الأحد - 22 ديسمبر 2019 - الساعة 03:36 م بتوقيت اليمن ،،،
وكالات
بحجم مكوك فضائي، أو بارتفاع مبنى مكون من عشرة طوابق على أقل تقدير، تجد نفسك أمام مخلوق عملاق، صنف على إنه أكبر كائن حي على كوكب الأرض، فبطول 30 مترًا، ووزن يصل إلى 200 طن يعيش الحوت الأزرق داخل البحار والمحطيات، تلك الكائن الذي قد يصل وزن لسانه وحده إلى أربعة أطنان أي ما يوازي وزن فيل.
وبالحديث عن هذا الكائن العملاق، كانت قد انتشرت خلال الساعات الماضية مقاطع فيديو عديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، رصد فيها مجموعة من الأصوات الغريبة، وادعى ملتقطو هذه المقاطع المصورة أن هذه الأصوات تعود لـ"الحيتان الزرقاء".
أصوات الحيتان الزرقاء في مصر وليبيا.. حقائق وأكاذيب!
مجموعة الفيديوهات التي انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، رصدت أصواتًا "مرعبة"، أرجعها رواد "السوشيال" إلى أنها صادرة من البحر بعدد من شواطئ مصر وليبيا والجزائر، ويؤكدون أنها أصوات حقيقية لهذا الكائن العملاق، زاعمين أن انتقال الحيتان من المحيطات إلى البحر ظاهرة تنذر بكارثة طبيعية وشيكة.
فيقول البعض: إن الصوت يعود للحيتان المهاجرة التي لا تستطيع العودة مره أخرى لمياه المحيطات كونها ضلت طريقها في البحر المتوسط وخرجت على الشاطئ، وهو ما أسموه بظاهرة (انتحار الحيتان)، ولكن هذا الادعاء يبدو أنه غير صحيح أيضًا، وذلك لأنه لم يتم رصد أي حيتان على الشواطئ المصرية أو الليبية، كما أن الجهات الرسمية في البلدين قد نفت كل هذه الشائعات، وأدلى عدد من المسؤولين والمتخصصين بتصريحات يؤكدون فيها عدم صحة مقاطع الفيديو المتداولة.
وكان فريق آخر من رواد "السوشيال" قد أرجع هذه الأصوات إلى تلك الظاهرة التي تسمى بـ"أبواق السماء"، نافين أنها تعود لهجرة "الحوت الأزرق".
الجهات الرسمية تنفي
بعد مجموعة الشائعات التي وردت بشأن هذه الفيديوهات، وبعد موجة تشكيك في كون هذه الفيديوهات قديمة أو أن الأصوات مفبركة وتم تركيبها على الصورة، سعى بعض الأشخاص لنفي تلك الشكوك، ببث بعض الفيديوهات مباشرة لتوضيح أن الصوت غير مفبرك، كما تعمد البعض الآخر أن يذكر اسم المدينة التي يتواجد فيها والتاريخ الذي التقط فيه مقطع الفيديو، حيث انحصرت تلك الفيديوهات في الفترة ما بين 12 ديسمبر الجاري وحتى يومنا هذا.
في المقابل طالبت مجموعة من المواقع والصفحات العلمية الليبية، من بينها مجموعة "رؤية" لهواة علم الفلك، الناس بتحري الدقة والعقلانية، وسألت متابعيها على موقع "فيسبوك" إذا كان أحدًا منهم سمع من قبل أي صوت مشابه على الشواطئ الليبية!.
ومن جهة أخرى جاءت عدد من التصريحات لبعض المسئولين والخبراء المصريين، لتشكك هي الأخرى في صحة الادعاءات والفيديوهات المتداولة على شبكة الإنترنت، حيث نفى الدكتور أحمد النمر، عميد المعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية، إمكانية أن يكون الصوت المسموع في الفيديو خاص بالحوت الأزرق، معلقًا -خلال حديثه مع "الوطن"- "من أين علم الناس أنها أصوات حيتان؟!"، مضيفًا "أن الحيتان التي يتم تداول مقاطع فيديو لظهورها في المياه المصرية قد تكون في الحقيقة للدرافيل، التي يمكن أن يصل طولها إلى 2 متر و70 سم"، لافتًا إلى أنه لا يستطيع تأكيد أو نفي أن تلك الأصوات المنتشرة بالفيديوهات تعود إلى حيتان، وأن انتشار الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي يساهم في إحداث حالة من البلبلة.
