كتابات وآراء


الإثنين - 09 يونيو 2025 - الساعة 11:00 م

كُتب بواسطة : عدنان حجر - ارشيف الكاتب



بتوقيت مريب وغطاء عيدي وفي اول ايام عيد الاضحى المبارك وتحديدا مساء الجمعة اعلنت الميليشيات الحوثية كعادتها في اكاذيبها والاعيبها ومناوراتها معلنة على لسان المسؤول عن ملف أسراها القيادي الحوثي المدعو عبد القادر المرتضي عن ماقاله استعداد جماعته لاجراء عملية تبادل كاملة تشمل جميع الأسرى من كل الأطراف يمنية وغير يمنية، ومن دون استثناء…

الإعلان في ظاهره يبدو إنسانياً، لكنه في باطنه يحمل دلالات سياسية عميقة وأسئلة ملحة حول التوقيت والنية والهدف…لأن هذه الميليشيات الحوثية ظلت ولسنوات تقف حجر عثرة أمام كل المبادرات والجهود المحلية والدولية والاممية للإفراج عن المعتقلين والأسرى..فكيف لها اأن تعلن فجأة ودون مقدمات، تزعم استعدادها لمبادرة شاملة ولماذا في هذا التوقيت بالذات، ومع بداية عيد الأضحى الذي لطالما وظفته هذه الميليشيات الحوثية لأغراض دعائية ومكاسب تفاوضية…

هل من المعقول أن الميليشيات الحوثية التي ظلت ومازالت المعرقلة لجهود الإفراج عن الأسرى والمعتقلين ورفضت كل الدعوات تزعم اليوم أنها مستعدة لصفقة تبادل شاملة مشروطة ببمنية وغير يمنية ومن دون استثناء …

لا أكاد اصدق هذا الاستعداد الحوثي الكاذب لكنني ساجزم بأن هذه الميليشيات لم تبدي استعدادها على ذلك النحو المعلن الا وهي تبطن في الأمر الجوهر الحقيقي لهذا الإعلان الذي يكمن في المناورة السياسية، التي اعتادها الحوثيون في كل محطة من محطات الحوار كونها لاتسعى بصدق إلى إغلاق ملف الأسرى بقدر ما تهدف إلى استخدامه كورقة ضغط جديدة، وربما لإحراج الحكومة الشرعية واتهامها لاحقاً برفض المبادرة، كي تغذي خطابها الإعلامي المعتاد والمتعلق بما تردده عند كل مناوره العرقلة من الطرف الآخر …

وليس من المستبعد أن يكون هذا الإعلان المناورة جاء بتوجيهات إقليمية، خصوصاً من طهران ومسقط، وفي سياق متغيرات إقليمية ودولية تتطلب من الميليشيات الحوثية تقديم صورة أكثر مرونة، دون أن تمس جوهر موقفها القائم على المراوغة والتكتيك. وهو ما يعكسه تكرار مثل هذه المبادرات الشكلية التي تنتهي دوماً إلى طريق مسدود، بسبب اشتراطات وتعقيدات تفرضها الميليشيات الحوثية ذاتها….

وإزاء هذا الإعلان المناورة فإن حكومة الشرعية أمام موقف معقد. فإن قبلت بالمبادرة الحوثية دون ضمانات واضحة ومرجعية أممية، فقد تقع في فخ التوظيف السياسي. وإن رفضتها، سيُستثمر هذا الرفض إعلامياً من قبل الحوثيين لتشويه موقفها أمام الرأي العام المحلي والدولي…

ويظل ملف الأسرى واحداً من أكثر الملفات الإنسانية حساسية في الحرب اليمنية، ويستحق معالجة جادة وبعيدة عن المناورات. أما إعلان الحوثيين، فيبقى مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المزايدات السياسية التي لا تهدف إلى إنهاء المعاناة، بل إلى تعميقها واستثمارها حوثيا …