محافظات

الثلاثاء - 25 نوفمبر 2025 - الساعة 06:15 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - مأرب - أحمد حوذان

لم تعد قصص النساء في مأرب مجرد شهادات على معاناة الحرب، بل تحولت إلى نماذج مُلهمة لرحلة نهوض اقتصادي ورقمي واجتماعي تقودها مبادرة “المساحات الآمنة للنساء”. وفي البازار السادس، الذي افتتحه وكيل محافظة مأرب عبدالله الباكري، برزت هذه المساحة باعتبارها مصنعاً صغيراً للأمل، تُعاد فيه صياغة حياة النساء المتضررات من النزوح والعنف، ويُعاد تعريف دور المرأة في بيئة ما زالت تلتقط أنفاسها من تبعات الصراع.

تحت شعار "معاً لدعم منتجات النساء وتمكينهن اقتصادياً"، جاء البازار ليعرض آلاف المنتجات الحرفية والغذائية والتقنية، مقدماً صورة واضحة لمدى اتساع أثر التدريب والدعم النفسي والقانوني الذي تقدمه جمعية الوصول الإنساني بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان. وخلال الافتتاح، أكد الوكيل الباكري التزام السلطة المحلية بدعم برامج التمكين، فيما شدّد مدير المشروع عبدالله جابر على ضرورة وجود سوق دائم لمنتجات النساء، محذراً من أن غياب منصة تسويقية ثابتة يعرقل استدامة هذه الجهود.

ومن أكثر أركان البازار لفتاً للانتباه، ركن “الحماية من الابتزاز الإلكتروني”، حيث برزت الشابة أسماء شرهان كنموذج لتحول استثنائي؛ فمن امرأة نازحة لا تمتلك الكثير، إلى فنية صيانة هواتف تقدّم للنساء خدمة آمنة تحفظ خصوصيتهن. تقول أسماء: “المرأة تحتاج مكاناً تثق به… ونحن هنا لهذا الدور.”

وفي زاوية أخرى، تقف أم صدام حسين أمام منتجات النقش التي تعيل بها أسرتها، مؤكدة أن العمل هو طريق المرأة نحو الثبات، مهما كانت قسوة الظروف.

أما الجانب النفسي، فقد قدّمته الأخصائية بغداد بوصفه العمود الأساس لبناء هذا التغيير، مشيرة إلى أن هذه الإنجازات خرجت من تجارب قاسية، لكنها أثمرت قوة غير عادية. وبدورها، أوضحت المدربة شادية أن معايير الاستهداف تُطبق بدقة لضمان وصول الدعم إلى النساء الأشد احتياجاً.

ومع ختام البازار، تبدو مأرب ليست فقط مدينة نزوح… بل ساحة ولادة أمل، تُعيد النساء فيها بناء المستقبل من جديد.