ومن جانبه أكد الدكتور إبراهيم أمين، رئيس معمل الطبيعة البحرية ومركز البيانات البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار -في تصريحات صحفية- أن وجود كائن بحري ضخم مثل الحوت الأزرق بالبحر المتوسط هو أمر مستبعد، فمن الصعب لهذا الحوت الضخم أن يعبر مضيق جبل طارق الفاصل بين المحيط الأطلنطي والبحر الأبيض المتوسط، مضيفًا أن هناك احتمالًا لتواجد أعداد من الحيتان في المنطقة الواقعة بين مرسى مطروح وسيدي براني، على بعد 12 ميل، إلا أنها أنواع أخرى من الحيتان، وليست من نوع الحوت الأزرق.
كما أكد أمين على أنه إضافة لعدم تواجد الحوت الأزرق بمياه البحر الأبيض المتوسط، فإن أصوات الحيتان لا يمكن للبشر سماعها، إلا في حالات نادرة جدًا تحت سطح البحر، وأن الاستماع لأصوات الحيتان يتطلب أجهزة خاصة، وذلك لاختلاف الطول الموجي لهذه الأصوات عن المدى الصوتي للجهاز السمعي للبشر.
بينما قال محمد سالم، رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة المصرية، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن" المذاع عبر فضائية "الحدث اليوم" مساء أمس السبت، أن "الحوت الأزرق موجود في كافة محيطات العالم، وهناك احتمالات كبيرة أن يتواجد في البحر المتوسط بشكل أو بآخر"، مؤكدًا على أن "وجوده ظاهرة صحية لا تمثل أي خطورة أو تهديد إنساني".
وأضاف سالم أن "سماع أصوات بالشكل الذي ظهر بالفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، ظاهرة عالمية حدثت بالعديد من المناطق عبر أنحاء العالم كأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وسواحل إفريقيا وأوروبا"، منوهًا بأن "الأصوات ليست للحوت الأزرق".
ومن جانبها أصدرت وزارة البيئة المصرية، بيانًا بخصوص ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، بهذا الشأن، أفادت فيه بأن فرق العمل التابعة لوزارة البيئة بمحميات المنطقة الشمالية بالتواصل مع العديد من المواطنين والجهات لاستبيان حقيقة تلك المقاطع والتي توصلت جميعها إلى نفي قاطع لسماع تلك الأصوات بأي من مدن الساحل الشمالي.
ما لم تعرفه عن سيد الأعماق!
هذا الكائن العملاق -الذي يطلق عليه أيضًا "سيد الأعماق"- كانت قناة National Geographic قد عرضت عنه مجموعة من الحقائق في إحدى برامجها الوثائقية، ومنها أنه ينمو ليصل طوله إلى 30 مترًا، أي "أطول من ملعب كرة سلة"، ويصل وزنه إلى 200 طن، بينما يصل وزن لسانه وحده إلى أربعة أطنان، أي ما يوازي وزن فيل!، وقالت أنه يمكن لـ 100 شخص داخل فمه!.
ويساوي حجم قلب الحوت حوالي حجم سيارة "ميني كوبر ويزن حوالي 907 كجم"، ويضرب قلبه من 5 إلى 6 مرات فقط في الدقيقة ويمكن الشعور بنبضه على بعد أكثر من ثلاثة كيلومترات.
وبحسب National Geographic يمكن للحيتان الزرقاء أن تصدر أصواتًا أعلى من المحركات النفاثة، فتستطيع الحيتان التواصل مع حيتان أخرى تبعد عنها مسافات تصل لقرابة الـ1,600 كم، أما بالنسبة لغذاء هذا العملاق، فيأكل الحوت البالغ قرابة 4 طن من الغذاء يوميًا.