صدى الساحل - تعز -محمد علي العزعزي
بعد رحلة من العمل الوطني والتربوي والسياسي ترجل سليمان علوان الشرجبي رجل صاحب تجربة وخبرة طويلة في التربية والتعليم وهو بحق شاهد على كل العصور من ايام الحمدي حتى عصر الانحطاط وخصخصة التعليم وهو الرافض أن تكون الشهادة والعلم سلعة للبيع والشراء في السوق.
رحيله عن الدنيا إلى عالم الخلود هو المستقر ليرتاح بعد قصة عشق مع التربية وكفاح وعناء ومسرات وفترات سجون ومعتقلات ومطاردات في حقبة السبعينات ومحاولات تصحيح ما أفسده الدهر في مجال التعليم وقتال شرس رفضا لجبهة الفساد فواجه كل وسائل الإرهاب والترهيب وضل مقاتلا شرسا في أيامه الأخيرة في مجال الحقوق والعمل النقابي في بلد لا يحترم الحقوق ولا الحريات ولا يعطي الناس حقوقهم .
نعلم جيدا أن حالته الصحية في الأيام الأخيرة كانت حرجة ومع ذلك كان ينزل إلى الميدان يهتف بقلب متعب ولسان عربي فصيح أعطوا المعلم حقه من الرويتب الفنات ..بن علوان كان غارة من التربة إلى تعز بحثا عن حقوق مكتسبة ودعما لٱلاف المعلمين المنكوبين بفوضى الواقع وحرمانه من الحقوق فكان الصوت القوي رغم معرفته مسبقا أن القلب تصبح مجهدا بما فيه الكفاية.
منذ أن عرفته عام 1990 وهو مهموم في الارتقاء بالتعليم وحقوق المعلم وهو صاحب فكرة عمل صندوق تعاوني للمعلمين لمواجهة أعباء الحياة لكن الفكرة لم تنجح لتخاذل هذه الفئة التي سارت خلف نقابات وهمية وفي العمل النقابي من مؤسسي نقابة المعلمين اليمنيين وبعد فترة من رقود النقابة أسس مع غيره من المعلمين نقابة المهن التعليمية وانتكست باشتعال الحرب ولم ينهض العمل النقابي وفي العام المنصرف قاد أعظم عملية حقوقية بإنشاء نقابة التربويين الوليدة فكان في الميدان رغم الالم والحالة الصحية الحرجة لكنه قاوم قلبه وقاوم الإهمال الرسمي وهو صاحب حق و مؤهل أكاديميًا و إداريًا وصاحب خبرة، في العمل النقابي وقائد جماهيري من وجهة نظر نظري فهو شخصية لا ييأس بل يتمرد على الواقع من ايام الشباب حتى اخر العمر إلى ذلك يعتبر سليمان من أصحاب الفكر التنويري، بل أعتقد أن إيمانًا قويًا ومدفوعًا للتنسيق لعمل تكاملات وتكتلات شبابية لقيادة معركة الحقوق فقدم أداءً متميزًا رغم كبر سنه وقلبه الموجوع.
لقد كان قدر اليمن وتعز الشمايتين وجود هذا القائد التربوي فهو هبة من الله صاحب موقف قوي وشخصية فذة ليكوه المعلم الخبرة والنقابي القد وطرح عليهم فكرة الحقوق تنتزع بقوة القانون ورفض قانون قوة الغاب.
ذكا التربويين تتولى مهمة المساعدة بالتعليم وتطويره وحقيقا أن التأثير الاول الشرجبي كان في زرع العلم في نفوس الاولاد والبنات فخلف قادة علم واجتماعيين وناشطين من أجل الزدوقوف مع غالبية الجماهير ..وداعا المعلم القدوة والرجل الذي لا ييأس .