اخبار وتقارير

الخميس - 24 يوليو 2025 - الساعة 07:04 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - زين العابدين الضبيبي




في واحدة من أكثر الاعترافات وضوحًا حول آليات الاختراق الحوثية، تكشف وثائق أمنية اعترافات المدعو قائد حسن داوود السعيدي، الذي لعب دورًا استخباراتيًا خطيرًا تحت غطاء العمل الإنساني، وبإشراف مباشر من قيادات رفيعة في جماعة الحوثي.

بدأت علاقة السعيدي بالجماعة عبر بوابة "البحث عن الأسرى"، لكنه سرعان ما تحوّل إلى أداة تنفيذية في عمليات اختراق واستطلاع لمناطق الشرعية، مستخدمًا صفته كوسيط إنساني، بينما كان ينفذ أوامر تصدر إليه من جهاز الأمن والمخابرات الحوثي.

بحسب ما ورد في اعترافاته، التقى السعيدي بالقيادي الحوثي المعروف أبو علي الحاكم أربع مرات في صنعاء، كما التقى حسين العزي في مناسبة أخرى، وناقش معهما سلسلة من المهام التي أوكلت إليه، بينها السفر إلى مأرب وعدن وعدة محافظات أخرى بحجة التوسط للإفراج عن أسرى، فيما كان يسعى فعليًا لرصد مواقع وتوجهات قيادات عسكرية وأمنية محسوبة على الحكومة الشرعية.

وفي واحدة من أخطر محطات نشاطه، زار السعيدي محافظة مأرب في مهمة ظاهرها إنساني، بينما كُلّف من قيادة حوثية برفع تقارير مفصلة عن مواقع معينة وشخصيات مطلوبة، قبل أن يُطلب منه لاحقًا الانتقال إلى الساحل الغربي والبقاء هناك لفترة طويلة "بانتظار التنسيق لمهام لاحقة"، كما ورد في أقواله.

لم تقتصر تحركات السعيدي على الداخل اليمني. فقد سافر إلى لبنان وسوريا والعراق، والتقى بعناصر تابعة لـ"حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، وشارك في فعاليات أُعدت خصيصًا لتبييض وجه الحوثيين إعلاميًا، ضمن مخطط واسع لتوظيف القضية الإنسانية كستار لتحركات أمنية.

تظهر هذه الاعترافات كيف تحوّلت ملفات الأسرى والمفقودين إلى أداة اختراق حوثية، تستخدم لاختراق مؤسسات الدولة ورصد خصوم الجماعة، وسط صمت دولي وتقصير من قبل الأجهزة المعنية برصد هذه الأنشطة.

السعيدي ليس حالة فردية، بل نموذج متكرر لعملاء تحركهم الجماعة من تحت عباءة العمل الإنساني، في وقت تكثف فيه جهودها لاختراق الجبهات والمجتمع السياسي والعسكري التابع للحكومة المعترف بها دوليًا، مستغلة انشغال الداخل بالحرب، وغياب الرقابة الجادة على ما يُرفع من شعارات "الإنسانية".

هذه بعض اعترافات المذكور بنفسه، وليست اتهامات، ومن حق الأجهزة الأمنية التعامل مع كل مشتبه به مشكوك في أمره، لما تقتضيه المصلحة العامة.