الأحد - 07 سبتمبر 2025 - الساعة 09:03 ص بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - حياة جعدان
تشهد مدينة الحديدة والساحل الغربي منعطفًا بالغ الأهمية، حيث يتداخل الصراع المحلي مع حسابات إقليمية ودولية معقدة. ففي الوقت الذي تتعرض فيه المدينة لموجة اغتيالات تطال شخصيات بارزة، مثل الشيخ صالح حنتوس، في محاولة لتفكيك نسيجها الاجتماعي، تواصل جماعة الحوثي إعادة تموضعها العسكري في الجبال المطلة على البحر الأحمر، بهدف فرض معادلة ردع جديدة.
يُعدّ هذا التموضع جزءًا من استراتيجية أوسع لتوظيف البحر الأحمر كورقة ضغط، وذلك في ظل استمرار تهريب الأسلحة عبره، وهو ما يكشف عن استمرار التدخلات الخارجية التي تغذي الصراع.
سخط شعبي وجهود وطنية
في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وتصاعد القمع، يتزايد السخط الشعبي في الحديدة وتهامة، مما يجعله خزانًا للضغط السياسي. في المقابل، تبرز جهود القوى الوطنية في الساحل الغربي، وعلى رأسها المقاومة التهامية وقوات الساحل، التي تقوم بدور حاسم في حماية المدنيين ومكافحة تهريب الأسلحة. ويُعدّ دور العميد طارق صالح حاسمًا في محاولة إعادة ترتيب التحالفات الوطنية في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، تلعب المنطقة العسكرية الخامسة، التابعة للشرعية، دورًا مهمًا في الضغط على الحوثيين من الجهة الشمالية، ويُمكن للتنسيق بين هذه القوات أن يشكل جبهة موحدة تمتد من ميدي شمالًا إلى المخا جنوبًا.
تطلعات إقليمية وتنافس دولي
يولي مجلس التعاون الخليجي أهمية قصوى لأمن البحر الأحمر، لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب مواءمة مواقفه مع القوى المحلية على الأرض. يأتي هذا الاهتمام في ظل صمت أمريكي نسبي سمح بتوسع النفوذ الروسي والصيني، مما منح إيران هامشًا أكبر في دعم الحوثيين والحفاظ على نفوذها في الممرات المائية الحيوية.
تستميت إيران للحفاظ على موطئ قدمها في البحر الأحمر، مستخدمة الحوثيين كأداة استراتيجية لتعويض خسائرها والحفاظ على مصالحها الإقليمية، في وقت يتزايد فيه القلق من تقاطعات المصالح بين الأطراف المتصارعة.
الخاتمة والتوصيات
تقف الحديدة اليوم عند مفترق طرق: فإما أن يستمر الوضع الحالي من الصراع والفوضى، أو أن يتحول السخط الشعبي إلى قوة منظمة عبر التكتل الوطني، لتُصبح تهامة محورًا استراتيجيًا في إعادة ترتيب التوازنات المحلية والإقليمية، وحماية الممرات المائية الحيوية.
ولتحقيق ذلك، يوصي الخبراء بضرورة تفعيل دور التكتل الوطني، وتعزيز التنسيق بين القوى المحلية، ودمج الجهود العسكرية مع الدعم السياسي، مع إيلاء اهتمام خاص للمحافظات الاستراتيجية مثل ريمة وحجة، لضمان تحرير الحديدة واستقرار المنطقة.
حياة جعدان - المدير التنفيذي لمركز تهامة للدراسات والتنمية
