اخبار وتقارير

الخميس - 18 ديسمبر 2025 - الساعة 09:13 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - وكالات

أفاد تقرير لموقع (ذا ميديا لاين) The Media Line الأمريكي بأن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تصعّد من وتيرة القمع الداخلي في مناطق سيطرتها، عبر توظيف تهمة “التجسس” كسلاح سياسي وأمني يهدف إلى إخضاع المجتمع وترسيخ نموذج حكم طائفي قائم على التخويف وشيطنة الخصوم.

وذكر التقرير أن الجماعة تستثمر في خلق سردية أمنية مغلقة، تغذّيها هواجس متزايدة عقب الضربات الإسرائيلية، ما أسهم في تعزيز ما يشبه “جنون العظمة” داخل بنيتها القيادية، ودفعها إلى التعامل مع الداخل اليمني بوصفه ساحة تهديد دائمة، لا مجتمعًا يحتاج إلى إدارة وخدمات.

ونقل التقرير عن الباحثة الإيطالية إليونورا أرديماني، الباحثة الأولى في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أن الحوثيين نجحوا في دمج الأيديولوجيا الطائفية بالأجهزة الأمنية وآليات الحكم، بحيث تتحول مزاعم التجسس إلى أداة شرعنة للقمع، وتبرير للاعتقالات، وإحكام للسيطرة عبر بث الخوف في أوساط السكان.

وأشار التقرير إلى استمرار الجماعة في احتجاز موظفين يمنيين حاليين وسابقين على صلة بالبعثة الأمريكية، وهي خطوة أدانتها وزارة الخارجية الأمريكية في 11 ديسمبر/كانون الأول، معتبرة إياها احتجازًا غير قانوني يعكس نمطًا متصاعدًا من القمع الداخلي، حتى وإن جرى تغليفه بإجراءات قانونية شكلية.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن الحوثيين احتجزوا منذ عام 2024 ما لا يقل عن 59 موظفًا يمنيًا تابعين للأمم المتحدة، ما دفع الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى المطالبة بالإفراج الفوري عنهم، محذرًا من أن إحالتهم إلى محكمة جنائية خاصة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. كما أكدت منظمات حقوقية أن هذه الاعتقالات تعسفية وممنهجة، وتستهدف يمنيين بسبب ارتباطهم بمؤسسات دولية.

ورأى التقرير أن توقيت هذه الحملة القمعية يعكس تحوّلًا في استراتيجية الحوثيين من التصعيد الخارجي إلى تشديد القبضة على الداخل، عبر صناعة “أعداء داخليين”، لا سيما مع تراجع التوتر الإقليمي عقب وقف إطلاق النار في غزة وانخفاض الهجمات في البحر الأحمر، ما يجعل من الاحتجاز وسيلة للضغط السياسي والابتزاز الدبلوماسي في آن واحد.

وأكد محللون أن هذه السياسات تهدف إلى تأديب المجتمع ورسم خطوط حمراء صارمة أمام أي نشاط مستقل، مشيرين إلى أن بنية حكم الحوثيين تقوم على الإكراه والترهيب بدلًا من الرعاية الاجتماعية أو التوافق السياسي.

وحذرت الباحثة أرديماني من أن استمرار هذا النهج يهدد فرص وقف إطلاق النار والاستقرار طويل الأمد، ويعزز الشكوك الدولية حول قدرة الجماعة على أن تكون شريكًا نزيهًا في أي تسوية سياسية مستقبلية.