الخميس - 31 يوليو 2025 - الساعة 01:55 ص بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - عدن
اتهم وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، مليشيا الحوثي الإرهابية بتحويل قطاع التبغ في اليمن إلى أحد أهم مصادر التمويل لاقتصادها الموازي وأنشطتها التخريبية في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن المليشيا حققت إيرادات مباشرة من هذا القطاع تجاوزت 5 مليارات دولار منذ انقلابها على الدولة عام 2015.
وفي تصريح صحفي، أوضح الإرياني أن قطاع التبغ، الذي يشمل إنتاج السجائر واستيرادها وتوزيعها، كان أحد أبرز الموارد السيادية للدولة، لكنه أصبح منذ سيطرة المليشيا على صنعاء خاضعًا لشبكات فساد وتهريب وتزوير وابتزاز منظم.
وأضاف أن الجماعة تدير هذا القطاع عبر السيطرة على الشركات الوطنية، وفرض الجبايات، وإغراق السوق بمنتجات مهربة ومقلدة.
وأكد الوزير أن المليشيا وضعت يدها على شركة “كمران” للصناعة والاستثمار – كبرى شركات التبغ في اليمن – عبر اجتماع غير قانوني للجمعية العمومية، نصبت فيه قيادات حوثية في مجلس الإدارة رغم عدم امتلاكهم لأي أسهم.
كما منعت توزيع منتجات الشركة في المحافظات المحررة، وأجبرت الشريك الاستراتيجي “BAT” على مغادرة السوق اليمنية، فيما تواصل بيع منتجات مزورة بعلامة “روثمان” رغم انسحاب الشركة الأصلية.
وكشف الإرياني أن الحوثيين أنشأوا شركات استيراد موازية، مثل “سبأ العالمية للتبغ المحدودة” و”التاج للتبغ وسجائر المكلا”، التي تدار من قبل رجال أعمال موالين لهم، وتنتج أصنافاً مقلدة مثل “شملان” في الخارج ليتم تهريبها إلى اليمن وعدة دول عربية، في عملية وصفت بأنها منظمة لنهب السوق والتحكم به.
وبحسب الوزير، تحصل المليشيا على ما بين 450 إلى 500 مليون دولار سنويًا من العوائد المباشرة عبر الرسوم الجمركية والضريبية المفروضة على السجائر، إضافة إلى أرباح ضخمة من السوق السوداء، تقدر بنحو 470 مليون دولار سنويًا، إلى جانب أرباح من الشركات الخاضعة لها مثل “كمران” التي تدر وحدها حوالي 120 مليون دولار سنويًا.
وأشار الإرياني إلى أن المليشيا فرضت ضرائب تفوق 200% على بعض أصناف التبغ، واستحدثت منافذ جمركية داخلية لجمع “إتاوات” غير قانونية على المنتجات المصنعة محليًا، في إطار سعيها لتضييق الخناق على المنافسين واحتكار السوق بالكامل.
وأكد أن هذه الأنشطة تمثل نموذجًا للاقتصاد الموازي الخطير الذي تديره المليشيا لتمويل آلة الحرب، بما في ذلك الهجمات على خطوط الملاحة وأمن الطاقة العالمي، معتبرًا أن موارد الدولة تحولت إلى أدوات لتجويع الشعب اليمني، وتغذية المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة.
واختتم الإرياني تصريحه بالتحذير من خطورة استمرار هذا النهب المنظم لمقدرات البلاد، داعيًا المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه ممارسات الحوثيين، وفضح شبكات التمويل التي تقف خلف أنشطتهم التخريبية.