صدى الساحل - بقلم/مالك ناجي الشلح
#في مشهدٍ مأساوي يعكس حجم الإنحدار المؤسسي والقيمي، تفرق دم القَتيلةَ د.افتهان المشهري بين بنادق متقابلة للأمن والجيش، ومهاترات بين القيادات لحماية المصالح، وفرض النفوذ.
إمرأة قُتلت معها هيبة الدولة، وقيم الرجولة، ونخوة القبيلة، وشهامة المدينة التي تتغنى بمدنيتها، وهي عاجزة عن تقديم قاتلٍ إلى العدالة.
#والفضيحة ليست في الجريمة فقط ، بل في ما تلاها من إعاقة للحملة ألأمنية ،
وحماية المطلوبين بالسلاح الرسمي ، وقيادات تتراشق بالبيانات والتصريحات ،وشكاوى سابقة بالتّهديد أُهملت - والقانون يُرمى به خلف ظهْر بندقية الانتماء والولاء.
#إذا لتسقط كل الشعارات، فمدينةٌ تُغتال فيها إمرأه ليست مدينة... بل خرابٌ مدهون بلون مدني، ومسرح يدار بالولاء لا بالقانون.
#إن دم افتِهان المشهري هو الامتحان الأخلاقي الحقيقي لمدينة تعز، وما لم يتحقق فيه القصاص العادل، فالكل شريك في الجريمة،من في السلطة ومن قتل، ومن تأآمر ومن تستر، ومن حرض، ومن ضلّل، ومن ساوم.
فلا كرامة لمدينةٍ تُغتال فيها النساء، ثم تدفن معها الحقيقة وتضلل فيها العدالة .
#منذ لحظة اغتيالها، لم تتوقف المدينة عن الكلام… لكنه ضجيج بلا عدالة.
تعددت البيانات، وتضاربت الروايات، وتوالت التصريحات المتناقضة من الجهات المسؤولة، لا لكشف الحقيقة، بل لتمييعها.
#حرب البيانات هي لتحريك الرأي العام ليتوه بين من صدق، ومن كذب، ومن لعب على جراح الناس.
#يعني هذ توفير الوقت لتهريب القاتلين ، وتمكينهم من الفرار، مع تحذيرهم مسبقًا،
"#اما مسرحيات القبض مجردكوميديا سوداء تنتهي كل مره بهروب القاتلين"، رغم أن مكانهم معلوم، ونفوذهم واضح.
#من جانب آخر، تُمارس ضغوط على أسرة القتيلة، لإجبارهم على المصالحة والتنازل، لقبول أبسط الحلول ، تحت وعودهزيلة، وتهديدات مبطّنة،
#مالم يحاسب القاتل ويُفضح المتواطئ وتُكسر بنادق الحماية الزائفة لن تكون هذه الجريمة الأخيرة في تعز بل سابقة تشرعن الجرائم اللتي ستليها.