وكالات

الأحد - 10 أغسطس 2025 - الساعة 11:18 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعات وكالة 2 ديسمبر






كشفت اعترافات طاقم سفينة السلاح “الشروا”، التي ضبطتها مؤخرًا قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي لليمن، اختراق إيران لعدد من الدول عبر خلايا التهريب التي تغذيها.
وبيّنت الاعترافات أن شبكة التهريب الحوثية، بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، اخترقت دولًا عربية وآسيوية وإفريقية، لإدارة مسارات التهريب وتحديد نوعيات الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الاستراتيجية والكيميائية.
وأظهرت الاعترافات، الدور الكبير الذي يلعبه الحرس الثوري الإيراني في البلدان التي يتمركز فيها عبر أدواته المليشاوية، وتسخيرها في خدمة الأجندة الإيرانية ومشروعها النووي.
– اختراق إيراني للدول
يقول المحلل السياسي عبدالستار الشميري لـ”وكالة 2 ديسمبر“، إن الاختراق الإيراني للدول يتم عبر شبكة مُمَأسسة لها قواعد بيانات وأفراد وإدارة، ولها قوارب وسفن وزوارق، ولها معدات التهريب المختلفة.
ويضيف الشميري، أن شبكة التهريب الإيرانية تشمل أكثر من 6 آلاف شخص، يتوزعون في إفريقيا، تحديدا القرن الإفريقي، واليمن ولبنان وسوريا والعراق، ودول أخرى، وهي بذلك تخترق الدول وتصدر إليها الأسلحة والمخدرات وغيرها.
هذا الاختراق الإيراني -وفقًا للشميري- بدأ في التوسع الكبير عام 2011، وتمأسس عام 2013، وشمل دولاً كثيرة، حيث تستفيد إيران من مؤسسة التهريب هذه في تصدير النفط الممنوع تصديره، واستيراد شوارد اليورانيوم من الصومال، وتصدير الفحم الصومالي وإعادته على أنه فحم إيراني.
الحرس الثوري هو الذي يدير هذه العمليات ويحاول زرع جماعات دائماً جديدة، حاليًّا يتم عمل جماعات الإسحاقيين والنجاشيين في إثيوبيا وإريتريا والقرن الإفريقي، وتزويدهم بالسلاح وتهيئتهم كجماعات مشابهة لمليشيا الحوثي الإرهابية. كما يؤكد الشميري.
– السيطرة والنفوذ الكاملان
وفقاً لما أورده طاقم السفينة المضبوطة من قبل أبطال المقاومة الوطنية في البحر الأحمر والتي تزن 750 طنًا من الأسلحة الاستراتيجية -كانت في طريقها لمليشيا الحوثي لقتل اليمنيين- فإن الحرس الثوري الإيراني يتمتع بنفوذ واسع في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية.
وتأتي سيطرة الحرس الثوري على مناطق المليشيا، عبر التحكم الكامل في القرار السياسي والعسكري للمليشيا الحوثية، وتمويلها بكافة الأسلحة المتطورة مثل الصواريخ الباليستية وفرط صوتية والمجنحة البحرية والطيران المسيّر والأسلحة الكيمائية، فضلًا عن تحديد مسارات التهريب وإدارة خلايا التهريب ذات الجنسيات المختلفة.
علاوة على ذلك، أوضح الشميري، أن الحرس الثوري هو من يدير عملية التهريب بشكل كامل، والحوثي وجماعة شباب الصومال والقراصنة القُدامى وغيرهم، هم أدوات داخل هذا الإطار الذي أنشأته إيران.
ويضيف المحلل السياسي، أن القيادة والمال والمَأسسة تتم من قبل هيئة مختصة متدربة لها شركات تعمل في التهريب تحت غطاء تجاري، يستطيع الحرس الثوري أن يهيئ المناخات المناسبة لهذه الجماعات للعمل، وبذلك يكون له القيادة والسيطرة والتحكم بشكل كامل بمناطق هذه الجماعات، كما أن الحروب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة التي تقوم بها يصب في خدمة أهداف طهران.
– مسارات التهريب
تتكون خلية السفينة “الشروا” من سبعة عناصر، 4 منهم دخلوا إيران ضمن عدة خلايا وشاركوا في تهريب عدة شحنات من ميناء بندر عباس إلى ميناء الصليف في الحديدة بينها شحنات تحتوى مواد كيميائية.
كما شاركوا في التهريب من بوت إيران في ساحل الصومال إلى ميناء الصليف، فيما شارك الثلاثة الآخرون في تهريب عدة شحنات عبر جيبوتي.
وبيَّن عناصر الخلية وجود ثلاث مسارات للتهريب؛ الأول مباشر من ميناء بندر عباس إلى ميناء الصليف، والثاني يتولى الحرس الثوري الإيراني نقل السلاح عبر بوت إلى سواحل الصومال، والثالث بغطاء تجاري عبر جيبوتي حيث تتولى العناصر المحلية نقلها إلى ميناء الصليف.
وتستخدم مليشيا الحوثي عدة أساليب لتجنيد وتدريب الخلايا في تهريب السلاح، وترسم لهم طرق الوصول إلى إيران جوًا وبحرًا، وبحسب الخلية، فإن المليشيا تقوم باستغلال الرحلات من مطار صنعاء إلى الأردن في تهريب الخلايا إلى لبنان ونقلهم من قبل حزب الله إلى سوريا ومنها إلى طهران، فضلًا عن طريق آخر عبر سلطنة عمان.