في لحظة خطفها الغدر من حضن والدتها انطفأ نور في بيت صغير بمدينة الخوخة.. طفلة بريئة كانت بأمان بين أحضان أسرتها فإذا بها تقتلع من دفء الحب وتزج في ظلام الجريمة.. لحظات مؤلمة وساعات مرت كالعمر على والديها واسرتها فيما الأمل لم يغب لأن أعين الأمن كانت يقظة لا تغفو..
بقيادة العميد نجيب ورق مدير عام شرطة محافظة الحديدة وبتنفيذ مباشر من العقيد إسماعيل قادروة مدير أمن مديرية الخوخة بدأت خيوط القصة تنسج في صمت لكن بإصرار لا يلين.. البلاغات المتواصلة المواصفات الدقيقة للخاطفين تحركت بسرعة لتصل إلى الأجهزة الأمنية في محافظة عدن وبالأخص إلى مديرية الشعب حيث كانت الخطة الجهنمية تقضي بتهريب الطفلة خارج أرض الوطن..
لكن تلك الخطة تهاوت أمام جدار الصدق والمسؤولية .. رجال الأمن الذين لا يعرفون التهاون نسجوا شبكة محكمة تتبعوا الخيوط وراقبوا التحركات حتى حانت اللحظة..
تمت العملية بنجاح الطفلة عادت والدموع تحولت من ألم إلى فرح ومن رعب إلى سكينة..
وفي مشهد إنساني مهيب عادت الرضيعة إلى أحضان أسرتها فيما وقفت مدينة الخوخة تصفق لرجالها الذين أعادوا الحياة لعائلة كاملة..
لم تكن مجرد عملية أمنية بل ملحمة إنسانية تجسدت فيها الروح الوطنية والغيرة الأمنية والضمير الحي..
كل الشكر والتقدير لأبطال الأمن في الحديدة وعدن الذين أثبتوا أن الوطن لا يخذل حين يكون فيه من يحمل السلاح بشرف والواجب بإخلاص..عادت الطفلة وعادت معها الابتسامة التي لا تقدر بثمن..
