اخبار وتقارير

الأحد - 17 أغسطس 2025 - الساعة 04:43 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - أبين



ألقت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين، جنوب اليمن، القبض على أحد أبرز مسؤولي شبكات التهريب الدولية، المرتبط بـ"مكتب سراج"، المتخصص في تهريب المهاجرين الأفارقة والاتجار بالبشر والممنوعات.

جاءت العملية بعد رصد دقيق لتحركات المتهم منذ وصوله إلى مطار عدن الدولي في 13 أغسطس، حيث كان يخطط للقاء مهربين محليين في الشريط الساحلي بمديرية أحور تمهيدًا للانتقال إلى صنعاء. وفي اعترافات موثقة بالفيديو، كشف المتهمون عن شبكة واسعة تقف وراء عمليات التهريب، يقودها قيادي حوثي بارز من محافظة صعدة يدعى صالح هادي هرمل، والذي وفر الدعم المالي والإشراف المباشر على النشاط.

حمد عبده توفيق، المقيم في مدينة شقرة الساحلية ويعمل في بقالة مواد غذائية، قال: "كنت أقدم خدمات غذائية وإيوائية للمهاجرين الأفارقة بعد وصولهم، بناءً على تكليف من هرمل. كنت أتلقى أموالًا بالدولار من صعدة عبر شركات صرافة محلية لتمويل تلك الخدمات".

أما المتهم عبد الله راشد علي الجراري، وهو عسكري في اللواء 314، فكشف أنه كان يستلم المهاجرين من شخص يُعرف بـ"الشيبة" – أحد أذرع القيادي الحوثي هرمل – ثم يقوم بتوزيعهم على "أحواش" ومزارع نائية بعيدًا عن الأنظار. وأكد أنه يعمل تحت إشراف عثمان المشيب، الذي يسلمه المبالغ المالية بالدولار ويعمل بأوامر مباشرة من هرمل. وأضاف الجراري أن عصابة محلية توفر الحماية للمهاجرين مقابل مبالغ مالية بالعملة الصعبة، بينما يتم التخلص من الذين لا يملكون أموالًا أو التصرف بهم بطرق أخرى من قبل عثمان المشيب وشخص يدعى حسام.

في السياق نفسه، تضمنت الاعترافات المصورة أقوال المتهم عثمان المشيب، المنحدر من محافظة صعدة، والذي يُعتبر "الدينمو المحرك" للشبكة في أبين، بحكم صلته المباشرة بالقيادي الحوثي صالح هرمل. أوضح المشيب أنه يعمل في محطة محروقات وبقالة مواد غذائية في منطقة "تمحن"، ويقوم بتموين المهربين بالوقود والمواد الغذائية، بالإضافة إلى تنسيق عمليات التهريب عبر البحر.

كشف المشيب تفاصيل دقيقة عن طرق التهريب، حيث يتم تحميل المهاجرين من سواحل جيبوتي (منطقة حيو) على قوارب صغيرة حتى وصولهم إلى سواحل أبين، ثم يجري التنسيق مع عصابة محلية لتأمين نقطة الوصول، ومن هناك يتم نقلهم إلى مناطق إيواء سرية قبل ترحيلهم تدريجيًا نحو صعدة. وأشار إلى أن "الشيبة" وأولاده يتولون الحماية للمهاجرين على الأراضي اليمنية حتى ضمان مرورهم بأمان.

عرضت الأجهزة الأمنية خلال التحقيقات ملفات تم ضبطها أثناء مداهمة أوكار المهربين في سواحل أبين، تضم كشوفات معاملات مالية ضخمة بالعملة الصعبة تصل قيمتها إلى ملايين الريالات، مما يؤكد أن شبكات التهريب المدعومة من الحوثيين لا تعمل بشكل عشوائي، بل ضمن منظومة مالية منظمة تديرها قيادات من صعدة.

أكدت الأجهزة الأمنية أن هذه الاعترافات تفتح الباب على مصراعيه لكشف شبكات التهريب التي تستغل السواحل اليمنية لنشاط إجرامي عابر للحدود، وترتبط بشكل مباشر بالحوثيين.

وصفت العملية بأنها ضربة قاصمة لهذه الشبكات، وتجسيد للجاهزية الأمنية العالية في أبين، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد ملاحقة متواصلة لبقية عناصر الشبكة.

دعت قيادة أمن أبين كافة المواطنين إلى التعاون والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بعمليات تهريب أو تجمعات غير قانونية، مشددة على أن حماية الأمن والاستقرار مسؤولية جماعية، وأن المرحلة المقبلة ستشهد ملاحقة حثيثة لبقية عناصر الشبكة.