الأحد - 16 نوفمبر 2025 - الساعة 10:06 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
تجدد دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم حضورها العالمي في نشر قيم التسامح، باحتفائها بـ�اليوم الدولي للتسامح�، الذي أقرّته الأمم المتحدة في 16 نوفمبر من كل عام. ويأتي هذا الاحتفاء ليؤكد مكانة الدولة كأحد أبرز النماذج الدولية في ترسيخ ثقافة التعايش واحترام التنوع، مستندة إلى سجل حافل بالمبادرات التي جعلت من الإنسان محوراً لسياساتها.
منذ تأسيسها عام 1971، تبنت الإمارات نهج السلام خياراً استراتيجياً، ورسخت في الداخل والخارج صورة الدولة الداعية للحوار، والرافضة للتعصب والكراهية، وما لبثت أن تحولت إلى مركز عالمي للقاءات الدبلوماسية وملتقى للحوار بين الحضارات الشرقية والغربية. ويجسّد هذا التوجه رؤية قيادتها الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي جعل من تعزيز السلم أحد ثوابت السياسة الإماراتية.
ومع مرور العقود، أضحت الإمارات دولةً حاضنة لتنوع بشري يزيد على 200 جنسية تعيش على أرضها بتناغم وكرامة، بفضل منظومة قانونية تحمي الحقوق وتجرّم الكراهية والتمييز، وترسخ نموذجاً ملهماً للتعايش.
منجزات راسخة لدولة السلام
امتداداً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، قامت الدولة بتشييد بنية مؤسسية وفكرية تعكس نهجه الإنساني. فأطلقت قوانين وبرامج تعزز التسامح، مثل قانون مكافحة التمييز والكراهية، والبرنامج الوطني للتسامح، وأسست مراكز رائدة في مكافحة التطرف حول العالم.
كما قدمت الإمارات للعالم وثيقة �الأخوة الإنسانية�، التي شكلت إطاراً عالمياً جديداً يستهدف بناء مجتمع دولي متسامح، يقوم على احترام التعددية والحقوق الإنسانية المشتركة.
وزارة للتسامح.. الأولى من نوعها عالمياً
في خطوة غير مسبوقة، استحدثت الإمارات في عام 2016 وزارة للتسامح، لترسيخ قيم التعددية والقبول بالآخر، وجعل التسامح ممارسة مؤسسية. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن الإمارات لا تقبل الكراهية ولا التمييز، وأن هذه القيم متجذرة في المجتمع منذ القدم، فجاءت الوزارة لتدعم هذا الإرث وتطوره.
واعتمد مجلس الوزراء في العام ذاته البرنامج الوطني للتسامح، القائم على سبعة مرتكزات بينها الإسلام المعتدل، والدستور الإماراتي، وإرث زايد، والمواثيق الدولية. ويستهدف البرنامج الأسرة والشباب والمؤسسات التعليمية والمجتمعية، لبناء مجتمع يحصّن نفسه من التطرف والعنف.
إلى جانب ذلك، أسست الدولة كيانات دولية مهمة مثل �مركز هداية� لمكافحة التطرف العنيف، و�مجلس حكماء المسلمين�، و�المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة�، وكلها تشكل أذرعاً فاعلة للدبلوماسية الإنسانية الإماراتية.
مجلس حكماء المسلمين.. منصة لترسيخ السلم
منذ تأسيسه عام 2014 في أبوظبي، برز �مجلس حكماء المسلمين� كأول هيئة مؤسسية تهدف إلى جمع علماء الأمة وتوحيد جهودهم لتهدئة النزاعات، والتصدي للتطرف، وبناء جسور الحوار بين الشرق والغرب. ويعد المجلس اليوم مرجعاً دولياً في المبادرات التي تعزز السلم الأهلي والتعايش بين الشعوب.
جامع الشيخ زايد الكبير.. رمز عالمي للتقارب الثقافي
أصبح جامع الشيخ زايد الكبير أيقونة حضارية عالمية، وجسراً للحوار بين الأديان والثقافات. لم يقتصر دوره على كونه صرحاً عمرانياً مميزاً، بل تحول إلى منصة لنشر قيم الوسطية والتسامح، مستقطباً ملايين الزوار سنوياً من مختلف أنحاء العالم. واحتضن الجامع لقاءات تاريخية، أبرزها اللقاء الذي جمع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس، ضمن �ملتقى الحوار العالمي حول الأخوة الإنسانية�.
المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة
منذ تأسيسه عام 2018، يعمل المجلس على تمكين المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية من الاندماج الإيجابي، وتعزيز الاعتدال، والتصدي للأفكار المتطرفة. ويهدف إلى بناء صورة واقعية للإسلام كدين يدعو إلى السلام والانفتاح، بعيداً عن الخطابات المتشددة.
المعهد الدولي للتسامح وجائزة محمد بن راشد
في 2017، أُطلق المعهد الدولي للتسامح ضمن مبادرات محمد بن راشد العالمية، ليكون منصة بحثية وتوعوية ترسخ قيم التسامح بين مختلف الشعوب. كما استحدثت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح لتكريم المبادرات والأفراد في مجالات الفكر الإنساني والفنون والمشاريع الشبابية والإعلام الجديد، تقديراً لجهود نشر ثقافة التعايش.
منتدى أبوظبي للسلم
منذ انطلاقه، حمل المنتدى رسالة قائمة على تعميق مفهوم السلم في الإسلام، ودراسة جذوره الفقهية والتاريخية، ومن ثم توسيع دوائر الحوار والنقاش العلمي حول قيم التسامح والعيش المشترك.
جائزة زايد للأخوة الإنسانية
أُطلقت الجائزة عام 2019 تخليداً للقاء التاريخي الذي وُقّعت فيه �وثيقة الأخوة الإنسانية� في أبوظبي، وتحتفي الجائزة بالأفراد والمؤسسات حول العالم ممن يمثلون قدوة في العمل الإنساني والسعي لتقريب البشر وتجاوز الانقسامات.