الخميس - 04 ديسمبر 2025 - الساعة 09:35 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - الحديدة
تعيش مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، تحت وطأة كارثة صحية متصاعدة مع الانتشار المتسارع لمرض الملاريا والحمّيات، في ظل طفحٍ واسع لمياه الصرف الصحي وتحوّل الشوارع إلى مستنقعات راكدة تُفرخ البعوض وتُنذر بتفجّر وبائي يطال جميع الفئات.
وأطلق سكان عدة أحياء نداءات استغاثة عاجلة للسلطات المحلية الحوثية، محذرين من تفاقم الوضع بعد أن باتت المستنقعات المكشوفة بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، وسط غياب كامل لأي تدخلات ميدانية.
وأكد الأهالي أن الخطر الصحي لم يعد محصوراً على السكان، بل امتد بشكل مباشر إلى طلاب المدارس الذين يضطرون يومياً لعبور طرق ملوّثة بمياه الصرف الصحي، ما يعرّضهم للإصابة بالملاريا والأمراض الجلدية والتنفسية ويكشف حجم الإهمال الذي تعاني منه المدينة.
وفي خضم هذه الأوضاع، طالب المواطنون سلطات الحوثي في الحديدة باتخاذ خطوات عاجلة، تتصدرها حملات شفط فورية لإنهاء طفح المجاري في الأحياء المتضررة، وتنفيذ رشّ واسع للمبيدات في المناطق السكنية ومحيط المدارس، إلى جانب إصلاح شبكة الصرف الصحي ومعالجة الانسدادات المزمنة، وتوفير بيئة آمنة للطلاب بعيداً عن مصادر التلوث، فضلاً عن محاسبة الجهات المقصّرة التي تخلّفت عن أداء واجباتها الخدمية.
وأشار مواطنون وناشطون محليون إلى أن الأسابيع الماضية شهدت قفزة مقلقة في إصابات الملاريا داخل الحديدة، بالتزامن مع تراجع حاد في خدمات النظافة والصرف الصحي، ما سمح بانتشار الحشرات والبعوض في الأحياء السكنية على نحو غير مسبوق.
وشدد الأهالي على أن “صحة الناس وأطفالهم مسؤولية لا تحتمل التأجيل”، داعين سلطات امر الواقع للتحرك الفوري قبل أن تتوسع رقعة المرض وتتحول الحديدة إلى بؤرة وبائية يصعب السيطرة عليها.