وكالات

الخميس - 22 سبتمبر 2022 - الساعة 08:20 م بتوقيت اليمن ،،،

رام الله

حذرت أوساط فلسطينية وإسرائيلية على حد سواء، من مخطط تقوده حركة حماس لإشعال الفوضى في الضفة الغربية، لإضعاف السلطة الفلسطينية والسيطرة عليها أسوة بالانقلاب العسكري الذي نفذته الحركة في قطاع غزة عام 2007، بعد اشتباكات دامية قتلت خلالها وأصابت مئات الفلسطينيين.
واندلعت مواجهات مسلحة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، بعد اعتقال الأجهزة الأمنية مصعب اشتية القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس، ما أدى لمقتل فلسطيني وإصابة آخرين، في مواجهات هي الأعنف التي تشهدها الضفة الغربية منذ سنوات.
وقادت جهود فصائلية لإنهاء الاشتباكات وعودة الهدوء، أمس الأربعاء، لكن اتهامات تم توجيهها لحركة حماس بمحاولة إرباك الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، سعياً منها للسيطرة على الضفة الغربية.
فتح تحذر
وقالت حركة فتح، إن إسرائيل وحركة حماس تحرضان على استهداف الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، مشددة على أنها "لن تسمح بتمرير مخططات الفتنة والاقتتال وحرف البوصلة نحو الداخل".
فيما رأى المتحدث باسم المؤسسة الأمنية طلال دويكات، أن حماس – دون أن يسمّها- تعمل وفق "أجندات مغرضة" على تحويل الضفة الغربية ومدينة نابلس لساحة اقتتال، داعياً لتفويت الفرصة عليها.
مخطط حماس
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن أحداث مدينة نابلس جاءت على إثر الضغوط التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية من جهات مختلفة، مشيرة إلى أن الأمن الفلسطيني اعتقل مصعب اشتية بسبب رسائل سرية وعلنية بشأن التوتر بالضفة الغربية.
وأضافت الصحيفة "أجهزة الأمن الفلسطينية لا تريد أن ينظر لها على أنها تتعاون مع إسرائيل، ولكنها تخشى من ناحية أخرى احتمال سيطرة حماس عسكرياً على الضفة الغربية في المستقبل".
وأشارت إلى تزايد محاولات حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة والخارج لركوب موجة التوتر في الضفة الغربية من أجل استهداف وإسقاط السلطة الفلسطينية.
تحريض إعلامي
وعلى عكس ما يجري مع حملات الاعتقال التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية لكوادر حماس، صعدت الحركة من خطابها الإعلامي ضد السلطة الفلسطينية، عبر وسائل إعلام تابعة لها بعد اعتقال أحد كوادرها.
وأفردت مساحات واسعة للتحريض على مواجهة أجهزة الامن في الضفة الغربية، وهو ما رأى فيه القيادي في حركة فتح منير الجاغوب، مخططاً من الحركة لخدمة أهدافها الضيقة.
سيناريو غزة
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد هواش، إن "حماس تعتبر من أكبر المستفيدين من التوتر في الضفة الغربية وضعف قدرات أجهزة الأمن الفلسطينية، خاصة أنها تحاول تكرار سيناريو غزة في الضفة، وهي تعمل على تغذية التوتر في الشارع الفلسطيني ضد السلطة الفلسطينية ومؤسساتها وتستغل وجود جيش الاحتلال في مدن الضفة والاجتياحات المتكررة لها".
وأضاف لـ24 أن "ما حدث في نابلس لا يمكن وصفه بأنه أحداث احتجاجية على اعتقال فلسطينيين يتنمون لحركة حماس، إنما محاولة لإثارة الشغب وإحراج السلطة الفلسطينية داخلياً وخارجياً، وإظهارها بمظهر غير القادر على ضبط الحالة الأمنية".
وتابع "المراقب للأحداث يكتشف بسهولة دور حماس في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة نابلس، وهي تسعى جاهدة لنزع الشرعية عن السلطة الفلسطينية".
تغذية الصراع
وقال إن "الحركة لا تقدم على مقاومة إسرائيل في الضفة الغربية، وإنما تغذية الصراع من خلال عناصر مسلحة غير تابعة لها بما يضمن لها الظهور وكأنها تقاوم الاحتلال بالضفة أمام الشارع الفلسطيني من جهة، وإضعاف السلطة ومؤسساتها من جهة أخرى".
وأضاف "اعتقد أن حماس تعمل على تنفيذ مخطط يهدف لسيطرتها على الضفة الغربية بدعم من حلفائها وقوى إقليمية، ولا استبعد أن تقدم حماس على السعي نحو السيطرة عسكرياً على الضفة الغربية حال انسحب الجيش الإسرائيلي منها".
وتابع "الصراع العسكري بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس بالضفة الغربية مرهون بالانسحاب الإسرائيلي، وللأسف حماس تقوم بتنفيذ أجندات لها علاقة بمصالحها الحزبية وتحالفاتها الإقليمية والدولية، ولا استبعد أن يكون هناك دور إيراني بهذا الجانب".