الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - الساعة 08:38 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - شبوة
طهرت فرق مشروع “مسام” لنزع الألغام مواقع أثرية بارزة في محافظة شبوة، بعد أن حولتها مليشيا الحوثي الإرهابية إلى حقول موت وزرعت فيها المتفجرات والخنادق خلال سنوات الحرب، في محاولة لتدمير إرث حضاري يعود إلى مملكة قتبان القديمة.
وأكد مكتب “مسام” الإعلامي أن الفرق الهندسية تمكنت من تأمين مدينة تمنع الأثرية في مديرية عسيلان، وهي العاصمة التاريخية لمملكة قتبان وتضم أحد أقدم النصوص القانونية والتجارية في التاريخ، إضافة إلى مقبرة حيد بن عقيل والممرات التجارية القديمة التي ربطت شبوة بمناطق يمنية وخارجية.
وأوضح خيران الزبيدي، مدير عام الهيئة العامة للآثار في شبوة، أن المواقع الأثرية واجهت تهديدين متلاحقين: الإهمال الطويل ثم الدمار الممنهج الذي أحدثته مليشيا الحوثي، حيث جرفت أساسات المباني الأثرية وحولت مدينة تمنع إلى تحصينات عسكرية وزرعت الألغام والمقذوفات في أرجاء الموقع، ما أدى إلى تدمير أجزاء من المعالم ومخازن القطع الأثرية.
وأشار الزبيدي إلى أن تدخل “مسام” جاء بشكل عاجل لإنقاذ الإرث التاريخي، مؤكداً أن عمليات التطهير شملت تمنع، حيد بن عقيل، وهجر الصفرا، وهو ما أتاح للبعثات الأثرية والجهات المختصة إمكانية استئناف الدراسات والبحوث بأمان بعد توقف طويل بسبب خطر الألغام.
وتندرج هذه الجهود ضمن رؤية “مسام” الرامية إلى حماية المدنيين وصون الهوية التاريخية للشعب اليمني، خاصة بعد إدراج مدينة تمنع على القائمة التمهيدية للتراث العالمي لدى اليونسكو.
ومع ذلك، شدد الزبيدي على ضرورة استمرار عمليات التطهير لتشمل جميع المواقع الملوثة في شبوة، مؤكداً أن حماية هذه الشواهد الحضارية واجب وطني وإنساني.
وتعد إزالة الألغام في اليمن انتصاراً يتجاوز مواجهة خطر المتفجرات، إذ يمثل إعادة إحياء لتاريخ إنساني كاد أن يُطمس تحت ركام الحرب الحوثية، وفتح صفحات حضارية جديدة أمام الباحثين والأجيال المقبلة.