ثبت أنه مسعورا فهو يستحق القتل حتى لايعض آخرين..
الذين تولوا مهمة اعدام الحمار لانه ارتكب جرما بحق طفل وطفلة وخافوا بأن لا يرتكب جرائم عض بحق أطفال آخرين لانه مسعور أن ثبت أنه مسعور ..هل سألوا صاحبه عما إذا كان لم يأكل وان جوعه دفعه لارتكاب ما ارتكبه لانه يستحيل أن يقول أنا جائع وان نهق معبرا عن جوعه فهو مزعج لأن انكر الاصوات صوت الحمير ..وقد يكون مريض نفسيا وانعكست تبعات الحرب عليه بعد أن طالت ملايين اليمنيين من البشر ..
وعلى فرض أنه مسعور فذلك من المؤكد أن شدة جوعه دفعه إلى فعلته فاستحق ماناله من اعدام رميا بالرصاص حتى الموت وهو مجرد حيوان حمار لا عقل له ولا فكر ولا ضمير ولا منطق ..
لكنه كان من حوالي 4000 سنة قبل الميلاد أهم أداة لأهم الحضارات في الشرق الأوسط القديم وتم إعدامه وهو الحيوان النافع للإنسان ..
وإذا كان هذا الحمار الحيوان قد فعل فعلته تلك فإن مئات الآلاف من حمير البشر من مسؤولين وتجار ولصوص ومجرمين وقتله وفاسدين قد عضوا وقتلوا وكسروا ونهبوا واعاقوا ملايين اليمنيين شمال اليمن وجنوبه وفي مقدمتهم اطفال ونساء بالجوع والبطالة والتسول والمرض والاهانة وسحقوهم بالاذلال ودفعوا بعضهم اإلى الانتحار نتيجة انعدام الرحمة والإنسانية وفقدان الضمير وانعدام الرعاية والاهتمام ومصادرة حقوقهم في العيش الكريم ورغم ذلك لم نسمع عن مسائلة أو محاكمة حمار واحد من حمير البشر في اليمن..
حمار التواهي اعدموه لانه مسعورا أن لم يكن جائعا أو مريضا نفسيا فإن سعار حمير البشر من كبار القادة والمسؤولين سيواصلون سعارهم لطالما لم يتحرك محاميا ولا قاضيا ولا منظمة حقوقية لفتح ملفات ملاحقتهم ومحاكمتهم لوضع حد لسعارهم الذي قد يكمل على ماتبقى من البسطاء والفقراء والشرفاء والرحماء من جميع طبقات وفئات المجتمع..
وتبقى المشكلة الكبرى في اعدام حمار التواهي , أن خبر إعدامه قد يجوب العالم وتتحرك جمعيات اصدقاء الحمير ومنظمات الرفق بالحيوان التي ستدين وتستنكر إعدامه وقد تطالب هذه الجهات حكومة اليمن بإدانة هذه الجريمة وربما تطالبها بمحاكمة مرتكبي هذه الجريمة أو تسليمهم لمحكمة الجنايات الدولية ..فماذا سيكون موقف حكومتنا من اعلانات ودعوات ومطالبات هذه الجمعيات والمنظمات برد الاعتبار لهذا الحمار وعدم المساس بأي حمار اخر من فصيلته ...
ورحم الله حمار التواهي الحيوان الاليف وشفى الله من عضهم هذا الحمار شفاءا تاما وعاجلا ولارحم حمير البشر من اليمنيين وغير اليمنيين ..
