صدى الساحل - مأرب - أحمد حوذان
أقامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في محافظة مأرب، طاولة مستديرة استمرت ليومين، جمعت أكثر من عشرين صحفياً وصانعي محتوى من مختلف الوسائل الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، ضمن برنامج يهدف لتعزيز فهم مهمة اللجنة والقانون الدولي الإنساني، وترسيخ مبادئ الصحافة الإنسانية، وتطوير مهارات التحقق من المعلومة في ظل اتساع رقعة التضليل الإعلامي في أوقات النزاعات.
وفي افتتاح الفعالية، رحّب كوزيمو ريتشارد، القائم بأعمال مدير فرع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مأرب، بالمشاركين، مؤكداً أن الصحفيين ومؤثري التواصل يلعبون دوراً محورياً في تشكيل وعي المجتمع، خصوصاً خلال فترات الأزمات عندما تصبح الكلمة الدقيقة وسيلة حماية وليست مجرد ممارسة مهنية.
وقال ريتشارد في كلمته إن مبادئ الحياد والموضوعية والاستقلال التي يقوم عليها عمل اللجنة الدولية تُعد ركيزة للحضور الإنساني الفاعل في مناطق النزاع، مشدداً على أن دقة المعلومات ليست ترفاً صحفياً، بل ضرورة أخلاقية يمكن أن تمنع تصاعد التوترات أو المساس بسلامة المدنيين. وأشار إلى أن جلسات الورشة المخصصة للتحقق من الحقائق تأتي استجابة لتحديات انتشار الشائعات والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية بوتيرة متسارعة في المنطقة.
ومن جانب السلطة المحلية، أكد وكيل أول محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح أهمية انعقاد هذا البرنامج في مرحلة حساسة تشهدها البلاد منذ أكثر من أحد عشر عاماً، حيث يلعب الإعلام دوراً محورياً في حماية المجتمع من الإشاعات وتوجيه الرأي العام نحو الحقيقة.
وأشار مفتاح إلى أن بيئة النزاع، إلى جانب انتشار الأمية ومحدودية الوعي الإعلامي، تجعل المجتمع عرضة للدعاية والتضليل، مما يضع مسؤولية كبيرة على الإعلاميين والمؤثرين لتقديم معلومات دقيقة وبناءة تسهم في حماية النسيج الاجتماعي. وأشاد بدور اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال السنوات الماضية في مأرب، ودعمها المتواصل في مجالات الاستجابة الطارئة، والزراعة، والتعامل مع الكوارث.
وأكد الوكيل أن بناء الأوطان مسؤولية مشتركة لا تقتصر على المؤسسات الحكومية، بل تشمل الإعلاميين الذين يحملون رسالة الكلمة الحقيقية، مثمناً جهود المشاركين وحضورهم وتفاعلهم مع البرنامج، ومشيراً إلى أن معظمهم يعملون ميدانياً ويشكلون إضافة مهمة في معركة الوعي.
واختُتم اليوم الأول من الطاولة المستديرة بمناقشات موسعة حول أفضل الممارسات في سرد القصص الإنسانية، وضوابط النشر خلال النزاعات، وكيفية موازنة السرعة مع الدقة، فيما يتواصل البرنامج في يومه الثاني بجلسات تطبيقية وأدوات للتحقق من المعلومات قبل نشرها